أثينا/ عبد السلام الزغيبي
على الرغم من أن أثينا اليوم لا تبدو كما كانت منذ آلاف السنين، عندما تم بناء أول منحوتاته وتماثيلها، إلا أن عاصمة اليونان لا تزال تمتلك عدداً كبيراً من المعالم الأثرية القديمة والحديثة التي تعكس تراثها الثقافي الغني وفنها الفريد.
إذا تجول شخص ما في أنحاء أثينا اليوم، فسوف يرى العديد من الأعمدة والتماثيل النصفية والتماثيل وغيرها من الروائع المصنوعة من الرخام ومواد أخرى ذات أنماط وحركات مختلفة، مثل الكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة والرومانسية، وكما كان يعتقد الناس في العالم القديم، فإن كل منحوتة تحمل قصتها الخاصة وتتواصل مع من سبقوها.
أقيمت التماثيل تكريما لأحداث مهمة وشخصيات عظيمة ومحسنين وطنيين وأهل العلوم والفنون الذين كان لهم تأثير كبيرفي البلاد، وتزين التراكيب المعمارية حدائق المدينة وساحاتها وأرصفتها، وتربط الماضي بالحاضر من خلال الفن القديم الذي يتناغم مع المشهد الحضري الحديث.
من بين احد أجمل المنحوتات والنصب والتماثيل في أثينا اليوم، هوالنصب التذكاري لمدفن المتبرع الوطني اليوناني ميخاليس توسيتساس، الذي عاش في مصر، ويقع بجوار كنيسة أغيوس لازاروس في المقبرة الأولى في أثينا.
قد يهمك أيضا : ألم…جارة القمر (azwaaq.com)
و يعد هذا النصب المثير للإعجاب واحدًا من أكبر النصب التذكارية في اليونان، ويتكون من منصة نصف دائرية واسعة، في وسطها عمود يجلس عليه تمثال ميخاليس توسيتساس،و النصب مستوحى بشكل كبير من الثقافة المصرية، حيث يوجد تمثالان لأبي الهول برأس أنثى وجسم مجنح على شكل أسد يقفان على جانبي النصب التذكاري.
وترمز هذه إلى حياة توسيتساس في مصر، حيث كان أول قنصل عام اليونان في الإسكندرية. ويعد النصب الجنائزي أحد الأمثلة القليلة على التأثير المصري في المقبرة الأولى في أثينا، مما يجعله مميزاً بشكل خاص، تصميم النصب يعود إلى صديق توسيتساس، ليساندروس كافتاتزوغلو، وقد بنبناه النحات فيتاليذيس في عام 1860.
#مقالات