بقلم : الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
يختلف الفصل الدراسي الثاني عن الفصل الدراسي الأول كثيراً؛ وذلك لأنه فصل الحصاد النهائي؛ لمجهود الطالب طوال العام، بالإضافة إلى كونه يعتبر فرصة أخيرة للطالب؛ لتدارك أخطائه وتصحيحها، كما أن لهذا الترم الثاني يأتي هذا العام 2025 طبيعة خاصة؛ حيث يأتي في شهر رمضان الكريم، ومن ثم يحتاج إلى ترتيبات خاصة في المذاكرة، وتنظيم الوقت.
ويمكن للنصائح التالية التي أقدمها في أذواق https://azwaaq.com/ أن تساعد الطلاب وأولياء الأمور على الاستفادة الكاملة من الفرص التي يتيحها الفصل الدراسي الثاني، والتغلب على التحديات، بل وتحويلها إلى فرص للنمووالتفوق :
تقييم الترم الأول
في البداية على الأسرة أن تقوم بمعاونة الطالب على إجراء تقييم سريع وهادىء؛ لأدائه في الفصل الدراسي الأول، وبدون إصدار أحكام قاسية أو توبيخ أو تقليل من شأن الطالب، وإنما تقييم المجهود والحكم على المجهود، لاعلى الطالب، وهذه النقطة مهمة جداً؛ حيث يجب أن نلفت نظر أبنائنا إلى أن ما أحرزوه من تقدم ولو كان بسيطاً، فإنه يرجع إلى إجراءات معينة قاموا باتخاذها، وأنهم إذا بذلوا مجهوداً أكبر فإنهم سيحصلون على نتائج أفضل.
كيف تتعامل مع الطالب المتفوق ؟
وتكمن أهمية هذه النقطة في أنها تعود الطلاب على أن للنجاح أسباباً يجب الأخذ بها، وليس صفة ملازمة للفرد في كل أحواله، وإنما تكون بقدر تمسكه بأدوات النجاح وجده واجتهاده، وعلى الأسرة أن تظهر فرحها بنتيجة الإبن المتفوق في الفصل الدراسي الأول، ويمكن للأسرة بل وينبغي أن تقدم له هدية ولو بسيطة كمافأة له على تفوقه، وتعبيراً عن امتنانها له واهتمامها به وسعادتها بهذا التفوق.
كيف تتعامل مع الطالب الضعيف دراسياً ؟
أما الإبن الضعيف دراسياً، فعلى الأسرة أن تبحث في سبب الضعف هذا، وتختبر كل الأسباب الممكنة، والتي قد تعود مثلاً؛ لوجود بيئة أسرية غير مستقرة وغير آمنة، أومناخ مدرسي غير جيد، أو لمعاناة الإبن من بعض صعوبات التعلم، أو لتعرضه للتنمر في المدرسة، أو لإدمانه الإنترنت، أو لأي سبب آخر.
والأسباب المؤدية إلى إنخفاض تحصيل التلميذ في مادة أوأكثر من مادة كثيرة جداً، ولكن يمكن بالبحث بمشاركة الإبن والمدرسة التوصل إلى هذه الأسباب والقضاء عليه.
و يجب الحرص على عدم السخرية من الطالب، أوتوجيه إتهامات مباشرة له، وبدلاً من ذلك يجب تشجيعه على بذل مزيد من الجهد؛ لتحقيق معدلات أعلى من التفوق وبث الثقة في نفسه وإشعاره بالحب غير المشروط والاهتمام غير المقيد.
أجواء دراسية مناسبة في الترم الثاني
بعد الانتهاء من هذه المرحلة وهي مرتبطة بنتائج الطلاب في الفصل الدراسي الأول، ننتقل إلى المرحلة التالية وهي مرحلة إعداد الطالب؛ لاجتياز الفصل الدراسي الثاني بتفوق: وبداية لابد من وضع خطة يشترك في وضعها الطالب، وتتضمن الخطة إدارة الوقت بشكل جيد وتنظيمه بشكل مناسب.
