كتبت : سارة علي
“كانت مصادفة جميلة، أو غير جميلة سميها كما تشاء، حين أراد الله أن أبدء حياتى الفنية”، كذلك بدأتنى الآنسة أم كلثوم حين ساأتها أن أكتب شيئاً من مذكراتها لقراء “الدنيا”، ثم استطردت تقول، كان والدى كما تعلم يمارس فن الغناء، وكنت أنا وشقيقي نتردد على “كٌتاب” بالبلدة، حتى إذا شب أخى أراد والدى أن يعلمه هذا الفن ليستعين به، فأخذ يلقنه الأدوار والموشحات.
وذات يوم كلفه أن يحفظ موشحاً، فلم يستطع حفظه، فكان يعيده عليه مراراً، ولكن أخى لم يلفت الموشح، فصار والدى يعنفه ويضربه، وكنت أنا فى خلال ذلك قد حفظته، ووجدت فى نفسى ميلاً شديداً لإلقائه،فانبرت إلى والدى وقلت له ” هل تسمح لى أن أسمعك هذا الموشح؟ وكان أبى محافظاً، ولم يفكر يوماً أن أمارس الغناء، فأجبنى: “يا بت اتلهى!”، فألححت فى الطلب، وألح هو في الرفض، وكان يكرر:” يا بت اتلهى، اللى أخوكى ما هو عارف حتعرفى انتى ؟!”.
ولما يئست من قبوله دخلت إلى غرفة أخرى، وصرت ألقى الموشح، فأنصت هو حتى انتهيت منه، وكأنه فى هذه الدقائق فقط لمح ما فى نفسي من ميل فطرى للغناء، فأستدعانى وطلب منى أن أعيد الموشح، فأعدته ، ومن هذه الساعة بدأت حياتي الفنية!.
الصحفي لأم كلثوم : قلت “لعلك مغتبطة الآن بهذه المصادفة” الصبر على الأهوال قالت “نعم، وإن كانت قد جلبت لى فيما بعد متاعب جسيمة، فقد صادفت في هذه الحياة أهوالاً، لكنى كلما تذكرت إنها فى سبيل الفن، ولإرضاء الميل الغريزى المطبوع فى نفسي، هانت على هذه الأهوال، واقتحمت المتاعب بصبروجلد، وأذكر أنني كنت مريضة بالدوستطار في شتاء أحد الأعوام، فأستدعيت إلى حفلة في بلده تبعد عن بلدتنا مسافة تستغرق نحو ثلاث ساعات على الركائب، فأجبت الدعوة على الرغم من آلام المرض وبرد الشتاء.
حادث الشتاء الذي مرت به أم كلثوم

وبمناسبة برد الشتاء اذكر لك حادثة طريق من حوادث هذا الفصل البارد، فقد دعيت لإحياء حفلة فرح بالقرب من بلدتنا (طماى) ولما وصلنا استقبلنا أصحاب الفرح، وأنزلونا في منزل أحد اقاربهم، ويأتى موعد الحفلة كما هو المعتاد في الساعة العاشرة مساء، وإنتظرنا حتى جاءت الساعة العاشرة، فلم يدعنا أحد للذهاب إلى السرادق ، فانتظرنا إلى منتصف الساعة الحادية عشرة، ثم إلى الحادية عشرة (ولا حدش هنا).
ولما إنقضت الساعة الثانية عشرة قام والدى وقال: إحنا لازم نروح نشوف الخبر ايه؟ وذهبنا إلى السرادق، فلم نجد فيه أحدا، فصعدت على التخت وأخدنا نغنى، ولكن… وذكر أن صدفة غيرت حياة آنسه فى سن العاشرة من عمرها تسمى: فاطمه البلتاجي لديها القدره على الحفظ السريع إلى آنسة تدخل باب الفن في سن صغير، وتنفتح أمامها أبواب الشهرة، حيث اكتشف والدها بأنها تمتلك حنجرة ذهبية حين سمعها، وهى تكررموشحا بصوت جذاب.
سيدة الغناء العربي
ومن هنا بدأت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي وهو الإسم الأصلي لكوكب الشرق تساعد والدها في عمله الإنشادي، وأصبحت مع الوقت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، تعلقت بها قلوب المصريين والملايين حول العالم، وعرفت في كل الوطن العربي بقصائدها وألحانها الهادئة، اشتهرت أم كلثوم باختيار كلمات أغانيها بدقة شديدة لجذب الجمهور، وكان لها وتر معين فى الألحان والموسيقى . وبالفعل كونت جمهور هائل واستمرت أغانيها تتردد من ذاك الوقت حتى الآن في كل الحفلات.
