من الأمراض الشائعة بين الأطفال هي الأنيميا، حيث تشكو الكثيرالأمهات من إصابة الأبناء به، ومايترتب على ذلك من نقص النشاط وعدم القدرة على التركيز، ومشكلات أخرى عديدة، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد تزداد أهمية تخلص الطفل من الأنيميا.
والأنيميا هى مرض فقر الدم، أى أن الدم يكون فقير في مكوناته الأساسية وهو الهيموجلوبين، وهي مشكلة كبيرة، ذلك أن خلايا الدم الحمراء تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم باستخدام بروتين يسمى الهيموجلوبين، فإذا لم يكن هناك ما يكفي من هذه الخلايا أو هذا البروتين يحدث فقرفي الدم.
وحول ذلك يقول الدكتورأحمد ستين أستاذ طب الأطفال وعلوم الوراثة بجامعة المنصورة :”إن الأنيميا أنواع ومنها حالات حادة ومنها مزمنة”، وعلى الأم أن تلاحظ طفلها، فإذا لاحظت عليه أي من أعراض الإنيميا فينبغي أن تسرع بعمل التحليل اللازم تحت إشراف الطبيب”.
لكن ماهي أهم أعراض الأنيميا؟،يجيب دكتور أحمد ستين قائلاً:” الشحوب، والتعب عند بذل أقل جهد، وضعف الشهية، وبطء النمو، وضعف المناعة، والنهجان، تسارع ضربات القلب، الإصابة المتكررة بالصداع والعدوى، تقرحات اللسان، العصبية،وبرودة الأطراف، و الشكوى من الإحساس بالدوخة.
وأشارستين إلى تعدد أسباب الأنيميا ومنها :
“إنخفاض نسبة الحديد في النظام الغذائي للطفل، ولذلك فإن الصغارالذين يتناولون طعاما غيرصحي، أو يفرطون في تناول طعام الفاست فوود، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالإنيميا، وتوجد أسباب أخرى كالإصابة بالعدوي والإلتهابات والفيروسات والبكتيريا، وأشارالي ضرورة الإسراع في علاج الأطفال عند الإصابة بها.
ولفت إلى أنه قد توجد أحيانا مشكلات تحول دون امتصاص الحديد، كما أنه قد توجد أسباب للأنيميا غيرالمعروفة لدى الكثيرمن الأمهات، وهي تعرض الطفل لرائحة الدهانات والطلاءات والبنزين والمواد التي بها، بل إن بعض الصغار يتناولون بقايا الدهانات القديمة التي تتساقط على الأرض والأثاث بما تتضمنه من مادة الرصاص، وهي من المواد التى تترسب فى الجسم ويكون التخلص منها صعبا للغاية، فيبقى المخزون في جسد الصغيرو يحل محل الحديد، فيصاب بالأنيميا.
ويحذر دكتورأحمد ستين :”إذا ترك فقر الدم الناجم عن نقص الحديد من دون علاج، فقد يجعل الطفل أكثرعرضة للإصابة بالمرض والعدوى، حيث يؤثرنقص الحديدعلى نظام الدفاع الطبيعي للجسم (جهاز المناعة)، كما تتسبب الإنيميا من خطرالإصابة بمضاعفات تؤثرعلى القلب أوالرئتين، مثل ضربات القلب السريعة بشكل غير طبيعي (عدم انتظام دقات القلب) أوقصورالقلب، حيث يكون القلب غير قادرعلى ضخ ما يكفي من الدم .
ولعلاج مشكلة الإنيميا ينبغي الاهتمام بالتغذية السليمة، فبالنسبة للطفل الرضيع ينبغي فطامه بالتدريج ليأخذ وجبات متنوعة مثل الكبدة والخضروات والعسل الأسود والباذنجان، و يمكن أن يتم تقطيعها وتقديمها للأطفال تحت إشراف الطبيب”.
وللسن الأكبريجب اعتماد نظام غذائي سليم يتضمن مصادرالحديد كالمصادرالحيوانية مثل الكبدة ،الطحال، اللحوم والقلب، ومصادر نباتية حمراء مثل الرمان، الطماطم، العنب، والبرقوق، ومصادر خضراء مثل الجرجيروالسبانخ والملوخية، مع الابتعاد عن المشروبات المصنعة والمواد الغذائية المحتوية على ألوان صناعية، والحد أيضاً من تناول الوجبات الجاهزة.
وأشار الستين إلى أن لكل نوع وكل حالة لهاعلاج خاص بها ولكن الوقاية ضرورية ومطلوبة؛ فالوقاية خير من العلاج؛ ومن طرق الوقاية الأبتعاد عن المواد المؤكسدة، وأهمها رائحة النفتالين ( وهو الكرات التي توضع مع الملابس) وكذلك رائحة البنزين، والملونات الصناعية الموجودة في بعض الأكلات، وأدوية الحرارة والابتعاد عن الأسبرين قدرالإمكان حيث يكسرالدم

الدكتورأحمد ستين أستاذ طب الأطفال وعلوم الوراثة بجامعة المنصورة )أذواق)