بقلم صانع المحتوى : إبراهيم الحفناوي
هل يهدد البودكاست بقاء الإذاعة الصوتية؟ سؤال يفرض نفسه بقوة، ويثير الكثير من الجدل حول تأثير البودكاست على مستقبل الإذاعة، وفي الواقع إن البودكاست قد غير بالفعل الطريقة التي نتعامل بها مع المحتوى الصوتي. مع مرونته وإمكانية الوصول إليه في أي وقت، يشكل البودكاست تحديا كبيرا بحق للإذاعة التقليدية. ولكن هل يهدد بقاءها؟ يعتمد هذا على كيفية تفاعل الإذاعة مع هذه التحديات، إن الفروقات الرئيسية تتعلق بالمرونة والتخصيص؛ إذ يسمح البودكاست للمستمعين باختيار الوقت والمحتوى المناسبين لهم، بينما يتطلب البث الإذاعي التواجد في وقت معين للاستماع.
أيضاً إن تنوع المحتوى المتاح عبر البودكاست يجذب العديد من المستمعين الذين يبحثون عن مواضيع محددة وغيرتقليدية، وأرى أن الإذاعة يمكنها البقاء عبرالتكيف مع هذه التغيرات، ومن اللافت أن بعض المحطات بدأت بالفعل في تحويل برامجها إلى بودكاست، مما يتيح للمستمعين الاستماع إليها في وقت لاحق.
قد يهمك أيضاً : الإفراط في المجاملات يصنع المشكلات (azwaaq.com)
وتمتلك الإذاعة أيضا ميزة البث المباشر؛ مما يجعلها مصدرا موثوقًا للأخبار العاجلة والتغطية الحية للأحداث. ويمكن للوسيلتين أن تتكاملا بشكل كبير؛ فيمكن للبودكاست أن يكون امتدادا للمحتوى الإذاعي؛ حيث يمكن للبرامج الإذاعية إعادة نشرمحتواها في شكل بودكاست لجذب جمهور جديد، في المقابل، يمكن للإذاعة أن تستخدم برامج البودكاست لجذب مستمعين يبحثون عن محتوى أكثر تخصصا.
ولكن هناك خطوات يجب على الإذاعات اتخاذها لضمان البقاء في هذا العصرالرقمي؛ أولاً يجب على الإذاعات الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وتطوير منصات إلكترونية قوية، و ثانيا، تبني استراتيجيات جديدة للتفاعل مع الجمهورعبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، وأخيرا يجب أن تكون مستعدة لتقديم محتوى متنوع ومبتكر، يلبي احتياجات المستمعين الجدد.
وأؤكد أن الإذاعة الصوتية ستستمر في البقاء، ولكن بشكل مختلف عما نعرفه اليوم؛ إذ ستصبح أكثر تكاملًا مع العالم الرقمي، وستتطور لتلبية احتياجات المستمعين المتغيرة، إن البودكاست والإذاعة يمكن أن يتعايشا معاً ويقدما تجربة إعلامية شاملة ومتنوعة.
والتغيير هو جزء من تطور وسائل الإعلام. يجب علينا أن نكون مستعدين للتكيف مع هذه التغيرات واستغلال الفرص التي تقدمها التكنولوجيا لتعزيزتجربة المستمعين.