وبحسب الموسيقار سليم سحاب فإن عظمة حنجرة أم كلثوم والصوت الاستثنائي الذي تتميز به يعود إلى عدة عوامل وهي: المساحة الواسعة في صوتها وتداخلها مع مساحة الأصوات الرجالية، والتملك من الصوت؛ إذ كانت تؤدي جملًا غنائيةً في غاية الصعوبة التقنية، ومع ذلك كانت تؤديها بشكلٍ باهر.
إقرأ أيضا :أم كلثوم ماذا كانت تفعل في استراحة حفلاتها ؟
جوائز حصلت عليها أم كلثوم
حصلت أم كلثوم خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز والأوسمة من مصر وعدة دول عربية وأجنبية؛ منها: وسام الكمال في مصرمن الملك فاروق، وجائزة الدولة التقديرية بمصر في الستينيات، ووسام الأرز اللبناني، ووسام النهضة الأردني، ونيشان الرافدين العراقي، ووسام الاستحقاق السوري، ووسام نجمة الاستحقاق الباكستاني. ومن حب الجمهور الشديد لها كان يرفع لها القبعة حين ظهورها على المسرح، احتراما وتقديرا لها في هذا الوقت، وأطلق عليها الجمهور لقب “الست” من فرط إحترامه لها.
إقرأ أيضا : زبيدة ثروت بعد الشهرة
من أهم أعمال أم كلثوم
غنت أم كلثوم قرابة 320 أغنية من ألحان وكلمات مشاهير الملحنين والمؤلفين، وبرعت في المديح النبوي والغناء الديني -خاصة في أداء القصائد الطويلة والشعر القديم- ومنها: “نهج البردة”، “سلوا قلبي”، “ولد الهدى”، “أراك عصي الدمع”، “رباعيات الخيام”. كما نجحت في الغناء العاطفي، ومنه أغاني: “أنت عمري”، “الأطلال”، “الحب كله”، “أروح لمين”، “أغداً ألقاك”، “ألف ليلة وليلة”، “أنساك”، “سيرة الحب”.
شاركت بالتمثيل والغناء في ستة أفلام خلال 1935-1948، وهي: “وداد”، “نشيد الأمل”، “دنانير”، “عايدة”، “سلاّمة”، ثم “فاطمة”.
مسلسل أم كلثوم وجدل حول فيلم الست لمنى زكي
يروي مسلسل أم كلثوم على مدار حلقاته السيرة الذاتية لسيدة الغناء العربي منذ نشأتها في السنبلاوين ورحلتها مع والدها وأشقائها في غناء الأناشيد الدينية في كافة المناسبات، مرورًا بمشوارها الفني، وهو تأليف محفوظ عبد الرحمن، إخراج إنعام محمد علي، وبطولة صابرين.
وأثير جدل واسع منذ تم الإعلان عن بدء تصوير فيلم “الست” إخراج مروان حامد، ومن تأليف أحمد مراد، بطولة منى زكي، حيث أعرب الكثيرون على مواقع التواصل الإجتماعي غضبه من إختيار منى زكي لتجسد دور أم كلثوم لاختلاف ملامحها وجسدها عن الست، و ربطوا بين فشلها في أداء دور السندريلا وهذا الفيلم، فهل ينجح فيلم “الست” الذي يدور حول كوكب الشرق أم كلثوم في مراحل عديدة من مشوارها الفني، ويضم العديد من ضيوف الشرف من كبار نجوم الفن؟ ذلك ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
الكلمات المفتاحية
#أم كلثوم #كوكب الشرق #مذكرات أم كلثوم # من ذكرياتي الفنية … للآنسة أم كلثوم #أغاني أم كلثوم #أفلام أم كلثوم # جوائز حصلت عليها أم كلثوم #مذكرات أم كلثوم #الست #فيلم الست #منى زكي #مسلسل أم كلثوم #صابرين #بداية أم كلثوم #قصة حياة أم كلثوم #أبيض وأسود #الغناء المصري
#صحيفة الدنيا