الإثنين, نوفمبر 3, 2025

فِي وَدَاعِ رَمَـضَــان

Facebook
Twitter
LinkedIn

مَا أَسْرَعَ مُضِيَّ الأَيـَّامِ، وَمُرُورَ السَّـاعَاتِ وَاللَّحَظَاتِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ نَشْعُـرَ بِهَا، أَوْ نُوقِفَ هَذَا الزَّمَـنَ المُسْـرِعَ وَلَوْ قَلِيلاً، خُصُوصاً إذَا كُنَّا فِي هَذِهِ الأَوْقَـاتِ- الَّتِي تَتَسَرَّبُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا كَحَبَّـاتِ عِقْدٍ انْفَرَطَ فَسَقَطَتِ الْوَاحِـدَةُ تِلْوَ الأُخْـرَى- نَجِدُ مُتْعَةً وَخُصُوصِيَّةً جَمَـالِيَّةً لاَ نَجِدُهَا فِي أَيِّ وَقْتٍ آخَرَ مِنَ السَّنَةِ، وَهَذَا حَالُنَا مَعَ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، ذَاكَ الضَّيْفُ اللَّطِيفُ المُتَعَجِّلُ، الْمَحْبُـوبُ لَدَى النُّفُوسِ، فَلاَ يَلْبَثُ أَنْ يَأْتِيَ وَنَسْتَقْبِلَهُ بِالْبَهْجَةِ وَالاسْتِبْشَـارِ، حَتَى تَمْضِيَ أَيَّامُهُ سِـرَاعاً، وَلَحْظَـاتُهُ تِبَاعاً، وَنَجِـدُ أَنْفُسَـنَا مُضْطَرِينَ مِنْ جَدِيد لِمُكَـابَدَةِ لَـوْعَةِ الْوَدَاعِ، وَمَا أَقْسَـاهَا مِنْ لَوْعَة عَلَى نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، الذِي عَمَّـرَ رَمَضَانَ بِالذِكْرِ وَالطَّـاعَةِ وَالصَّـوْمِ، وَأَحْيَا لَيَـالِيَهُ بِالْقِيَامِ وَالتَّهَجُّـدِ، وَتِلاَوَةِ الْقُـرْآنِ الْكَـرِيمِ.

قد يهمك أيضا : لماذا نتعلم ؟! (azwaaq.com)

وَ يَكُونُ وَدَاعُ رَمَضَـانَ بِالتَّصَالُحِ مَعَ النَّفْسِ وَمَـعَ الآخَرِينَ، وَالْعَـزْمِ بِجِدِيَةٍ عَلَى الاسْتِمْرَارِ فِي الطَّـاعَةِ بَعْدَ انْتِهَاءِ هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَـارَكِ، بِمَعْنَى الاسْتِمْـرَارُ فِي التَّغْيِيرِ الإِيجَـابِيِّ (الذِي يُفْتَرَضُ أَنَهُ حَصَلَ خِلاَلَ هَذِهِ الْفُسْحَةِ الإِيمَانِيَةِ) بِكُلِّ جَـوَانِبِهِ الأَخْلاَقِيَةِ وَالاجْتِمَـاعِيَةِ وَالترْبَـوِيَةِ وَالنفْسِيـةِ..، وَكَذَلِكَ يَكُـونُ وَدَاعُ رَمَضَـانَ بِإِخْرَاجِ “زَكَـاةِ الْفِطْرِ” الَّتِي فُـرِضَتْ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَـاكِينِ، فَهِيَ تَجْبـُرُ النَّقْصَ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الصَّـائِمِ؛ بِسَبَبِ آفَـاتِ اللِّسَانِ وَغَيْرِهَا، وَأَخِيراً أَخِي العزيز لاَ تَـدَعْ رَمَضَانَ يَرْحَـلُ وَأَنْتَ غَـافِلٌ عَـمَّا فِيهِ، لاَهٍ عَـمَّا يَحْمِلُهُ مِنْ بَرَكَاتٍ وَنَفَحَـاتٍ إِيمَـانِيَّةٍ، فَالشَّقِيُّ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَـانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، وَالسَعِيـدُ مَنِ اسْتَثْمَرَ لَحَظَـاتِ الطَـاعَةِ، وَاسْتَشْعَرَ بِكُلِ جَـوَارِحِهِ عَظَـمَةَ الأَوْقَـاتِ، التِي هِيَ الأَنْفَـاسُ، فَمَا مَضَى مِنْهَا لاَ يَعُـودُ أَبَـداً. وأخيرا، كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة، عيدكم سعيد مبارك..

 

       

الكلمات المفتاحية :

اترك تعليقاً

“أذواق”… لكل الأذواق الباحثة عن الجمال والرقي والبساطة في مختلف تفاصيل الحياة، وهي جسرك الناعم إلى السعادة والحب والأحلام والأناقة والنجاح، وعبر ما تقدمه لك من أخبار وموضوعات ومقالات ومواد بصرية متنوعة تمثل لك رافداً متفرداً يزودك بكل ما هو جديد في الفنون والثقافة والموضة و الجمال و الأمومة والعمارة والصحة والطهي، و…كل ما يتعلق بشغفك اليومي

النشرة الاخبارية

Exit mobile version