ولتحقيق ذلك يجب استغلال الفترة التي تسبق شهر رمضان؛ لتحقيق معدلات أعلى من المذاكرة قبل بداية الشهر الكريم، والإنتهاء من جزء أكبرمن المواد، ويجب تحديد مهام يومية للطالب، وتحديد وقت محدد لكل مهمة، فلا ينبغي مثلاً أن نكلفه بمهمة ينجزها في يوم السبت، هكذا بشكل مطلق، وإنما يجب أن نحدد موعد البدء، وموعد الإنتهاء من المهمة؛ لأن المهام مفتوحة الوقت تشجع على التسويف والتأجيل.
كما أنه لابد من توفيرمناخ دراسي مناسب، وذلك بتهيئة المكان المناسب للمذاكرة؛ فلا ينبغي أن يكون مكان المذاكرة عشوائياً وبدون مراعاة لمتطلبات المكان الجيد؛ حيث إن طبيعة عمل الدماغ الذي هو أداة الطالب للمذاكرة والفهم تتطلب وجود دورة دموية نشطة ونسبة أكسجين مرتفعة وراحة للحواس التي تستقبل المعلومات.
وإنطلاقأ من ذلك كله، يجب أن يكون المكان مريحاً للأطفال ، وجيد التهوية والإضاءة، ونظيفاً ومنظماً وبعيداً عن المكان الذي ينام فيه الطالب، فلا يسمح للطالب بالمذاكرة في سريره، أو إذا كانت هناك مساحة أخرى في المنزل يفضل أن يذاكر فيه أكثر من غرفته، وكذلك لاندعه يذاكر في مكان غير مرتب، أو غير نظيف أو مغلق أو لا توجد فيه تهوية جيدة، أو إضاءة كافية، ويجب أن نعود الطالب على المذاكرة في وضع الجلوس المريح وأن يتم وضع مكتب مناسب يحافظ على مسافة مناسبة بين العين والكتاب.
التغذية الصحية والمذاكرة في الترم الثاني
ـيضا تعتبر التغذية الجيدة من الأمور المهمة التي ينبغي أخذها في الاعتبار حيث إنها تساعد المخ على القيام بوظائفه بشكل جيد فينبغي اختيار الوجبات الغذائية الخفيفة ذات القيمة الغذائية الكبيرة، والتي لا ترهق المعدة كما ينبغي أن نعود الأبناء على تناول وجبات خفيفة، ولكن على عدد أكبر من المرات يمكن أن يصل إلى خمس أو ست مرات في اليوم بدلاً من ثلاث مرات.
المنصات الرقمية لوزارة التربية والتعليم
يجب أن نعود الأبناء أيضا على ضرورة أن يكون لهم في كل يوم مهمة جديدة يدرسونها بالإضافة إلى مراجعة مهمة قديمة؛ فالمراجعة المستمرة ضرورة؛ لأنها تساعد على تثبيت المعلومات القديمة، وتساعد على فهم المعلومات الجدية بشكل أفضل.
كما يجب أن نعود الأبناء على الاستفادة من المنصات الرقمية التي تتيحها وزارة التربية والتعليم، وعدم الاستعانة مطلقا بأي شروح خارج إطار المنصات التي تتيحها الوزارة؛ لأنها قد تحتوي على أخطاء وتعمل على حدوث تشوهات معرفية لدى الطلاب.
توجيه الأبناء إلى الإكثار من التطبيقات والحل للأسئلة والتمرينات مفيد جداً؛ لإكسابهم القدرة على التعامل مع المواقف والمشكلات والإسئلة المختلفة التي يمكن أن تتناول الموضوع الذي قاموا بدراسته، كما ينبغي أيضاً توجيه الأبناء إلى استخدام معينات التذكر؛ لتسهيل عمل الدماغ كإستخدام التلخيصات والخرائط الذهنية والألوان الفوسفورية، والإستعانة بشروح الفيديو المتاحة على قنوات مدرستنا والمنصات التعليمية وحل الإختبارات والنماذج الاسترشادية.
