جهاز التليفزيون…إلى أين؟

بقلم مهندس زياد عبد التواب

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اختراعه في ثلاثينيات القرن الماضي، استمر جهاز التليفزيون يعمل لسنوات كثيرة كنافذة يطل منها ملايين المشاهدين على العالم.

جلس أمامه الآباء والأبناء، شاهَدوا المباريات، تابعوا النشرات، استمتعوا بالدراما والغناء وباقي الفنون.

تابعوا الحروب على الهواء، وتابعوا احتدام النقاش حول قضايا المجتمع من خلال البرامج الحوارية، وغير ذلك الكثير.

ولكن للأسف  تلك “القدسية” تجاه التليفزيون بدأت تتآكل تدريجيا، ولم يعد السؤال اليوم عن البرامج المعروضة.

بل أصبح النقاش  حول جدوى وجود الجهاز نفسه في زمن تتنقّل فيه الصورة بحرية عبر الشاشات الصغير بحرية متناهية بين كافة الأطراف.

حتى  أصبحنا لا نعرف من المرسل، وماذا ولماذا يرسل؟ ومن المستقبل وماذا يستقبل؟!.

التليفزيون والأجيال المختلفة

الأجيال السابقة وحتى جيل إكس وصولاً الى جيل الألفية ربما لا يزال يرى في التليفزيون ركناً من أركان البيت.

إلا أن جيل زد ، ومن بعده الفا، ربما لا يراه أصلًا؛  فهم لا ينتظرون مواعيد عرض، ولا يعبؤون بجدول برامج.

وهم لا يملكون تلك العلاقة العاطفية مع القناة الأولى والثانية،  كما فعل جيلنا فهم وُلدوا في عالم تحكمه الطلبات الفورية.

وتسيطر عليه كذلك المحتوى حسب المزاج، والتفاعل اللحظي؛ ففي عالمهم، الشاشة لم تعد “جهازاً”، بل أصبحت “خدمة”.

إنهم  يريدون محتوى يُشاهد في أي لحظة، على أي جهاز، ويمكن تركه في المنتصف والعودة إليه بعد أسبوع. يريدونه قابلًا للمشاركة، وللتعليق، وللدمج مع الفلاتر والموسيقى.
يريدون أن يكونوا جزءا من الحدث، لا متفرجين عليه، فهل يعنى هذا انتهاء عصر التليفزيون؟.

إقرأ أيضاً للكاتب : منير مراد والزمن الجميل
التليفزيون هل لايزال محور المنزل ؟

ربما لم ينتهِ التليفزيون شكلاً؛ فالأجهزة موجودة في المنازل، ومازالت تباع في المتاجر.

لكنها لم تعد محور المنزل ومركز الاتصال الوحيد بالعالم الخارجي كما كان الحال من قبل.

لم يعد التلفاز هو الجهاز الوحيد الذى يمكن أن يوصف بأنه “كله ثقافة وعلوم و فنون” .

حيث صار التليفزيون مجرد شاشة أخرى وسط منظومة ذكية من الأجهزة حاملة  التطبيقات في  صراع محتدم بين المنصات، والمحتوى المدفوع، وصناع المحتوى المستقلين الذين يبثون من غرفهم ما كان يحتاج في الماضي لأستوديوهات عملاقة وتلك قضية أخرى تحتاج  إلى تفصيل.

إقرأ أيضا للكاتب : العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية

الفرصة الوحيدة لبقاء التليفزيون

والحقيقة ان الفرصة الوحيدة لبقاء التليفزيون هي في تحوله من جهاز إرسال إلى منصة تفاعلية.

وأن لم يستوعب أصحاب القنوات أن الشاشة الصغيرة لم تعد تكفي، وأن ما يُقال يجب أن يُصغى إليه ويُعلّق عليه ويُناقش فورًا في اتصال ثنائي الاتجاه Bi-Directional Communication  .

ذلك أن مصير التليفزيون أن يتحول إلى مجرد قطعة أثاث قديمة تُنَظَّف من الغبار أكثر مما تُشاهَد !.

الكلمات المفتاحية :

اترك تعليقاً

“أذواق”… لكل الأذواق الباحثة عن الجمال والرقي والبساطة في مختلف تفاصيل الحياة، وهي جسرك الناعم إلى السعادة والحب والأحلام والأناقة والنجاح، وعبر ما تقدمه لك من أخبار وموضوعات ومقالات ومواد بصرية متنوعة تمثل لك رافداً متفرداً يزودك بكل ما هو جديد في الفنون والثقافة والموضة و الجمال و الأمومة والعمارة والصحة والطهي، و…كل ما يتعلق بشغفك اليومي

النشرة الاخبارية

Exit mobile version