لا يتحقق النجاح والتميز في الحياة عبر بذل الجهد أو العمل المستمر وحده؛ كما قد يعتقد الكثيرون، إنما ثمة عوامل أخرى تساعد على ذلك، ومنها المواظبة على اتباع مجموعة من العادات والأنماط الحياتية من دون توقف .
هل سألت نفسك يوماً لماذا يتفوق شخص ما أكثر مني بالرغم من إنني أكثر جدية منه في العمل، بل إنني أبذل الجهد نفسه الذي يبذله وربما أكثر؟ أو بشكل آخر لماذا يبدو أن بعض الأشخاص الناجحين للغاية يحققون أهدافهم من دون مشقة كبيرة؟!.
الإجابة تبدو صعبة للغاية ومعقدة، فأنت لاتعيش طوال الوقت مع الآخر، ولاتعرف ماهي أسرار نجاحه، لكن عليك أن تدرك أنك لست وحدك الذي توصل إلى هذه الملاحظة، وهي أن هناك أشخاص في الحياة لايبذلون جهداً لافتاً وبالرغم من ذلك هم أكثر نجاحاً وتميزاً، فما السر وراء ذلك؟!.
لا نتطرق هنا إلى السبل غير المشروعة مثل الوصولية أو الوسائط؛ لكننا نقدم لك خلاصة آراء الباحثين ونتائج الدراسات حول هذه الظاهرة الموجودة في جميع أنحاء العالم، وهي أن هناك عادات يمارسها بعض الناجحين تساهم في تميزهم و نجاحهم بجهد أقل من الآخرين.
وعليك أن تدرك حقيقة مهمة للغاية وهي إنه كلما بدأت مبكرا في اتباع “عادات الناجحين” فإنك ستحقق نجاحاً أكبر وفي سن أصغر من الآخرين.
والآن ما هي العادات يمارسها الناجحون وما هي أهم الأنماط الحياتية التي يتبعونها ؟
هناك فكرة خاطئة مفادها أن النجاح يتطلب بالضرورة العمل الجاد المستمروحده!، حان الوقت الآن لتحطم هذه
الأسطورة القائلة بأن العمل الجاد وحده يؤدي إلى النجاح، لتتبع استراتيجية أولئك الذين يعملون بذكاء، وليس بالجهد فقط.
1ـ التوازن بين مجالات الحياة :
يحرص الناجحون على تحقيق التوازن بين أمور الحياة وجوانبها المختلفة؛ فهم لايستغرقون في أمر ما على حساب سائر الأمور، على سبيل المثال هم لايبالغون في العاطفة ولايبدون مشاعر جياشة وفي الوقت نفسه لايكونوا أشخاص عمليين بشكل زائد عن الحد، مثال آخر لايوجهون وقتهم كله للعمل، على حساب الأسرة والعلاقات العائلية، ومن جهة أخرى لاينشغلون بأمورهم الخاصة عن عملهم.
قد يهمك أيضا : 5 اتجاهات لموضة أزياء الرجل في ربيع وصيف 2024 (azwaaq.com)
2ـ يرتبون الأولويات :
أحد أسرار أولئك الذين يحققون نجاحاً كبيراً دون أن يجتهدوا هو أنهم يعرفون كيفية ترتيب الأولويات ؛ إذ يدرك هؤلاء الناجحون أنه ليست كل المهام على قدر واحد من الأهمية، انتبه إلى أنه ليس هناك تعارض بين هذا النمط الحياتي وما سبق في الفقرة السابقة؛ فغاية ما في الأمر أن بعض المهام تتمتع بقدرة أكبر لدفعنا نحو تحقيق أهدافنا، بينما قد لا يكون بعضها الآخر مؤثراً .
الأكثر من ذلك أن الأمر يتفاوت ما بين وقت وآخر بينها؛ ومن هنا من الضروري أن تكون يقظ ومنتبه إلى ماهو الشيء الأكثر أهمية الذي ينبغي أن تفعله الآن.
