يستضيف غاليري “ياسين” معرض “نفس عميق” للفنان التشكيلي المصري خالد سرور، الذي يمثل رحلة هادئة إلى السعادة و الإستجمام و الراحة بعيداً عن أزمات الحياة و الإنشغال بضغوطها اليومية.
ومن خلال نحو 15 لوحة فنية يشعر المشاهد بالإحساس بالسكينة والسلام النفسي؛ ما يدفعه إلى التفكير في أهمية الراحة من ضجيج العالم المثقل بالهموم والمشكلات، عبر الإحتماء بالأسرة و الأصدقاء و الجيران، وقضاء وقته أيضا مع حيوانه الأليف المفضل أو النباتات التي يرعاها، إنها دعوة للحياة ببساطة .
ولا يطمح هذا المعرض إلى إعادة تعريف السعادة، لكنه يستكشف مظاهر السعادة التي لا تعد ولا تحصى في حياتنا بشكل جماعي.
ويصور لنا عالماً هادئاً وسلمياً حقا تريد العيش فيها، والذهاب إلى الحديقة، أو تناول الغذاء مع الأسرة، أو الحديث مع الجارة، والاستمتاع بالشمس والدفء وتسلق الأشجار واللعب كالأطفال.
وبالرغم من أن الطفولة ليست ثيمة المعرض إلا أن اللوحات بتكويناتها المبهجة وألوانها الناصعة و عناصرها المستلهمة من البيئة الصديقة للأطفال، تعيدنا إلى ذكريات طفولتنا الراسخة والمحفورة في قلوبنا جميعاً، فيكاد كل شخص بالغ يتوق إلى العودة إلى طفولته. التي تحتل مكانة محورية ومميزة في حياة كل شخص؛ لأنها كانت الوقت الذي يمكن للمرء أن يشعر فيه بالتحرر من الاحتياجات المادية لهذا العالم.
وعبر اللوحات نسير في ممرات الذكريات كثير اً؛ لنظل على اتصال بأسعد أوقات حياتنا، ورغم أننا لا نستطيع إعادة إحياء تلك الذكريات، إلا أنه من المريح أن نعرف أنه أينما ذهبنا، ستظل دائما في أذهاننا أيام سعيدة، وحينئذ ندرك جيداً أننا سنجد الفرحة في الأشياء البسيطة.
ومن خلال تامل لوحات المعرض يشعر المتلقي أن السعادة الحقيقية تأتي من دفء علاقتنا بالآخرين، وأنه علينا أن نرعى المشاركة مع أحبائنا، ونحتفل بالعجائب الصغيرة في الحياة، ونبحث عن شرارة السعادة في كل لحظة..
فأنت أمام لوحات تدعوك إلى “نفس عميق” تستريح خلاله من أزمات الحياة ونمطيتها لتستمتع بالراحة و السعادة مع المقربين منك من أفراد أسرتك، أصدقائك، وجيرانك.
إقرأ أيضاً: “أنا لا افكر في الرجوع إليه” و “بصائر” … معرضان في “أوبونتو “
تتراكب العناصر داخل التكوين وإزدحامها داخل كل لوحة، وبالرغم من ذلك تطالعك مساحات متعمدة من الفراغ يريد بها الفنان خالد سرور التأكيد على فكرة “الوقت المستقطع” من الحياة للاستمتاع بها، بدلاً من الاستغراق في المشكلات و الأزمات الشخصية أو العامة، وما ينتج عنها من الإحساس بالتوتر والقلق والترقب، فجاء الفراغ هنا رمزياً للدلالة على ضرورة أن نأخذ من حين إلى آخر نفسا عميقا ليس كفعل بيولوجي من شهيق وزفير، ولكن كفعل روحي إنساني على حد تعبير الفنان.
إقرأ أيضاً: “إحتفالية القرد والحمار” … معرض جديد لصلاح المر بغاليري”بيكاسو”
يستلهم خالد سرور من التراث والبيئة في معرضه الفني المستمر حتى 2 يناير (كانون الثاني) المقبل بعض المفردات والموتيفات المهمة مثل الهدهد، والبيوت القديمة، وبعض الطيور المتحررة من أقفاصها، وينتقي الألوان الصريحة من دون تدرجات لونية، بما يساعده علىا تحميل اللوحات مزيداً من الرمزية، فلا يزال محتفياً بالحضور البارز للألوان الساخنة، ولا سيما الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر، في محاولة إلى بث دفء المشاعر وتعميق الإحساس بالتعلق بالإنطلاق و البهجة داخلنا ، وجاء اهتمامه باستخدام بالخط الأسود ليؤكد ويبرز وضوح هذه الألوان والمفردات وحميمتها، لتخليص المتلقي من هموم ومشاكل الواقع رغم أنف كل ضغوط الحياة.
صور أعمال الفنان خالد سرور “نفس عميق” في غاليري ياسين (الصور إدارة الغاليري)




الكلمات المفتاحية
#معرض نفس عميق لخالد سرور،#معرض نفس عميق، #معرض فني،#فنان تشكيلي،#التراث، #البيئة، جاليري ياسين،#ألوان،# لوحات فنية، الفنان خالد سرور،# فنون،#الأسرة،#السعادة .