كتبت : ندى علي
الحناء ذلك التراث المصري القديم ورمز الجمال و الفرحة و المناسبات السعيدة نجحت مصر في تسجيله اليوم على قوائم التراث اللامادي لمنظمة اليونسكو، وذلك بالتعاون مع 16 دولة عربية هي مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، السودان، ، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.
وإرتبطت الحناء فى المنطقة العربية عبر تاريخها الطويل بثقافتها الشعبية وبالعديد من المظاهر الإحتفالية وفي مقدمتها “ليلة الحنة” التي تسبق العُرس، وحضور الحناء القوي فى الموالد والأعياد، وتشكّل “الحنة” واحدة من أهم أشكال التراث العربي في تزينت بها النساء واحتمى بها الرجال من حرارة الطقس حيث كانوا يضعونها في باطن القدم وفي باطن اليد.، إذ أن الحنة تتكون من مواد طبيعية معجونة مع الماء، تشكل واقياً طبيعياً من أشعة الشمس وإرتفاع الحرارة .
إقرأ أيضاً : الحنة .. تراث وجمال ودلال
الحنة فن جميل وتراث أصيل

كما جسدت الحنة عنصرا فنياً أصيلاً حيث برعت النساء في رسم زخارف وتصاميم بالحناء، وإختلفت من من منطقة إلى أخرى في الوطن العربي، فعلى سبيل المثال هناك الرسوم المستوحية من الثقافة الأمازيغية في شمال إفريقيا، وتبرز تصاميم الزهور في شبه الجزيرة العربية، وعرفت المرأة الإمارتية رسمات كثيرة لها مثل الغمسة، القصَّة، المقص، الكاجوة .
وأبدعت المرأة باستخدامها في الأفراح والأعياد والمناسبات السعيدة، ومن أشهر استخداماتها هو رسم النقوش على أيدي العرائس، كجزء من العادات والتقاليد العربية الراسخة ،فاللحناء مكانة كبيرة في قلوب النساء، ومن حنة العروس إلى زفة العريس تبرز الحناء؛ حيث تتجمع صديقات العروس و قريباتها قبل العرس بيوم فيما يعرف ب”يوم الحنة” لتوديعها.ويرددن في ليلة الحناء أغنيات تراثية شعبية.
وأثناء ذلك وتتراقص الفتيات في فرحة وسعادة لاتنسى، ويأتي أهل العريس ويكون معهم صنية الحناء المزينة بالزهور والشموع وأكياس الحنا المعبأه، التي توزع على الحاضرين من وتقوم إحداهن بحنى العروس برسمات ونقوش.
شجرة الحناء

و من المعروف أن “الحنة” تستخلص من شجرة “الحناء” المنتشرة زراعتها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، ولطالما شكّلت شجيرة الحناء رمزاً للجمال ومصدراً للعطر وموسماً للفرح وإلى جانب أغراض الزينة وأعمال الصباغة، يستخدمها العرب في التطيب والتداوي بها.
وفي وصفها لها اليوم أوضحت اليونسكو أن الحناء” نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم، وتحديدا تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضا لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال”.
وأشار ملف إدراج الحناء في قائمة التراث غير المادي إلى أنها “ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته”، مسجلا أن استخدام الحناء، الذي غالبا ما يكون بأشكال تعبير شفهية كالأغنيات والحكايات، يرتبط بالطقوس والتقاليد الاجتماعية التي يعود تاريخها إلى عدة قرون.
يذكر أن اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي تجتمع منذ يوم الإثنين في أسونسيون عاصمة الباراغواي. ومن المقرر أن تبت اللجنة حتى غدا الخميس في إدراج 66 عنصرا جديدا مقدما من وجهة نظر تقاليد المجتمع، وفقا لليونسكو.
مبروك لمصر تسجيل الحنة في قوائم اليونسكو للتراث اللامادي

