“من أجل إليزا” أو ” Für Elise” واحدة من أروع المقطوعات الموسيقية العالمية، ومن أشهر مؤلفات الموسيقار لودفيج فان بيتهوفن،وهى مقطوعة للبيانو من سلم لامينور – عمل بدون تصنيف رقم 59. وهي من أكثر المقطوعات الموسيقية ارتباطا بالقصص الإنسانية الرومانسية؛ فما أن يذكر اسمها حتى يثار من جديد سؤال “لمن كُتبت؟”؛ فهل بالفعل كانت هذه الموسيقى التى تستحوذ على وجدان الملايين من عشاق الموسيقى فى العالم من أجل فتاة اسمها إليزا أو إليزابيث صاحبة الشعرة الشهيرة التى لاتزال موجودة للآن فى بيت بيتهوفن ؟! أم أنها كانت ل تيريزا … تيريزا مالفاتي ، تلميذته وصديقته المقربة كما يؤكد البعض ؟.!
يقول الموسيقي عازف البيانو فادي سليمان إن مقطوعة “Für Elise” لبيتهوفن هي واحدة من أشهر مقطوعات موسيقى البيانو، وهي تحتوي على الكثير من الأسرار أكثرمما قد تتوقعه. !.
ويتابع في حديثه ل”أذواق”:”هي خارجة عن المألوف، فقد كتب بيتهوفن مقطوعته Bagatelle رقم 25 في كتاب صغير، والمعروفة باسم “من أجل إليز”، في عام 1810، لكنها لم تُنشر حتى عام 1867، أي بعد 40 عامًا من وفاته.”.لافتاً:” وبالرغم من إنها واحدة من أولى المقطوعات التي يعزفها المبتدئون في عالم تعلم العزف على البيانو وتبدو وكأنها مقطوعة موسيقية بسيطة للغاية، إلا أن “من أجل إليز” هي في الواقع قطعة موسيقية متطورة بحق”.
لكن يبقى السؤال لمن كتبت موسيقى “من أجل إليزا”؟
يقول سليمان:”هناك الكثير من النقاش حول موضوع “Für Elise”، وهو ما يعني “من أجل إليزا”. لكن الأمر ليس بهذه البساطة.، فكثير من المؤرخين الموسيقيين يؤكدون إنه عندما تم نسخ الموسيقى، تمت قراءة خط يد بيتهوفن بشكل خاطئ.، إذ ان النص الموجود في المخطوطة هو في الواقع “من أجل تيريز”، وقد أكد الناقد ماكس أنجرعام 1923 بأنه لم يوجد في حياة بيتهوفن أية فتاة تدعى (إليزا)، وأن ثمة خطأ فى نقل الإسم وأن الصواب محبوبته وتلميذته “تيريزا” التى أراد أن يتزوجها ولم يتحقق له ذلك”.
“.
ويوضح:” من المعترف به على نطاق واسع أن تيريز كانت تيريز مالفاتي، المرأة التي تقدم لها بيتهوفن في عام 1810 – وهو نفس العام الذي ألف فيه “من أجل إليإليزا”” لافتاً إلى :”إن العبارة الافتتاحية لـ “Für Elise” عبارة عن عبارة بسيطة مكونة من ستة نغمات، وهي واحدة من أشهر العناصر الزخرفية في الموسيقى الكلاسيكية. البداية البسيطة لتناوب E – D الحاد هي فاصل ثانوي صغير يحدد نغمة القطعة بأكملها. إنها نداء لطيف من بيتهوفن يحل نفسه في الجزء الأخير من العبارة (ب – د – ج – أ) ” .
ويضيف:” تحدد الملاحظة النهائية مفتاح القطعة، وهوإن هذه النغمات الأنيقة التي تؤدي إلى دقة بسيطة هي التي تضفي على الافتتاحية الكثير من السحرو إذا كانت هذه المقطوعة مخصصة بالفعل لتريز في الوقت الذي تقدم فيه بيتهوفن لخطبتها، فقد يكون لفكرة التوسل هذه الكثير من المعاني الأساسية.”.
وبحسب سليمان فإن الموسيقي والأكاديمي الألماني يوهانس كواك على الجانب الآخر قد أشار أكد أنه يمكن قراءة الافتتاحية الشهيرة على أنها رمز يوضح اسم إليز. النوتة الموسيقية E-flat تسمى Es باللغة الألمانية ويتم نطقها كـ “S”، مما يعني E–(L)–(I)–S–E. فهل يمكن أن تكون هذه رسالة حب سرية في مقطوعة بيتهوفن إلى فتاة اسمها إليزا أو إليزابيث؟ !
لكن سواء كانت لتيريزا أو إليزا، ومهما كان السبب الذى جعل بيتهوفن يحتفظ بها لنفسه ولا تكتشف إلا بعد مرور عشرات السنين على وفاته ، فإنه يبقى أن هذه المقطوعة بعد مرور أكثر من قرنين على تأليفها من أروع الألحان المعروفة في العالم، عزفها أشهرالموسيقيين على مر السنين، وإذا أردت أن تستمتع بها ، ما عليك إلا أن توجه محرك البحث على ” Für Elise”