إن الأشخاص الناجحون، الذين لا يعملون بجد طوال الوقت، هم أساتذة في تحديد المهام الأكثر أهمية. هذه هي المهام التي يركزون عليها، مما يترك المهام الأقل أهمية. هذا لا يعني أنهم يتجاهلون المسؤوليات الأخرى. إنه يعني ببساطة أنهم يتخذون موقفًا استراتيجيًا بشأن الشيء الذي يستثمرون فيه طاقتهم. لقد تبنوا عادة تحديد الأولويات، لضمان حصولهم على أقصى استفادة من جهودهم. إنهم يعملون بشكل أكثر ذكاءً، وليس بجدية أكبر، وهذا أحد أسرار نجاحهم. إنهم يعلمون أن القيام بالقليل قد يعني في بعض الأحيان تحقيق المزيد. وهي عادة يمكنك تبنيها أيضاً.
3ـ التفكير بإيجابية :
لايهدر الناجحون وقتهم وطاقتهم في التركيز على المشكلات والتحديات والسلبيات و يكررون كثيرا الحديث عنها، و إبداء استيائهم منها، إنما ينتقلون إلى تجاوزها ووضع الحلول، وهم يعتبرون المصاعب فرص للتعلم والتطور ويبرعون في تحويل الخسائر إلى مكاسب و الهزائم إلى الانتصارات، فعليك أن تدرك أن أمامك اختيارين، الأول أن تعمل وتتقدم تنجح، والآخر أن تتذمر من كل شيء ولاشيء و..تفشل.
4ـ تفويض الآخرين ببعض المهام:
إن القيام بكل المهام ( حتى المتخصصة ) طوال الوقت هو نوع من إهدار الوقت والطاقة بلا طائل على المدى البعيد؛ لذلك من العادات التي تميز هؤلاء الأفراد الناجحين هي قدرتهم على تفويض المهام، إنهم يفهمون أنه ليس عليهم القيام بكل شيء بأنفسهم.
في الواقع إن محاولة القيام بذلك يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية. وبدلاً من ذلك، يركزون على ما يفعلونه بشكل أفضل ويفوضون الباقي.، جرب أن تغرق في بحرالمهام المهنية والشخصية، و حاول أن تفعل كل شيء بنفسك .. نظافة المنزل، إصلاح الأعطال الكهربائية أو النجارة أو السباكة وتؤدي كل مهام فريق الدعم الفني في مجال تخصصك، إنك سرعان ماستتعب ولن تجني سوى التأثير السلبي على صحتك و إنتاجيتك ورفاهيتك.
في حين إنك لو قمت بتفويض بعض مسؤولياتك، وتحديد مهام معينة يؤديها سائر فريق في العمل أواستأجرت خدمة تنظيف لمنزلك، واستعنت بالنجار والسباك وغير ذلك، فإن جبل من المسئوليات سيزال من كتفيك ومن ثم تتمكن من زيادة التركيز في العمل، والإقلال من التوتر والتعب.
5 ـ تطوير الذات :
أولئك الذين يحققون النجاح دون العمل الشاق يدركون أهمية التعلم المستمر، إنهم يعرفون جيداً أن الحياة لاتتوقف، وأن التعليم كذلك لايقف عند مرحلة أو سن معين، إنهم دائمًا منفتحون على الأفكار والأساليب الجديدة. يقرؤون ويستمعون ويلاحظون ولا يتوقفون أبدا عن استيعاب المعرفة.
واتباع هذه العادة لايعني أن تسعى لدرجات علمية أكبر أو شهادات من مراكز التأهيل والتدريب، إنما يعني إنك تتابع سوق العمل وتنمي مهاراتك بما يتوافق معه، وكذلك قراءة كتاب جديد كل شهر، أوحضور ندوات عبر الإنترنت، أو حتى مجرد البقاء على اطلاع بالأخبار والاتجاهات في مجال عملك، إن الأمر بمثابة قطع طريق واحد خطوة خطوة بفهم، من دون جري بلا هدف في طرق عدة، ولذلك ربما لايشعرون بمشقة بالغة.
إعرف إنه من خلال جعل التعلم المستمر عادة، لن تبقى في الطليعة فحسب، بل ستثري حياتك أيضاً بمنظورات وأفكار جديدة. إنه مثل التمرين الذهني الذي يبقي عقلك حادا ورشيقا.