وأعرب الدكتور مصطفى جاد رئيس المعهد العالي للفنون الشعبية الأسبق وخبير التراث الثقافي اللامادي ل”أذواق” عن سعادته البالغة بتسجيل الحناء على قوائم اليونسكو للتراث اللامادي بالتعاون مع 16 دولة عربية، وقال” مبروك لمصر ولوزارة الثقافة التي لعبت دورا كبيرا في تحقيق ذلك” .
وأضاف :” إنه إنجاز كبير يضاف إلى سلسلة جهود مصر لصون التراث وحفظه، فالحناء من أهم المفردات الشعبية المصرية والعربية، تتعدد إستخداماتها، وتشتبك مع عناصر شعبية أخرى، ومع العديد من مظاهر الحياة المعاصرة”.
وأشار إلى ” أتمنى أن يتبع ذلك تسجيل آلة السمسية الموسيقية، وفي مصر نحتاج إلى تفعيل توثيق تراثنا الشعبي المصري من خلال قوائم حصر التراث، لأنها وسيلة أساسية في توثيق تراثنا”.
وأكد جاد أن مصر دوما موجودة على المستويين الدولي والعربي، ولها دورها البارز في حفظ التراث، وسيستمر هذا الدور، فهي قادرة على تسجيل ملفات لعشرات السنين؛ لأن مصر غنية جداً بعناصر التراث اللامادي العظيم”.
الحنة في مصر القديمة
عرفت مصر القديمة الحنة في الحياة اليومية والدينية، وتنوعت إستخداماتها مؤكدة ومتعددة؛ فقد استخدمت الحنة لتلوين الشعر وإكسابه شكلا جميلاً مميزا، وفق عالم المصريات الدكتور حسين بصير الذي قال ل”أذواق”:” تم العثور على آثار للحناء في شعر بعض المومياوات مثل مومياء رمسيس الثاني.” مشيراً إلى “كان هذا الاستخدام جزءًا من اهتمام المصريين بالجمال والنظافة الشخصية، خاصة بين النساء. كما استُخدمت الحنة في تزيين اليدين والقدمين، وهو ما يمكن استنتاجه من الرسومات والنقوش التي تظهر نساء يشاركن في طقوس ومناسبات خاصة، مع وجود زينة على أيديهن وأقدامهن يُعتقد أنها ناتجة عن الحنة”.
كما كان الحنة أستخدام في الطقوس الجنائزية، وقال بصير”تشير الأدلة إلى استخدام الحنة في التحنيط، حيث أظهرت التحاليل الكيميائية لبعض المومياوات وجود صبغات نباتية شبيهة بالحنة. هذا الاستخدام يعكس رمزية الحنة في الطقوس الروحية، حيث يُعتقد أنها كانت تُستخدم لحماية الجسد والروح في الحياة الآخرة.”
وأضاف “لعبت الحنة دورًا عمليًا كصبغة طبيعية للأقمشة والجلود، ما يعكس معرفة المصريين القدماء بخصائص النباتات واستغلالهم لها بطرق مبتكرة. تجمع هذه الاستخدامات بين الوظائف العملية والرمزية، مما يبرز أهمية الحنة في مصر القديمة كجزء لا يتجزأ من ثقافتهم وحياتهم اليومية”.
يُذكر أن مدينة أسنسيون، عاصمة باراغواي، تستضيف اجتماعات الدورة التاسعة عشرة للجنة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وتم في إجتماع اليوم تسجيل عنصر “الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية” ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو كتراث مشترك بين 16 دول عربية.
إقرأ أيضا :الجزائرية عليا عداي تستحضر التراث في البيت العربي
وزارة الثقافة المصرية تعلن إلتزامها بصون التراث المصري اللامادي
وفي البيان الرسمي الصادر عن وزارة الثقافة المصرية عبّر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى” أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية “2003. وأضاف “أن الوزارة ملتزمة بالحفاظ على التراث الثقافي المصري لحمايته، دعمًا للهوية الثقافية الوطنية.”
وأشار الوزير إلى” أن الجهود المصرية، بالتعاون مع الدول العربية، عكست التنوع الكبير في الفنون والطقوس والممارسات الاجتماعية المرتبطة بالحناء، مما يضمن استمرار هذا العنصر التراثي في حياة المجتمعات الممارِسة له، ونقله بين الأجيال حفاظًا عليه للأجيال القادمة”.
وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري في اليونسكو “أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقسًا اجتماعيًا عريقًا في المجتمعات العربية، حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفوية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية”.
الكلمات المفتاحية
# مصر تسجل الحناء على قوائم اليونسكو للتراث اللامادي، #الحناء، #الحنة، #إدراج الحناء على قوائم اليونسكو،# ملف الحناء اليونسكو،#الحنة على قائمة اليونسكو،#الحنة والتراث العربي، #الحنة أعراس، #نقوش الحنة العربية،#التراث اللامادي،#عناصر التراث اللامادي،#الحنة في مصر القديمة، #شجرة الحناء،#إستخدامات الحناء،# فنون نقش الحناء،#فنون الحنة،#وزارة الثقافة المصرية،#أحمد هنو، #نهلة إمام.