الاختيار بين بديلين في معظم الأحوال، ولدى معظم الناس ليس سهلاً.
ويزداد الأمر سوءا إذا تعددت البدائل والحيرة هي سيد الموقف ثم القلق وربما الندم بعد ذلك.
فما السبب الذي يقودنا حقا إلى هذه الحيرة ؟ وهل هناك إجراءات يمكنها أن تساعدنا على الاختيار، واتخاذ القرار دون أن نحتار، أو أن يكون الندم حليفنا بعد الاختيار؟ .
الإجابة ستكون في السطور التالية في أذواق .
أسباب الحيرة عند الاختيار
ولنبدأ بتسليط الضوء على الحيرة وأسبابها، أما عن الحيرة فهي ظاهرة طبيعية، تنشأ من تداخل عوامل نفسية وعقلية واجتماعية.
وتسبب حالة من التوتر لدى الفرد، وعدم الثقة في الاختيار الصعب أو تحديد بديل من بين بدائل مطروحة، ولا تكون الحيرة إلا إذا وجدت خيارات.
ولكن لماذا إذا نقع في فخ الحيرة ؟ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك منها مثلا الخوف من النتائج والعواقب.
ذلك أن الخوف والقلق من اتخاذ قرار خاطئ، وتوقع نتائج سيئة قد يؤدي إلى الوقوع في فخ الحيرة
والمبالغة في تقدير المخاطر؛ فالبعض قد يقوده تفكيره السلبي إلى التركيز فقط على السلبيات، وإهمال الإيجابيات للقرار.
وقد يقع في فخ التهويل، وهو أمر يقوده حتما إلى الحيرة والفشل أيضاW>
إقرأ أيضاً للكاتب : http://عاصم حجازي
تعدد الخيارات وتشابهها
قد يؤدي تشابه البدائل في المميزات والعيوب، وكثرة الخيارات المطروحة إلى الوقوع في الحيرة أيضاً.
كما أن نقص المعلومات، أو عدم وضوح المعطيات، أو تناقض البيانات المتاحة قد يكون أحد أهم أسباب الحيرة.
كما أن وجود صراع داخلي بين العقل والعاطفة، أو تعارض المنطق مع الرغبة، قد يولد الحيرة أيضا لدى الشخص.
ويأتي السعي للكمال أو المثالية الزائدة كأحد الأسباب أيضا؛ فالبحث عن الكمال المطلق وعدم قبول ولو جزء بسيط من الخطأ أو النقص قد يوقع الفرد في حيرة لا نهاية لها.
كما أن تأثير الضغوط الخارجية مثل آراء الآخرين كالأصدقاء والعائلة، أو المدير مثلا والعوامل المرتبطة بالقيود الزمانية والمكانية قد تكون سببا مهما من أسباب الوقوع في الحيرة.
كيف نتجاوز القلق عند الاختيار ؟
وبعد أن تناولنا جانبا من أهم أسباب الوقوع في الحيرة عند الاختيار، هل يمكن لبعض الإجراءات البسيطة أن تساعدنا في تجاوز هذا الشعور المقلق؟.
هناك بعض النصائح التي يمكن أن نقدمها في هذا الإطار ومنها:
1ـ أن تحدد أولوياتك بدقة، وترتب خياراتك، وفقا لهذه الأولويات، وقم بتشريح أفكارك للوصول للهدف الحقيقي الذي تسعى إليه.
وفي إطار ذلك حدد مدى اقتراب كل خيار من الخيارات التي أمامك من هذا الهدف.
2ـ أعط نفسك مهلة زمنية محددة للانتهاء من عملية الاختيار، ولا تترك الأمر هكذا بلا حدود زمنية.
كأن تحدد مثلاً أنك يجب أن تكون قد حددت اخيارك قبل الساعة الخامسة مساء.
3ـ إذا أتيحت لك الفرصة لتجريب البدائل على نطاق ضيق فهذا أمر جيد يخلصك عملياً، وبشكل يقيني من الحيرة.
4ـ لا تبالغ في البحث عن خيار مثالي؛ فقد يكون الخيار الجيد فقط كافيا لحل المشكلة وتحقيق الهدف.
5ـ استشر الخبراء الأمناء؛ فالاستشارة تضيف لك أفكاراً، وتطلعك على خبايا ربما لم تنتبه إليها.
ثم إدرس ما يقدمه الخبراء من آراء قبل أن تختار. .
6ـ تجنب الوقوع في فخ الإنحياز التأكيدي أو التحيز لمعتقداتك وأفكارك، أو ترك مشاعر اللحظة وحدها لتحدد لك ماتريده.
نصائح أخرى مهمة
بحيث تميل إلى قبول الحلول التي تدعم وجهة نظرك، أو تسير في نفس خط أفكارك ومعتقداتك.
وتقبل أن الحل الصحيح ربما يكون غير متسق مع أفكارك وقناعاتك.
7ـ تجنب أيضا الوقوع في فخ التحيز للمعلومات الموجودة والمتاحة، دون أن تحمل نفسك عناء البحث عن معلومات جديدة وأكثر دقة.
وعليك أن تستوفي عملية البحث عن المعلومات من مصادر صحيحة، قبل أن تتم عملية الاختيار.
8ـ لا تعتمد فقط في عملية الاختيار على الارتياح والطمأنينة،.
بل يجب أن يكون الميل العاطفي مدعوما بالمنطق حتى يمكن قبول الحل. .
9ـ افتخر بمجهودك الذي بذلته في دراسة الأمر، وقدر هذا المجهود بصرف النظر عن النتيجة.
10 ـ ضع احتمالات للفشل وخطط لمواجهته إن حدث.
11ـ استفد من مشاعر القلق، والحذر وحولها إلى دافع إيجابي يدفعك للتأني والبحث والاستكشاف.
12ـ وأخيرا تقبل الفشل، وفكرة أن الخيار ربما لا يكون هو الأفضل.
وهذا أمر وارد وطبيعي، ولا يدعو للقلق، ولا يجب أن تكون كل اختياراتك صحيحة.
إقرأ أيضاً للكاتب : من وحي شخصية مازن في “وتر حساس”: كيف تعالج نفسك من التهور؟
الخلاصة
وختاما فإن الحيرة في الاختيار دليل على حيوية الذهن، ونشاطه وقدرته على التفكير والتنبؤ.
والتغلب عليها دليل على المرونة النفسية والعقلية، ولتكن قناعتنا بأن الخطر الحقيقي هو عدم اتخاذ قرار.
وأن أي قرار لابد وأن يتضمن قدرا من المخاطرة وهذه هي طبيعة الحياة.