يُعد كتاب”من تاريخ المنسوجات وعناصر وأساليب زخرفتها”الصادرحديثاًعن”دار القدس للنشر والتوزيع” للدكتورة هبة أحمد يس أستاذ تاريخ الأزياء جامعة حلوان إضافة حقيقية للمكتبة العربية حول تاريخ المنسوجات ذلك المنبع الملهم الخصب والمُحفز على النهل من فنونه وكنوزه على مر العصور .
وحول ذلك تقول الدكتورة هبة أحمد يس ل”أذواق”:”يعتبرفن النسيج أقدم الفنون اتصالاً بتاريخ الإنسانية على الإطلاق؛ حيث لازم الإنسان منذ الخليقة؛ ولذلك أيقن العلماء أهمية دراسة قطع النسيج التى يتم العثور عليها وترجع إلى عصور تاريخية مختلفة؛ لأنها تبين بطريقة نسجها مدى الترقي في تلك الصناعة؛ فهى دليل قائم على تقدم الحضارات”.
وتتابع:” وتعكس بزخارفها وألوانها مقدارما بلغته الإنسانية عبر العصور من تقدم، ومن الذوق الفني كما ذكر لنا (محمد عبد العزيز مرزوق) فهو وثيقة تاريخية تبين الفترة التاريخية، والحاكم، والصانع، وغيرها من الخلفيات التى تنم عن مدى تقدم، وحضارة المجتمعات، والأحداث عبر التاريخ”.
ونحن بدورنا ندرسها، حيث تعد المنسوجات التاريخية شاهدا على التاريخ، والعصور المختلفة، ومنبعا خصبا وثريا فنيا للنهل من فنونه وكنوزه لمنتجات حديثة معاصرة أفاد منها، بحسب يس التي أضافت قائلة:”ولا يزال كل الباحثين والمنتجين، من تصميم وزخارف، وألوان، وطرق طباعة، أو صباغة؛ فالمنسوجات فى التاريخ منبع، وكنوز للإبداع. ودراسة المنسوجات التاريخية ومشاهدتها فى المتاحف المصرية تثرى شعورنا بقوميتنا، ووطنيتنا، وهويتنا، وتعزز شعورنا بالانتماء، فنهب للمحافظة عليها والدعاية إليها”.
قد يهمك أيضا : تاريخ الأزيــــاء فى العصور الإسلامية وأثرها في الأزياء في أوروبا في عصورها الوسطى (azwaaq.com)
فصول كتاب “من تاريخ المنسوجات وعناصر وأساليب زخرفتها”
إلى هذا قسمت فصول الكتاب إلى أربعة أبواب شمل كل منها عدة فصول مقدمة ومصطلحات ثم الباب الأول المنسوجات فى مصر فى العصور السابقة على الإسلام وشمل أربعة فصول – الفصل الأول : المنسوجات فى مصر القديمة – الفصل الثانى : المنسوجات فى العصر اليونانى – الفصل الثالث : المنسوجات فى العصر الرومانى والبيزنطى – الفصل الرابع : المنسوجات فى العصر القبطى.
وأما الباب الثانى فكان للمنسوجات فى مصر فى العصور الإسلامية وشمل خمسة فصول وفكان الفصل الخامس : للمنسوجات فى العصر الأموى. والفصل السادس : المنسوجات فى العصر العباسى (الطولونى والإخشيدى) والفصل السابع : المنسوجات فى العصر الفاطمى – الفصل الثامن : المنسوجات فى العصر الأيوبى والمملوكى بينما كان الفصل التاسع : للمنسوجات فى العصر العثمانى.
وأما الباب الثالث فكان للمحة عن تجارة المنسوجات فى العصور الإسلامية، بينما كان الباب الرابع: المنسوجات وقت الحملة الفرنسية ثم فى عصر محمد على وخلفائه.
