احترام الذات ..أمر في غاية الأهمية؛ والاحترام بصفة عامة أساس المعاملات الصحية التي تدوم، وتؤثر في حياة الأشخاص تأثيراً إيجابياً.
ذلك أن الاحترام دالة على الأخلاق سواء الفردية أو المجتمعية؛ فالمجتمع الذي تسوده سمة الاحترام هو مجتمع متعاون متناغم متطور.
والأهم أنه مجتمع آمن بكل ما تتضمنه كلمة الأمن من معنى.
ولاشك أن أصدق أنواع الاحترام أن يحترمك الناس لذاتك، و ليس لمنصبك أو لمالك .
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تتعامل مع المتطفلين؟
احترام الذات … أسلوب حياة
وأعلى درجات الاحترام أن يحترم الفرد ذاته، ولكن احترام الفرد لذاته ليس مجرد كلمة تقال بل هي إجراءات وأسلوب حياة.
كما أن الأمر يدخل في إطارسلوكيات يفعلها الفرد، ويلزم نفسه بها، ويكون إلتزامه بهذه الإجراءات والسلوكيات دليلا على احترامه لذاته.
احترام الفرد لذاته يكون أولا بتقديرها حق قدرها، وذلك بمعرفة مميزاتها، والعمل على تنمية قدراتها.
والوعي بالذات هو الركيزة الأولى لاحترام النفس، ونتيجته المتوقعة هي تقدير الذات.
واحترام الفرد لذاته يكون بتخليصها من النقص والشوائب وعلاج ما بها من ضعف، أيا كان مصدر هذا الضعف.
وذلك للوصول بها إلى درجة من السواء العقلي والنفسي تضمن للفرد حداً مقبولاً من الكمال.
العناية الكاملة بالنفس
واحترام الفرد لذاته يكون بتقديم العناية الكاملة لها جسديا ونفسيا وعلميا وعاطفياً؛ بحيث تتكامل جوانب شخصيته بالشكل الذي يؤثر إيجاباً على حياته ومستقبله.
كما أن الأمر يتحقق عبر احترام الآخرين وتقديرهم والاعتراف بمميزاتهم وفضلهم.
إضافة إلى منحهم حقوقهم المادية والمعنوية وتنزيه النفس عن الحقد والحسد.
إقرأ أيضا للكاتب : http://عاصم حجازي
احترام الذات والترفع عن الصغائر والعداوات
واحترام الفرد لذاته يكون بتنزيهها عن العداوات وإبعادها عن المشاحنات والنأي بها عن الصراعات ويكون احترام الفرد لذاته أيضا بالتغافل عن الزلات والعفو عن الهفوات والإحسان إلى الجميع .
كما أن احترام الفرد لذاته يكون من خلال كبح لجامها فلا تطمح إلى ما في أيدي الغير ولا تلهث وراء المعرضين عنك ولا تتملق ولا تنافق ولا تطلب ما ليس لك.
التعامل مع الآخر
كما أن احترامك لذاتك أيضاً يكون باختيار من يجالسك، ويؤانسك فلا تترك باب قلبك مفتوحاً لكل طارق.
أيضاً لا تترك باب بيتك مفتوحا للمستغلين أو المنافقين.
ياعزيزي ينبغي أن تحافظ على هيبتك بكثرة الصمت وقلة الكلام، وتتجنب الكلام مع اللئام.
واحترامك لذاتك يكون من خلال وضع الحدود التي تضمن قيامك بواجبك تجاه نفسك، والآخرين دون أن يتجرأ أحد عليك .
أيضا يتحقق ذلك بتحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء والعمل على إصلاحها والالتزام بالعهد .
إقرأ أيضا للكاتب : من وحي شخصية مازن في “وتر حساس”: كيف تعالج نفسك من التهور؟
كيف تجعل الآخرين يحترمونك؟
لاتقل أهمية عماسبق ضرورة الحديث عن ذاتك بكل تقدير واحترام والأعراف بنقاط قوتك والحديث الذاتي الإيجابي عن نفسك، وفي هذا السياق لا تسمح للآخرين بالتقليل من شأنك.
ولاتنس أن احترامك لذاتك يكون من خلال السعي الدائم لتطوير ذاتك، والابتعاد عن الكسل وإضافة الجديد باستمرار إلى حياتك وعملك.
واحترامك لذاتك يمنعك من أن تفرض نفسك على أحد أو أن تقحم نفسك في حياة الآخرين أو تتبع أخبارهم أو السعي للوقيعة بينهم.
فالترفع عن مثل هذه الدنايا من أهم علامات احترام الفرد لذاته
وأخيرا لا تطلب الاحترام من الآخرين إلا إذا ألزمت نفسك بكل ما سبق؛ فاحترامك لذاتك أولا ثم يأتي احترام الآخرين لك.