أثارت تصريحات رجل الأعمال العربي الشهير بشأن تطوير مباني وسط القاهرة وتحويلها إلى منطقة تضم مطاعم وفنادق موجة من الإنتقادات من قبل خبراء التراث.
فقد أعربوا عن مخاوفهم بشأن تأثير المشروع على الهوية المعمارية والتاريخية لمنطقة وسط القاهرة.
و في تعليقها على تصريحاته أشارت الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة بجامعة القاهرة، إلى أن الحديث عن تطوير وسط القاهرة لم يتضمن الإشارة إلى “القاهرة الخديوية”، بل تمت مقارنته بوسط دبي.
وتساءلت في تدوينة عبر الفيسبوك : لماذا يتم استلهام نموذج ما، وهو يجسد مدينة حديثة ورائعة في تصميمها، لكنها ليست مدينة تاريخية؟!.
إقرأ أيضاً : الأسبوع الثقافي السعودي في أثينا… تراث وفنون
أصالة وسط القاهرة
بينما تحمل كل زاوية في القاهرة إرثاً وأصالةً تمتد عبر الزمن، كنت سأقدر مجهوده لو عمل على دراسة لوسط القاهرة.
وخاصة القاهرة الخديوية، التي تجولت في أغلب شوارعها وميادينها وشاهدت عن قرب مبانيها.
وياليته فكر في إعادتها لمكانتها كما أرادها الخديو إسماعيل، الذي جلب كل المهندسين الأكفاء من أجل أن تضاهي باريس.
أو خطط أن يعيد لها رونقها من خلال الحفاظ على طابعها التراثي، وفق الأصول الفنية الصحيحة.
ذلك مثلما رأينا في مدن تاريخية أسبانية في السنوات الأخيرة، أو ما تم في مناطق أثينا القديمة.
فقد شاهدنا على سبيل المثال التطور الذي حدث في ميتاكسرغيو، بسيري، وغازي من صيانة وترميم المباني القديمة.
إضافة إلى المسارح، وتحويلها بالكامل إلى مناطق نابضة بالحياة، وهو شيء رائع حقاً كنت ننتظر أن تشهده القاهرة .
إقرأ أيضاُ : الفنان العراقي علي أمين الطائي يطلق مجموعته الجديدة من الإكسسوارات التراثية
التطوير والحفاظ على التراث في وسط القاهرة
وحسب المختصين أن هناك فرق جوهري بين “التطوير” و”الحفاظ” على المناطق التراثية.
ذلك أن الحفاظ يعني عمليات الصيانة والترميم وإعادة إحياء الأماكن العامة، وفقًا لاشتراطات هذه المناطق.
وبحيث تمنع هذه الإشتراطات أي عبث، أو مساس بطابع المباني التراثية، أو تغيير هويتها الأصيلة.
إقرأ أيضاً : قاموسك التراثي : الطاس المغربي
القيمة التاريخية والمعمارية لوسط القاهرة
بالإضافة إلى التأكد من أن أي مشروعات مستقبلية، إنما تحترم القيمة التاريخية والمعمارية الفريدة لمنطقة وسط القاهرة.
ومن واجب أي مستثمر ان يقدّم عددا من الرؤى والمقترحات، مع ضرورة وجود مخطط عام للمنطقة يحدد الاستخدامات المختلفة.
ويشمل ذلك تطوير الشوارع والميادين والواجهات، مع الحفاظ على الطابع المميز للمنطقة التاريخية المراد صيانتها وتطويرها.
والمدينة القديمة في بنغازي أيضاً !
وحسب معلوماتي إنها نفس الشركة التي تقدمت مع شركة استشارية يونانية وشركة مقاولات مصرية، بمشروع تطوير المدينة القديمة في بنغازي!.
وهو مشروع في إعتقادي يهدف للربح المادي فقط، ويعمل على تشويه وطمس معالمها.
كما أنه لا يلبي رغبات وطموح ساكنيها؛ حيث هدف إلى جرف ومحو وهدم البيوت القديمة، وطمس معالم المدينة.
لأنها في هذه تفقد ذاكرتها المعمارية، مع إحترامي للمعجبين والمهوسين بالمدن الأسمنتية، والأبراج قبيحة التصميم.
وهي من وجهة نظري عبارة عن باقة ورود صناعية، بدون رائحة، وليست نموذجاً يُحتذى للمدن التاريخية!.