يعتبرفن النسيج أقدم الفنون اتصالاً بتاريخ الإنسانية (أذواق)
الكتاب يسلط الضوء على منسوجات الثياب في مصر
وربما اختلف الكتاب في منهجه في تسليطه الضوء على منسوجات الثياب التي تصنع منها الملابس – دون غيرها من المنسوجات التاريخية – في مصر دون غيرها من البلدان الأخرى في العصور من الفرعونى إلى عصر محمد على باشا وخلفائه في سرد متصل ومتبعا منهجا موحدا في ذلك بعرض خلفية سياسية واقتصادية في كل عصر يتبعه عرض لمنسوجات ذلك العصر ومراكز صناعتها في ذلك العصر ثم عناصرها الزخرفية والأساليب المتبعة في زخرفتها ثم أتبعته بمقتبسات عصرية ملبسية وحى كنوز المنسوجات التاريخية. وأضفت إلى ذلك بعض الرؤى الخاصة بى على سبيل المثال .
قد يهمك أيضا : د.حسين عبد البصير يصدر أحدث كتبه “مصر الخالدة: الماضي والحاضر ” (azwaaq.com)
وتبرز يس في كتابها رؤيتها حول مدى العلاقة المتبادلة بين التصميم المعمارى الكنسى الخارجي وتفصيله الداخلى لبعض الكنائس القبطية، وهذه الشرائط المتدلية من الأكتاف إلى قرب الذيل والشكل التخطيطى أيضا للقميص القبطى.
كما رأت أن رسم الطيور والحيوانات فى أزواج متماثلة سواء متقابلة، أو متدابرة على المنسوجات، أو الفنون الأخرى فى العصور الإسلامية وافق هوى المسلمين كونه راجع إلى الأمر الإلهى إلى نبى الله نوح فى أن يحمل فى السفينة من كل زوجين إثنين. كما ذكرت الأزواج في أكثر من آية أخرى من آيات القرآن كما أراها توارثها العرب والقبائل حتى رأيناها ماثلة ولا زالت على الأثواب التقليدية للنساء في سيناء وفلسطين وبلاد الشام بصفة عامة.
تخطيط كنيسة “أبي سرجة” بمصر القديمة (المؤلفة)
التطريز على المنسوجات
وبالنسبة للتطريز على المنسوجات في العصر المملوكى نجد الشغل الأسود blackwork embroidery أرى أنه كان مستعملا في التطريز كما وضحت لنا القطع النسيجية التي عرضت في هذا الكتاب.
والشغل الأسود هو شكل من أشكال التطريز وعادة ما تأخذ شكل التطريز فيه بالعد كالغرزة المتقاطعة التي تتم بالعد، ويُعمل عمومًا بخيوط سوداء (على الرغم من استخدام ألوان أخرى أحيانًا)، منها الأزرق الداكن أو القرمزي، نشأ في فترة (ثيودور) في إنجلترا، بين عامي (1485 – 1603م)، وفيه عهد إليزابيث الأولى أي ما يعاصر الفترة المملوكية بالشرق، وأراه انتقل إلى الملابس الأيوبية المملوكية فيما يبدو مع الحملات الصليبية والتجارة والقوافل للحجاج.
تعد المنسوجات التاريخية شاهدا على التاريخ (المؤلفة )
مايكشفه كتاب “من تاريخ المنسوجات وعناصر وأساليب زخرفتها” عن نسيج “الألاجا”
كما وأن نسيج الألاجا (Alaca) الذى ذكر (محمد عبد العزيز مرزوق) أنه ظهر لأول مرة فى العصر العثمانى أرى أنه ظهر في فترة أبعد من ذلك العصر حيث أراه اشتق اسمه من الاسم التركستانى (ألجا)، والذى عرف في إيران باسم (أيكات Ikat) فى العصر المغولى، ومن الطبيعى أن يكون المغول أحضروه معهم وعملوا على نشره فى إيران. فنقله العثمانيون معهم وطوروا منه، فقد ذكرت (سعاد ماهر) أنه اشتهرت بإنتاجه الهند فى القرن الرابع عشر.
جاء الكتاب في 570 صفحة وشمل 150 بين المصادر والمراجع العربية والأجنبية و 15 رابطا على الانترنت ومن اللوحات يربو من 700 لوحة ومن الأشكال 92 شكلا. والخرائط: 14.