10 في واحد
بقلم : عبد التواب يوسف
نعم 10 في واحد!؛ فإن سرعة العصر الحالي لا مثيل لها، لا أحد يطيق أن يشاهد فيلماً طويلاً، أو أن يقرأ رواية متوسطة.
أو حتى يقرأ مقالاً صغيراً، لذلك سأحاول في الجزء المتبقي من هذا المقال أن اكتب عشرة مقالات قصيرة، ربما تكون هذه هي طريقة كتابة المقالات في المستقبل :
1ـ المتابع الجيد لتاريخ البشرية يستطيع وبسهولة أن يتأكد أن الظلم والعنف والخلاعة وغيرها من الأمور المذمومة ليست خاصة بعصرنا الحالي.
فالأمر ببساطة إننا نحن للجميل، ونتناسى الجوانب المظلمة، وهو حنين زائف غير موضوعي.
2ـ الحرب الإقتصادية بين الولايات المتحدة الامريكية ودول العالم، وعلى رأسها الصين توضح أن الحروب الدموية ليست هي أقصى الحروب، ذلك مع كامل الإحترام لأرواح البشر.
3ـ فوضى الأخبار والمعلومات ستصيبنا بالإنهيار العصبي سريعاً؛ فما معنى أن نجد خبراً عاجلاً عن إنفجار “فردة كاوتش” أثناء قيادة ممثلة لسيارتها على الطريق الدائري؟!.
أو ربما خبر عن وفاة مواطن في السوق أثناء قيامه بشراء “باذنجان عرايس”؟!.
4ـ الكثير من الأحاديث واللقاءات المصورة لا تحمل جديدا، من الممكن ببساطة استخراج أرشيف التليفزيون وإعادة مشاهدة القديم.
لن تجد فرقا إلا في الأزياء وتسريحة الشعر !.
5ـ أستطيع أن اتفهم إلى حد ما قيام السبدات بوضع أطنان من الماكياج، ولكن لا أستطيع تفهم الإستخدام المحموم للفلاتر!.
في لقاء سابق استوقفتني أحدهن قائلة “حضرتك مش عارفني، أنا فلانة”، وعندما قارنت صورتها بالواقع الذي أراه تأكدت أن “الماشطة الرقمية” تفعل المعجزات.
6ـ مازال أمامنا فترة زمنية قبل بدء إنحسار موضة الذكاء الإصطناعي؛ فالآن يتم “حشر” مصطلح الذكاء الإصطناعي في كل شيء لإضفاء طابع من الإحترافية ومواكبة التطور.
إنه أمر مشابه لحمى “شهادة الإيزو” التي انتشرت قبل 30 عام.
7ـ الذكاء الإصطناعي لن يقتل الإبداع،؛ فالإبداع نتيجة للتذوق السليم، وليس نتيجة سهولة توليد إبداعات جديدة.
تخيل أنك جلست مع العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وبيكاسو وسلفادور دالي ومايكل إنجلو وليوناردو دافنشي وتذوقت ما يقدمون من إبداعات.
كيف سيكون حالك؟ الخطورة في موت التذوق، فإذا مات التذوق مات الإبداع.
8ـ مقاييس الجمال تتغير بتغير العصور، ولكن هل توقفنا وتساءلنا عن أسباب هذا التغيير ؟ وهل هو منطقي أم لا؟ وهل هو مناسب للجميع أم لا؟.
على سبيل المثال إذا كانت الموضة في عام من الأعوام هي اللون الأصفر، فهل من المنطقي أن تتحول واجهات المحال وملابس الجميع إلى اللون الأصفر بغض النظر عن مدى ملائمته للبشرة؟!.
وما معنى أن يرتدى رجل ذو “كرش عظيم” قميصاً من التوع Slim Fit فقط لأنها هي الموضة السائدة!.
9ـ الضحك لغة عالمية، ولكنه ليس والامر الوحيد، فالإبتسام والبكاء واللعب والموسيقى والحب وتعبيرات الوجه، كلها أمور تندرج تحت نفس القائمة.
10ـ ” الدنيا دي فيها كام بلياتشو. الزمن لاطشه قفا حرقه بجاز. الزمن وعده قام صدق هتشه. وأهي ضربت شقلباز”.
إقرأ أيضا للكاتب : هل نراعي مبدأ “حد الذوق” ؟