قد يهمك أيضا : هل تحاول أن تصبح “الرجل الغامض” ؟ (azwaaq.com)
6ـ الاعتناء بالصحة :
يعتنون بصحتهم، إن الأشخاص الناجحين يدركون أن صحتهم هي ثروتهم، ومن دون صحة جيدة، كل المحاولات لتحقيق النجاح في العالم لا يعني شيئاً؛ لأنهم ببساطة لن يستطيعوا الصمود طويلا بنفس الطاقة و التميز، ومواصلة العمل والتحدي، ولذلك تجدهم يهتمون بالطعام الجيد وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم و الراحة؛ إن ذلك كله يمدهم بالطاقة و الجسد السليم والنفس المتجددة والأحلام الطازجة والنشاط المستمر، وذلك كله كفيل بتحقيق النجاح.
7ـ استثمارالوقت وتوظيفه :
قديما قالوا “الوقت من ذهب” باعتباره وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف، والناجحون يدركون ذلك جيدا ويجيدون إدارة وقتهم و تطويعه لنجاحاتهم، هم يعرفون أن كل لحظة مهمة، ولايعني ذلك إنهم ينظرون إلى الساعة طوال الوقت، أو يتبعون نظاماً صارماً، لكنهم لايهدرون وقتهم فيما هو غير مفيد لعملهم أو رفاهيتهم أو لأسرتهم، هم يعرفون فقط كيفية تطويعه.
وهذا الاستخدام الفعال للوقت يقلل من التوتر ويمنع الإرهاق؛ مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والنجاح بجهد أقل. إذا كنت تريد تحقيق نجاح كبير دون العمل الجاد، فإبدأ بالسيطرة على وقتك.
8ـ حسن المظهر :
أنت لاتعمل بمفردك، ولاتستطيع أن تحقق نجاحات بمعزل عن الناس، فإذا كنت مهملا بطبيعتك في مظهرك، أو ترى إنه شيئا ثانويا فإنك مخطيء؛ لأن ذلك يهم معظم الناس الذين ستعمل معهم، أو سيتطلب الأمر التعاون معهم، ويكون معيارا لاحترامهم لك.
دعنا نتفق أن المظهر مهم؛ ويدخل في إطار ذلك أمور أساسية بدءا من النظافة الشخصية وصولاً إلى حسن الهندام والأناقة، حين نقول أن الأمر لايتطلب الكثير من المال لتتمتع بالمظهر الجيد فإن ذلك بحق ليس نوعا من المبالغة؛ على سبيل المثال كي ملابسك وحسن تنسيق الألوان أمر بسيط، العناية بالحذاء…وغير ذلك من أمور لاتجعل الآخرين يشعرون بالنفور منك، كما إنك ستتمتع بالرضا عن النفس والثقة ما يساعدك على تحقيق النجاح المرجو.
قد يهمك أيضا :كيف يتخطى الرجل أزمته العاطفية ؟ (azwaaq.com)
9 ـ قوة العلاقات وتنوعها
لايعيش الناجحون في حالة من الإنعزال عن الحياة والآخرين إنما على العكس من ذلك تماما يتمتعون بعلاقات متنوعة في المجالات المختلفة؛ مايسهل لهم أمورهم ومهامهم؛ فدوما يجدون المساعدة والدعم من الآخرين وتتاح الفرص الذهبية بين أيديهم بفضل هذه العلاقات.
10ـ يتمسك بالثقة بالنفس ويظهر ذلك أمام الآخرين
يتمتع الناجحون بقدر كبير من الثقة بالنفس لكن ماعلاقة الثقة بالنفس بالنجاح؟ إنها صلة قوية، أقوى مما تتخيل؛ لأن الثقة بالنفس تؤهل صاحبها لخوض المغامرات والتجارب وهي أصل النجاح، هو يكون على يقين إنه إذا خاض هذه الصفقة أو التجربة سيفوز بها كما أن إحساسه بثقته بنفسه وحرصه على ألايظهر ذلك أمام الآخرين يمتد إليهم،؛ مما يجعلهم يشعرون أنهم في أمان عند التعامل معه وأن التعاون معه أو مشاركته العمل أو مساندته يحقق لهم نجاح مماثل و تميز مشابه إنطلاقاً من مقولة قديمة مفادها “من جاور السعيد يسعد”، ومن ثم يلتف حوله الجميع ويتنافسون لإنجاحه؛ وبالتالي يحقق نجاحات كبيرة بجهد أقل من ذلك الذي لايتمتع بالثقة بالنفس.