بقلم الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
من أخطر شخصيات مسلسل “وتر حساس” هي شخصية مازن؛ فهو شخص إندفاعي ومتهور في حديثه وأفعاله، تسبب في الكثير من المشكلات لنفسه والمحيطين به، وأدى تهوره إلى قتله لأقرب الناس إليه، و حب طفولته، زوجته ليلى .
وتطرح هذه الشخصية المتهورة تساؤلات كثيرة حول أسباب التهور وهل هو نتيجة للتربية أم إنه أحد أنواع الإضطراب النفسي؟، وكيف يمكن الحد من هذه الصفة؟ ومنع الأبناء من التهور، وهل يمكن علاج التهور والإندفاعية؟ وهل يمكن للمرء أن يعالج نفسه بنفسه؟.
إقرأ أيضا : معرض “نفس عميق”… السعادة في لحظات قصيرة وتفاصيل صغيرة
أسباب التهور ؟
إن الإندفاعية والتهورغالباً ما تكون عرضاً لبعض الإضطرابات النفسية والعضوية، وليست مرضاً في حد ذاته؛ فعلى سبيل المثال فإن نقص إفراز هرمون السيروتونين والمسؤول عن تنظيم السلوك أو وجود استعداد وراثي؛ قد يتسبب في ظهور التهوروالإندفاعية لدى الفرد، كما أن الأشخاص ذوي الشخصية الحدية أو المصابون بفرط الحركة وتشتت الإنتباه أو المدمنين أو المصابين بإضطراب ثنائي القطب، يعانون أيضاً من هذه الأعراض.
وبالتأكيد تلعب البيئة وأسلوب التربية دوراً كبيراً في إصابة الشخص بالتهور؛ فالتدليل المفرط، أو القسوة الذديدة، يمكن أن يشكل سبباً في إندفاعية المرء الذي إعتاد على تلبية كل إحتياجاته أو على العكس الذي يشعر بالحرمان، أو الذي عاش طفولة في أسرة ذات أجواء غير سوية، لم تمنحه الشخصية السوية، وجعلته غير واثق من نفسه، أو مصاب بحالة من إضطراب القلق المزمن.
أنواع التهور والإندفاعية
وأخف أنواع التهور والإندفاعية هي تلك المكتسبة من البيئة، كسلوك تم ملاحظته، وتكون أكثر قابلية للشفاء بسرعة، وبمنتهى البساطة فإن التهور والإندفاعية تعني المبادرة إلى إصدار الاستجابة بسرعة وبدون تعقل ويغلب على هذه الاستجابة سمة الإنفعالية الزائدة.
فضلاً عن عدم الوعي وتكون تصرفاته غير مسؤولة وغير منضبطة . ويؤدي هذا السلوك إلى كثير من المشكلات الإجتماعية والسلوكية؛ حيث إن المتهورين لديهم علاقات اجتماعية مضطربة مع الآخرين، ولديهم مفهوم ذات سلبي نتيجة؛ لتكرار شعورهم بالندم بسبب تهورهم، كما أنهم قد يقعون في مخالفات قانونية ومشكلات أكثر خطورة من مجرد الخلافات الاجتماعية.
سمات الشخص المتهور
والمتهورون يعانون بصفة عامة من عدم قدرتهم على السيطرة على ردود أفعالهم أو سلوكهم، وينخفض بشدة تقديرهم لذاتهم فهم غير راضين عن أنفسهم، ولا ينظرون للنتائج، ويعانون من مشكلات أخرى؛ بسبب عدم قدرتهم على التخطيط والتنظيم بشكل جيد.
نتائج التهور والإندفاعية
وقد يسبب لهم ذلك العديد من المشكلات والمخاطر في المنزل أو في العمل، كما أنهم يجدون صعوبة في الإلتزام بالمهام أو بالمواعيد، وقد تنشأ بسبب التهور والقرارات المتسرعة مشكلات أسرية خطيرة؛ كالطلاق مثلاً، وقد يتسبب التهور في إرتكاب جرائم يعاقب عليها القانون.
