بقلم : محمود مطر
في عام 1970 عرضت السينما المصرية فيلم “الحب الضائع” عن قصة لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، سيناريو وحوار يوسف جوهر، وبطولة سعاد حسني ورشدي أباظة وزبيدة ثروت والممثل التونسي علي بن عياد مع العملاق محمود المليجي، ومن إخراج هنري بركات.
وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً لافتاً وقت عرضه ؛ إذ نجح بركات في صنع توليفة سينمائية ممتعة وجذابة وأعطى روحاً مصرية لقصة الفيلم التي كتبها طه حسين بأجواء وروح وأسماء فرنسية، وهذه القصة ..”الحب الضائع ” هي عنوان لمجموعة القصص التي أصدرها عميد الأدب العربي عام 1938، وتضمنت عدة قصص عن الحب مثل الحب اليائس والحب المكره وبين الحب والإثم وغيرها ، بالإضافة إلى القصة الأهم “الحب الضائع”.
في الفيلم الذي صورت أحداثه بين مصر وتونس والمغرب، تعود ليلى (سعاد حسني ) من تونس إلى مصر بعد أن فجعت بفقد زوجها الشاب التونسي محمود (علي بن عياد )، وفي أزمتها تقف إلى جوارها بنبل وشهامة صديقة طفولتها سامية (زبيدة ثروت)، وتصر على أن تقيم معها في بيتها مع إبنها الصغير وزوجها المحامي مدحت(رشدي أباظة) لكي تحتوي حزنها وألمها ووجعها .
ومن هنا تولد قصة الحب المحكوم عليها بالموت بين مدحت وليلى التي قاومت كثيراً احتياجها للحب، ولمشاعر مدحت تجاهها، ومشاعرها هي تجاه مدحت، وسافرت بعيداً، لكن الصدفة القدرية تجعلها تلتقي بمدحت مرة أخرى في المغرب؛ لتشتعل جذوة الحب التي لم تكن قد أنطفأت بعد، وتستسلم ليلى تماما لخيانة صديقة عمرها وتعود مع مدحت إلى مصر.
وتكتشف سامية حقيقة خيانتها من زوجها وصديقتها، وحين تقرر ليلى السفر مرة أخرى؛ لكي تختفي من حياة صديقتها وزوجها الذي أحبته وبعد شعورها بذنبها الكبير في حق صديقتها تنقلب بها السيارة، وهي في طريقها إلى المطار، لتفارق الحياة، ولتموت معها أيضاً كل مشاعر سامية تجاه زوجها مدحت ولا تقبل بعودته إليها مرة أخرى، وليحكم على الحب بين الثلاثة بالنهاية المحتومة .
إقرأ أيضاً للكاتب : الشابي ..شاعر الحب والحياة
“الحب الضائع” … قصة فيها كم هائل من الشجن، ومن الرومانسية المفرطة، أبدع بركات في تقديمها بحبكة درامية مشوقة، وتبارت كل من سعاد وزبيدة ورشدي أباظة في مباراة تمثيلية شديدة الجمال، ومعهم محمود المليجي الذي قام بدور الدكتور صبري والد سامية، ليخرج لنا هذا الفيلم الذي يعتبر واحداً من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
وكانت قصة الحب الضائع قد قدمت في مسلسل إذاعي عام 1969 على أثير “إذاعة الشرق الأوسط” بنفس إسمها، وكان من بطولة عمر الشريف وسعاد حسني وصباح وعبد الرحمن أبو زهرة وأبو بكر عزت، وغنت الفنانة صباح أغنية التتر التي كتب كلماتها محمد حمزة، ولحنها بليغ حمدي، وأخرجها الرائد الإذاعي الكبير محمد علوان.
إقرأ أيضا للكاتب: ألم…جارة القمر
“الحب الضائع” ..قصة جميلة أبدعها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، وتلقفتها السينما وقبلها الإذاعة لتقدماها في فيلم ومسلسل حققا نجاحاً مبهراً، ورغم مرور كل هذه السنوات فما زال “الحب الضائع” قادراً على النبش في مشاعرنا وقلوبنا، كلما عرض على الشاشة الصغيرة، ليس فقط لروعة القصة، أو الفيلم أو المسلسل، لكنه … الحنين للحب وحكاياته ومفارقاته وشئونه وشجونه مهما تبدلت الأيام وتعاقبت السنوات.
الكلمات المفتاحية
#الحب الضائع،#رواية الحب الضائع،# رواية الحب الضائع طه حسين،#فيلم الحب الضائع،#مسلسل الحب الضائع،#قصة فيلم الحب الضائع،#عميد الأدب العربي،#السينما المصرية، #الإذاعة المصرية،#الحب الضائع سعاد حسني،#الحب الضائع رشدي أباظة،#الحب الضائع زبيدة ثروت،# الحب الضائع هنري بركات،#الحب،#مشاعر، #رومانسية،#الشاشة الصغيرة، #محمود مطر.