حين يستخدم التجاهل بوعي وحكمة وتخطيط فإنه لا يعد هروبًا، بل أداة نفسية قوية لحماية الطاقة الذهنية والعاطفية.
و لكن ما ينبغي الإشارة إليه أن التجاهل ليس محمودا دائما؛ فهو سيف ذو حدين.
فقد يكون التجاهل مطلوبا و إيجابيا، عندما يكون خيارًا استراتيجيًا في بعض المواقف؛ لتجنب الصراع والحفاظ على النفس والعقل والمشاعر.
وقد يكون سلبيا إذا تحول إلى عادة، ونمط حياة دائم يستخدمه الفرد استخداماً غير رشيد أي بإسراف، وبلا حدود.
وأناقش في أذواق معنى التجاهل، و التجاهل الإيجابي وفوائده، و السلبي وأضراره، و رؤية لما ينبغي أن يفعله المرء .
ما هو التجاهل الإيجابي ؟
ولنبدأ أولا بتعريف هذا السلوك ونقصد التجاهل الإيجابي، وأهميته، فهو سلوك يعتبر فيه المرء الآخر غير موجود.
أو ليس له حضور في حياته، وبناء عليه هو لايتعامل معه، أو يتعامل معه في أضيق الحدود، أو بشكل رسمي خالي من الحديث خارج نطاق العمل أو الضروريات .
وللتجاهل الإيجابي أهمية؛ ومنها : تحقيق السلام النفسي، وحماية الذات.
وذلك من خلال تصفية المحفزات السلبية، مثلا حينما يتجاهل الفرد التعليقات المستفزة.
أيضاً حين يتجاهل أيضا النقد غير البناء، أو محاولات الاستفزاز التي تتم بشكل مقصود من الآخرين.
والتي تتم بهدف الإيقاع به، كما أنه يحد من قدرة الآخرين على استنزاف طاقة الفرد.
ويساعده على استثمار طاقته العقلية والعاطفية، فيما يعود عليه بالنفع.
إقرأ أيضا للكاتب : التربية الثقافية … ضرورة حياتية
فوائد التجاهل الإيجابي
ومن فوائد التجاهل الإيجابي أنه يساعد على تكوين الصلابة النفسية والعاطفية والحد من قدرة الآخرين على التأثيرعلى حالة الفرد المزاجية.
كما أنه من العوامل المساعدة للقضاء على تشتت الإنتباه، وتحسين التركيز، وتعزيز الإنتاجية، والتركيز على الأهداف.
كما أنه يساعد على إدارة الوقت، واستثماره بشكل جيد من خلال توجيه القدرات الذهنية، لحل المشكلات الأساسية وتجاهل الملهيات.
أيضا إن التجاهل وسيلة فعالة لتقليل الصراعات وإدارة العلاقات بذكاء وحكمة ووعي ووضع حد للخلافات وإنهاء العداوات.
و هو يتيح لك مزيد من الوقت لإنجاز المهام، وتحقيق الأهداف، وتبني عقلية النمو، والتركيز على بناء الذات، وليس هدم الآخرين.
كذلك هو وسيلة مهمة لسلامة الصدر، ونقاء الذهن، والقضاء على الأمراض النفسية المهلكة كالحقد والحسد.
كما أنه طريقة مهمة يمكن أن يلجأ إليها الفرد؛ للحفاظ على مسافة آمنة في علاقته بالآخرين، وفرض حدود تضمن سلامته النفسية والجسدية والعقلية.
كما أنه يمكن الفرد من حماية نفسه من الوقوع ضحية للتلاعب، أو سماع الرسائل السلبية التي تؤثر في ثقته بنفسه.
ولاتقل أهمية عن ذلك أنه وسيلة فعالة، يمكن للفرد من خلالها أن يدرب نفسه على السيطرة الإنفعالية.
وطريقة للتحكم في النفس والإتزان الإنفعالي والمرونة العقلية والنفسية.
إقرأ أيضا للكاتب :كيف تتعامل مع المتطفلين؟
ماهو التجاهل السلبي ؟
أما التجاهل السلبي فإنه قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة، ومن هذه المشكلات قد يتجاهل الفرد مشكلات شخصية أو حياتية مهمة.
ولا يسع لحلها وهو ما يزيد من تعقيدها وتأثيرها السلبي على حياته.
وقد يؤدي إلى تراكم الضغوط، والمشاعر السلبية، ومعاناة الفرد من آثارها بعد ذلك.
وقد يفرض التجاهل المتكرر والدائم على الفرد عزلة اجتماعية، يعاني منها الفرد في حياته.
أضراره
هو التجاهل بلا وعي، أو بهدف العند أو المكابرة فقط، وأبرز ما يمكن أن يسببه هذا السلوك السلبي هو أنه لا حلول جذرية لأي مشكلة.
وهو ما يعني تراكم المشكلات للحد الذي يعجز الفرد فيه عن تحملها، أو حتى تجنب تأثيراتها السلبية.
ولكي نستخدم هذا الأسلوب بوعي وحكمة؛ ينبغي أن نفرق أولا بين ما يستحق الاهتمام، ويتطلب الحل، وبين ما هو عارض، ولا يستحق الاهتمام .
ويعني ذلك أن يكون ذلك السلوك قرارا مبنيا على تفكير، وأسئلة تدور في ذهن الشخص حول جدواه.
فإذا كان التجاهل هو الخيار الأفضل، فسيكون إيجابياً.
أما إذا تسبب في ضرر للفرد أكبر من الرد، والتعاطي مع الموقف، فحينئذ سيكون سلبيا.
أيضا حينما نستخدم التجاهل يجب أولا أن تعترف بوجود مشكلة، وإنك تصنفها على أنها مشكلة، وأنك قررت تجاهلها، لا أن تنكر وجود المشكلة أصلاً.
لأن إنكار المشكلة يضرك ويضعفك نفسيا، أما الاعتراف بوجودها وتجاهلها يعمل على تقوية المرونة النفسية لديك.
إقرأ أيضا للكاتب : القدوة في التربية : الحال أفضل من المقال !
الخلاصة
استبدل ما تسمعه من الآخرين، وتريد تجاهله بحديث داخل إيجابي يركز على إيجابياتك، وقيمتك، وأهدافك الطموحة ومستقبلك الذي تطمح إليه
وأخيرا إذا وجدت أن التجاهل سيضرك، ويسهم في تراكم الضغوط عليك، وليس لديك قدرة على الاستمرار فيمكنك استخدام قرارات أكثر حسماً.
ومن ذلك إنهاء العلاقة أواتخاذ إجراءات قانونية معينة للتخلص من الضغوط.