مواجهة التهور في سن صغير

من المهم للغاية إستشارة طبيب أمراض نفسية في حالة ملاحظة الإندفاع الشديد لدى الأبناء، وعدم إستتجابتهم لسبل الحد من الإندفاعية و التصرفات المتسرعة غير المسئولة؛ فكما أشرت إن التهور قد يكون نتيجة إضطراب نفسي.
من المهم في مرحلة مبكرة من عمر الفرد أن نغذي لدي المرء التفكير العقلاني والإستراتيجي، وننمي لديه مهارة التخطيط، ونعزز هدوءه واتزانه الإنفعالي وعقلانيته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إشراكه في ألعاب جماعية هادفة تتطلب تخطيطاً وتنظيماً والتزاماً بالمهام والوقت.
ومؤخرا طرحت وزارة التربية والتعليم فكرة تعميم لعبة الشطرنج على جميع الطلاب في جميع المراحل التعليمية، وهي فكرة جيدة إذا روعيت الإجراءات المناسبة لتطبيقها؛ لأنها تنمي لدى الطفل سمة الهدوء والإتزان الانفعالي والتخطيط والتفكير المنطقي والتروي، وتحارب الإندفاعية والتهور بشكل كبير .
كما أن تفريغ الطاقة وتفريغ الإنفعالات من الإستراتيجيات الجيدة جداً؛ لمواجهة هذا السلوك، ويمكن أن يكون ذلك من خلال ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
طرق أخرى لمواجهة التهور
ويمكن للكبار ممارسة بعض الإ ستراتيجيات أو الطرق الأخرى؛ لمواجهة التهور، كإلزام الفرد نفسه بالعد البطئ من واحد إلى عشرة قبل إصدار أي استجابة، أو أن يلزم نفسه بأداء أي عمل بسيط قبل اتخاذ القرار، كما أن استخدام طريقة حل المشكلات وخطواتها، والتي تتطلب التفكير في البدائل وتقييمها، ثم اختيار أنسبها تفيد كثيراً في الحد من هذا السلوك.
إقرأ أيضا : كيف تتولد الأفكار في رؤوسنا؟
دور التأمل في الحد من التهور
ومن الممارسات المهمة للحد من التهور كذلك هي تفريغ النفس و الذهن من الضغوط، عبر ممارسة التأمل والاسترخاء بشكل يومي؛ فذلك يهيئ الذهن للتخلص من الإندفاعية، و يسمح له بإعادة النظر إلى الأمور بعقلانية، بعيداً عن التصورات السريعة الخاطئة.
كيف تعالج نفسك بنفسك من التهور ؟
الإنسان هنا قد يكون طبيب نفسه، بالطبع في الحالات المعتدلة، التي لاتتطلب تدخل الطبيب، فمن المهم أن يبحث الفرد عن أسباب ظهور التهور لديه، وأن يقضي على هذه الأسباب، كما أن العمل على التخلص من الضغوط النفسية والإرهاق الجسدي يحسن من قدرة الفرد على إتخاذ القرار، ويحد من الإندفاعية والتهور . ويمكن للفرد أن يراجع التعليمات والبدائل من خلال الحديث الذاتي مع نفسه قبل اتخاذ أي قرار، مع ضرورة النظر في النتائج المتوقعة لكل قرار وتأثيرها على الفرد
. وإذا استطاع الفرد أن يصل إلى معرفة قدر نفسه، وأن يستعيد ثقته في نفسه واحترامه لذاته، فإنه سوف يلزم نفسه بما يليق بها من تصرفات وعلى رأسها الحكمة والهدوء والتروي.
الكلمات المفتاحية
#من وحي شخصية مازن في وتر حساس،#وتر حساس،# مازن،# كيف تعالج نفسك من التهور؟،#التهور، #الحد من التهور،#كيف تعالج نفسك من التهور،#علاج التهور،#مواجهة التهور، #أسباب التهور،#نتائج التهور، #أنواع التهور، #مخاطر التهور،#الشخص المتهور،#الشخصية الإندفاعية،#الإندفاعية،#الشخص المندفع،#الحد من الإندفاعية،#عاصم حجازي،#الأأبناء،#الطفولة،#الأطفال،#التربية،#الأسرة، الإنفعالات الزائدة، الدكتورعاصم حجازي.