الترم الثاني في شهر رمضان
يأتي الترم الثاني في شهر رمضان هذا العام؛ ومن ثم يجب أن ندرب الأبناء على الاستيقاظ مبكراً، وليكن ذلك من الآن وإستغلال فترات الصباح الباكر إلى ماقبل الظهر بقليل، وفترة ما بعد العشاء، وحتى الساعة التاسعة مساءً، فتخصيص هذه الأوقات للمذاكرة؛ لأن الطالب فيها يكون متحرراً من أثر تأثير الشعور بالجوع والعطش أو الرغبة في النوم أوالشعور بالتعب أوالإنشغال بأي أمور أخرى تعوق تركيزه؛ وبالتالي يكون المخ متفرغا للتركيز والمذاكرة.
الأسرة والدعم النفسي للطالب
يجب أن تتعاون الأسرة مع الطالب، وتشعره بالدعم النفسي والمساندة؛ فبعد وضع جدول يومي للمذاكرة، يتم فيه تحديد أوقات المذاكرة بدقة يجب على الأسرة أن تلتزم الهدوء أثناء الوقت المخصص لمذاكرة الطالب ، وتقليل المشتتات وتوفير كل وسائل الراحة؛ لمعاونته على إتمام مهمته بنجاح، وبعد انتهاء وقت المذاكرة يمكن مشاركة الطالب للأسرة في بعض الأنشطة الترفيهية والأسرية والإندماج معهم مرة أخرى.
التحفيز على المذاكرة في الترم الثاني
كما يجب تحفيز الأبناء على ممارسة الرياضة الخفيفة وتوزيع فترات المذاكرة؛ لتجدي النشاط حفاظا على كفاءة أعلى لعمل المخ، كما ينبغي بث الثقة في نفوس الأبناء ومنحهم قدراً من الإستقلالية و إشعارهم بالتقدير والاهتمام ومساعدتهم على وضع أهداف متعددة واقعية وواضحة ومرنة وكتابتها في مكان بارز أمام أعين الطالب ومساعدته على تقبل ذاته وتقديرها.
المعنى الحقيقي للنجاح
ويجب أن نعلمه المعنى الحقيقي للنجاح وهو أن النجاح يمكن لأي شخص أن يصل إليه طالما أنه امتلك أدواته وهذه الأدوات تتمثل في المثابرة وبذل الجهد والتركيز على الهدف والطموح، وينبغي على الأسرة أن تحسن توظيف ادواتها لمساعدة الأبناء على التفوق وهذه الأدوات تتمثل في التحفيز والدعم العاطفي والنفسي والمادي ، وزرع الثقة والاهتمام والتقدير.
إقرأ أيضاً للكاتب : الأسرة .. رسالة واحدة وأدوارمتغيرة
إقرأ أيضاً للكاتب : القدوة في التربية : الحال أفضل من المقال !
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تتعامل مع المتطفلين؟
الكلمات المفتاحية
#نصائح الترم الثاني،#الترم الثاني 2025،#المذاكرة في الترم الثاني،# الترم الثاني في شهر رمضان،# التغذية والمذاكرة في الترم الثاني،#المذاكرة في الترم الثاني،# الأسرة،#الطالب،#الطالب المتفوق،#الطالب الضعيف،#الأبناء،#النجاح،# المنصات الرقمية،#المنصات التعليمية،# الطلاب،#أولياء الأمور،#المذاكرة،#الفصل الدراسي الأول،#الفصل الدراسي الثاني،#الإضاءة،#غرفة،#الدكتورعاصم حجازي،#أذواق،#نصائح