الخميس, نوفمبر 6, 2025

صالات مزادات مصرية من زمن فات

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب : عبد السلام الزغيبي

بينما كنت أجلس على مقهى شعبي في شارع “جواد حسني” وسط العاصمة المصرية القاهرة، وقع نظري على لافتة تحمل إسم يوناني”غاليري كاتساروس”، أثار ذلك فضولي، وأردت أن أعرف حكاية هذا الغاليري، وسبب إسمه اليوناني،  دلفت إلى داخل المكان، استقبلني السيد وجدي رزق، الذي يدير المحل،  وحكى لي الحكاية المحمل بصفحات من التاريخ والتراث والمجتمع المصري.

حكاية “غاليري كاتساروس”

وجدي رزق مدير غاليري كاتساروس (الصورة أذواق)

هذا المكان الذي تأسس عام 1918 يعتبر من أولى صالة المزادات المنتظمة في مصر والشرق الأوسط، تحمل في طياتها عراقة تحف وأنتيكات، مرعليها الزمن وتتميز بطابع فني مصنوع بدقة وحرفية،  كان ستديو قديم شهد تصوير عدة أفلام مصرية، قبل أن يتحول إلى صالة لبيع التحف.

تحولت بمرورالزمن إلى”صالة أنتيكات”، وشغل براويز، ولوحات، تأسس على يد اليونانيين الخواجة كاتساروس، والخواجة ميخائيل ميخايليديس. وبعد وفاتهما، استلم المهمة الحفيد مجدي سليمان (ابن اليني ميخاليذيس).

ويتابع مدير الصالة  سرد حكاية الغاليري،  ويقول :”نحن نحصل على القطع والأنتيكات القديمة من البيوت التي يلجأ أصحابها إلى تصفية مقتنياتها، إلى جانب رغبة البعض في أن تعرض الصالة له “أنتيكة” يمتلكها، ليأتي شخص آخر يحتاج هذه القطع،  ويحدد سعرها ومنها يتم التراضي بين الطرفين”،  وتابع “الصالة تحصل على جزء من الثمن مقابل التوافق بينهما”.

حكاية صالة “أوزوريس” 

فؤاد صديق مدير جاليري أوزوريس (خاص أذواق)

ومن صالة كاتساروس في القاهرة، إتجهت إلى صالة المزادات التي تحمل اسم “أوزوريس” ويديرها فؤاد صديق قلتة (74 عاما) الخبير المثمن والمحاسب القانونى، الذي يؤكد أن الصالة التي تقع في شارع ضيق متفرع من شارع شريف،  وهي أول صالة مزادات منتظمة في مصر والشرق الأوسط، أسسها “جورج ليفى” عام 1900، وهو يهودى يحمل الجنسية الإنجليزية، وكان مقيماً في مصر.

و يواصل فؤاد صديق حديثه  قائلاً :”بعد ثورة يوليو 1952، بدأت عمليات بيع واسعة لمحتويات للقصور الملكية؛  فحدث خلاف بين الخواجة ليفي،  وبعض المندوبين من رجال الثورة، وعلى أثره أجبرته الظروف على مغادرة البلاد، خصوصاً بعد فرض الحراسة على ممتلكاته، ليدير الصالة من بعده “جويدو كاسترو” الإيطالى الجنسية، ثم “فرانسوا عبادى” الفرنسى الأصل ثم “صديق قلتة”،  وبعده شقيقى الأكبر”شكرى صديق قلتة” ثم أنا بعد وفاة شقيقي “.

ويتابع قلتة:”بدأت العمل في مجال الأنتيكات والتحف، وتعلمت فحصها، وتثمينها، منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمرى، وكنت أساعد والدى في تثمين محتويات القصور، مثل قصرعابدين وقصر القبة، ونحن هنا في الصالة نجمع المحتويات ثم نقيم مزاد كبير كل ثلاثة شهور”.

غاليري كاتساروس (الصورة أذواق)
صالة مزادات أوزرويس للأنتيكات (الصورة أذواق)
صالة مزادات في مصر (الصورة أذواق)
الكاتب عبد السلام الزغيبي داخل صالة مزادات مصرية (الصورة أذواق) (1)

إقرأ أيضاً : “عائشة” .. التراث بين ثنايا شال و حقيبة و”عباية فلاحي”

إقرأ أيضاً: مصر تسجل الحناء على قوائم اليونسكو للتراث اللامادي

إقرأ أيضاً: الجزائرية عليا عداي تستحضرالتراث في البيت العربي

الكلمات المفتاحية :

اترك تعليقاً

“أذواق”… لكل الأذواق الباحثة عن الجمال والرقي والبساطة في مختلف تفاصيل الحياة، وهي جسرك الناعم إلى السعادة والحب والأحلام والأناقة والنجاح، وعبر ما تقدمه لك من أخبار وموضوعات ومقالات ومواد بصرية متنوعة تمثل لك رافداً متفرداً يزودك بكل ما هو جديد في الفنون والثقافة والموضة و الجمال و الأمومة والعمارة والصحة والطهي، و…كل ما يتعلق بشغفك اليومي

النشرة الاخبارية

Exit mobile version