لكل شيء أصول وقواعد وقيم، حتى استخدام شبكة الإنترنت لها قواعد، وذوق، هي تُسمى “نتيكيت” netiquette.
وهذه الكلمة مشتقة من كلمتي network ، بمعنى شبكة وكلمة etiquette أي مبادئ الكياسة والذوق.
هل تختلف ال””نتيكيت” عن الإتيكيت كثيراً ؟
وبالرغم من أن قواعد التواصل والإستخدام لهذه الشبكة قد أفرد لها مصطلح لوصفها، إلا أنها لا تختلف كثيراً عن قواعد الذوق، والكياسة المطلوبين للحياة الطبيعية.
انتهاك قواعد ال””نتيكيت”
وبالرغم من ذلك فان البعض ينتهك تلك القواعد؛ ظناً منه أن تلك الشبكات تتيح له قدراً أكبر من الحرية يمارس من خلاله وقاحته أو إنفلاته.
وهو أمر غير حقيقي، خاصة مع تزايد أدوات وآليات الهوية والتحقق والتتبع، وإلا لأصبحت كافة قوانين الجرائم الإلكترونية مجرد حبراً على ورق.
إقرأ أيضاً للكاتب : محمد مظهر الذي لا يعرفه أحد
المكشوف في شبكات التواصل الإجتماعي
لن أتحدث هنا عن المكشوف في شبكات ومواقع التواصل الإجتماعي؛ فخوارزميات تلك المنصات تحجب الكثير من المنشورات التي تنتهك قواعد السلامة.
كما تحجب المحتوى الإباحي، أو الذى يحض على الإرهاب، أو العنف أو الذى يشمل خطاب الكراهية أو الإضطهاد أو التهديد.
كما تقوم أيضاً بالاستجابة لطلبات المستخدمين، و تقاريرهم لحجب محتوى غير مرغوب فيه، تتبقى المساحة غير المكشوفة.
المساحة غير المكشوفة
وأعنى بالمساحة غير المكشوفة الرسائل الخاصة، والتي قد تحمل الكثير من التجاوزات، وهو ما تسمح به تلك المنصات بين الأصدقاء.
و تحاول المنصات منعها في حالة إرسالها من شخص مجهول أو غير صديق.
وبالرغم من كل تلك الإحتياطات والمحاذير إلا أن البعض يستمر في ممارسة الإزعاج بأساليب أخرى.
و من هذه الأساليب أن يقوم المرسل بتكرار المنشور أو التعليق عدة مرات متتالية.
أوأن يقوم بحشر نفسه في المنتصف بين مجموعة من الأصدقاء يتحدثون داخل منشور عام.
فيقتحم الحوار، ويتداخل ويتشابك وقد يتشاجر مع أحد الأطراف أو معهم جميعاً!.
إقرأ أيضاً للكاتب : منير مراد والزمن الجميل
ال”نتيكيت” والتعليق بالعرض
ومن مظاهر “التعليق بالعرض” التي تتعارض مع ال”نتيكيت” أن البعض يستغل شعبية منشورما، وتزايد أعداد المشاركين فيه، ليقوم بجر المنشور إلى مساحة دينية.
واللافت أن هذه المساحة قد لا تكون ذات صلة بالموضوع الأصلي على الإطلاق.
وذلك بداية من الحديث عن فتوى ما، أو حتى بطلب “الصلاة على النبي” على سبيل المثال.
و هو أمر بالرغم من تفهمي لنوايا بعض من فاعليه إلا انهم في غمرة الإلحاح والإصرار قد يقومون بذلك داخل منشور يتناول الموضوعات الحياتية غير ذات الصلة على الإطلاق كما اشرنا في أول المقال.
نماذج أخرى ل ال”نتيكيت”
كما قد يقوم البعض بالتعليق بالعرض مستعرضاً وجهة نظر سياسية، أو الإشارة إلى طلب عام أو خاص مثل تراكم القمامة أمام باب منزله!.
أو للشكوى من سلاطة لسان الجار أو نباح الكلاب في الشوارع.
والحقيقة أن هذا الفعل وإن كان صاحبه بؤمن بقيمته و فاعليته إلا أنه ينم عن عقلية غير ناضجة.
ومثل هذه العقلية التي لاتراعي أيضاً ال ال”نتيكيت” تحتاج بحق إلى الكثير من التقويم والتهذيب.