بقلم مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
أعترف إنني قضيت فترة طويلة لا أعرف على وجه التحديد ما الذي تعنية “نظرية النسبية” للعالم ألبرت أينشتاين، ثم كانت إحدى حلقات برنامج “العلم والإيمان” للدكتور مصطفى محمود، فإنقشع بعض من الضباب المحيط بنظرية النسبية العامة والخاصة أيضاً، كان ذلك قبل أكثر من أربعة عقود من الآن.
واليوم يتجدد الإحساس بنسبية الأمور، ليس في الفيزياء وعلوم الليزر والكيمياء، أوحتى في علوم البيانات والذكاء الإصطناعي، ولكن في الظاهرة التي لاحظها الكثير منا على مدار الشهور الماضية ألا وهي وجود عدد من الأوراق المالية فئة الخمسة جنيهات في صورة رديئة، كأنما خرجت من غسالة الملابس بعدأان نسيها صاحبها؛ فاختلطت بالصابون والماء الساخن والبارد، ثم تم تجفيفها ونشرها بواسطة مشبك صغير على حبل الغسيل بجوار باقي الملابس انتظاراً للرياح وأشعة الشمس حتى تمام الجفاف.
إقرأ أيضا للكاتب : ملاكمة بالشطة !
هذا الأمر لم يكن كذلك في البداية، فأول ورقة حصلت عليها مدسوسة وسط مجموعة أخرى من الأوراق أعطاها لي عامل محطة البنزين نحيتها جانباً، واعتقدت أنه قد قام بذلك؛ للتخلص منها؛ ولذلك لم أشأ أن أتخلص منها بنفس الطريقة، ولا حتى أن أعطيها لأى متسول في الطريق؛ على اعتبار أنها لن يتم تداولها لهذا العيب و تذكرت كيف كانت السيدة عائشة تعطر الدرهم الذى تعطيه للفقراء؛ لأنه يقع في يد الله،.
و لم أشأ أيضاً أن أعطيها لأى بائع بصورة واضحة؛ لأنني اعرف أنه سيتفحصها ثم يعيدها إلى مرة أخرى، مع طلب استبدالها بأخرى سليمة، مع الوقت تراكمت لدى اكثر من ورقة بها نفس العيب، وهو ما لفت انتباهي إلى أن هذا التكرار غير طبيعي؛ فمن المستحيل أن تكون الصدفة أوقعتني في تلك الأوراق، أو إنني تعيس الحظ الى هذا الحد.
ثم حدث أن وجدت إحدى المنشورات على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن الأمر ووجدت تعليقات المستخدمين تشير إلى أنهم قد تعرضوا لنفس الموقف، ولديها الكثير من هذه الورقة، ثم انتقلت للبحث عبر الإنترنت؛ فوجدت الكثير من التحقيقات الصحفية عن هذا الأمر وفى بعضها تم استضافة خبراء مصرفيين أشاروا إلى أنه من المستبعد تزوير العملة، واستفاضوا في الأسباب النافية لذلك.
ومن هنا لم أجد لديهم أي تفسيراً أكثر من التفسير التقليدي السابق الإشارة اليه، والمرتبط بغسل الخمسة جنيهات المنسية بجيب البنطلون، وتعجبت عن هذا الكم الرهيب من النسيان الذى أصاب قطاعاً عريضاً منا فجأة، وتعجبت أكثر أن النسيان لم يصل إلى العشرة جنيهات أو إلى العشرين جنيهاً.
إقرأ أيضا للكاتب : الزير مش سالم !
عند هذا الحد بدأت في التخلص مما لدى من أوراق “مغسولة” وهو ما حدث بكل سهولة وسلاسة ويسر بدون التعرض لأى موقف من المواقف المتوقعة دائماً في مثل تلك الحالات، وهو ما يعيد ترسيخ مبدأ “النسبية”أو “نظرية النسبية” مرة أخرى؛ فعندما تكون كل الأمور سيئة فلا مشكلة، تماماً مثلما لن تحدث مشكلة في حالة أن كل الأمور على ما يرام.
الكلمات المفتاحية
#نظرية النسبية ب”خمسة جنيه”، #نطرية النسبية،# ألبرت أينشتاين، #الفيزياء #برنامج”العلم والإيمان”، #الدكتور مصطفى محمود #زياد عبد التواب، مقالات