هل يميل الفنان أحياناً إلى التخلص من القواعد الثابتة و القيم السائدة ؟ هل يدفعه حبه للتحرر إلى التجرد من أي قيود يمكن أن تشكل حائلاً دون التعبير عن أفكاره ومشاعره بالشكل الذي يرغبه ؟؟ … الزرائر لمعرض “الجميلات النائمات” للفنان هشام نوار والمقام الآن بغاليري “ضي” الزمالك يجد نفس محاصراً بهذه ىالإسئلة وغيرها.
على مدى تاريخه الفني يرفض الفنان هشام نوار أن يسلك “طريق السلامة” أوأن يبقى مطمئناً في منطقة “الأمان”!، وسعى الفنان أن يكون حقيقياً، وأن يكون نفسه، ساعياً إلى التجديد، وواضعا عينه على القيم المستحدثة، تاركا تلك الأفكار والقوالب الجامدة النمطية.
إقرأ أيضا : “همسات شعبية ” .. معرض استيعادي للفنان كمال يكنور بغاليري “ديمي”
يعد الفنان لوحات المعرض بمثابة تحية لأحد كبار الأدباء الكلاسيكيين وهو “ياسوناري كاواباتا” واحتفاء بروايته الشهيرة “الجميلات النائمات” التي تجسد للقاريء سعي مجموعة من العجائز إلى التمسك بلحظات من السعادة والمتعة الحسية، حتى لو كان على حساب مجموعة من الجميلات النائمات، وتدور أحداث القصة داخل منزل غامض ، يأتي هؤلاء الرجال لقضاء الليل إلى جانب مراهقة نائمة، لكن الفتاة لا تستسلم لنوم طبيعي، بل تنام تحت تأثير مخدر الليل، ويدخل هؤلاء العجائز الغرف السرية للنائمات كأنُّهم يدخلون إلى معبد بعض الكاهنات .
و هناك إلى جانب الدمى الحيًة ربما يستعيدون وهم شبابهم، وهم في حيوية ضائعة ومغامرة أخيرة ربما أراد الكاتب أن يصطدم القاريء بحقيقة أنه كلما كبر المرء كلما حاول أن يسرق هذه الحظات، وأن يستعيد ذكرياته القديمة ما يعمق إحساس المرء بأن يعيش حياة مليئة بالسعادة والحب و الإنطلاق، قبل أن يفوت الأوان.
إقرأ أيضا : ” تنوع الحياة البرية في إيبيروأمريكا” .. معرض فوتوغرافي بمكتبة الإسكندرية
وربما يكون هذا هو نفسه مايريد هشام أن يؤكده للمشاهد، لكن بحسب البيان الإعلامي للمعرض المستمر حتى 5 ديسمبر (تشرين الأول) المقبل فإن هشام يقدم منظورا مغايرا لما دأبت على تقديمه الفنون البصرية المعاصرة؛ ويجمع هذا المنظور بين رسوخ الرسم بتقاليده ومدارسه المعروفة قديما وحديثا، والطموح لتبني رؤية طليعية تتمرد على محددات وتوقعات سوق الفن، بالعودة لموروثات الفن المصري القديم وتيارات الفن العالمية دون رغبة في إعادة إنتاج أي منها.
لكن بعيدا عن هذه النظرة الفلسفية للوحات الفنان هشام نوار في معرضه “الجميلات النائمات” فإننا نجده يوجه إهتماما خاصا بالشكل، فتجد نفسك أمام أشكال مختلفة للجميلات اللاتي لم يجسدهن كلهن نائمات، فقد أتى ببعضهن يقظات، قويات، يتحفزن لأي شخص يحاول الإقتراب منهن أو لمسهن، وتميزت الأعمال بالتجريد والتحرر من التفاصيل وبدت كما لو إنها أعمال نحتية متاثراً بكونه نحاتا، والشكل عنده في حد ذاته قد يكون غاية من دون أن يشغل نفسه بأي إيحاءات أو تفسيرات أو رسائل قد تصل للمشاهد عبر هذه الأعمال.
الكلمات المفتاحية
#معرض “جميلات نائمات” #معرض هشام نوار #الفنان هشام نوار #لوحات هشام نوار # ياسوناري كاواباتا #رواية “جميلات نائمات” #جاليري ضي الزمالك #معرض فني