بعد نجاحه في دمج ملابس فرقة الأوبرا والباليه النرويجية ” Den Norske Opera & Ballett” بقطع من الخيامية في الموسم الشتوي يستعد الفنان محمود الحريري لتنفيذ أزياء الفرقة في موسمها الصيفي لسنة 2024 وذلك بالتعاون مع المصمم النرويجي من أصول عربية أحمد عمر.
وكانت فرقة الأوبرا والباليه النرويجية قد أدت العديد من العروض في أوسلو بملابس مطعمة بقطع من قماش الخيامية ولاقت الأزياء إعجابا لافتا من جانب الجمهور و الفنانين في النرويج؛ ما دفع إدارة الفرقة إلى إعادة التجربة عبر تقديم مجموعة جديدة من الملابس المزدانة بهذا الفن المصري التراثي الأصيل في موسم الفني الجديد للفرقة.
.jpg)
راقصو فرقة الباليه النرويجية بملابس مطعمة بفن الخيامية للفنان محمود الحريري ( الحساب الرسمي للفرقة على إنستغرام)
وفي حين كانت الفكرة والتصميم للتشكيلي أحمد عمر المقيم في النرويج فإن براعة التنفيذ كانت للفنان المصري محمود الحريري الذي اتقن دمج فن الخيامية و تنسيق زخارفها و ألوانها في أزياء الفرقة فبدت كما لو أنها مطعمة بقطع من اللوحات الفنية في تجربة يصفها ب” التفرد”؛ نظرا لأنها المرة الأولى التي يرتدي فيها راقصو فرقة باليه في واحدة من أهم دول العالم في هذا المجال ملابس دمج فيها أقمشة تراثية لحرفة مصرية قديمة، فضلا عن ألوانها الزاهية و زخارفها المستلهمة من الفلكلور الشعبي .
قد يهمك أيضا : إبراهيم البريدي يفتتح أحدث معارضه في “خان المغربي” (azwaaq.com)
ويقول محمود الحريري ل”أذواق” :” كانت التجربة شيقة للغاية، وشهدت اجتماعات موسعة مع الفنان النرويجي، للاتفاق على كافة التفاصيل” ويواصل :”أثناء ذلك جاءت مسئولة الحياكة النرويجية في زيارة للمتجر؛ لتشاهد القطعة الأولى، وتطمئن على سير العمل فأعجبت كثيراً به، وطلبت الاستمرار على نفس المنوال” مضيفاً :”وبعد انتهائي من عملي، وقبل إرسال القطع إلى النرويج قمت بوزن كل قطعة ملابس وتحديد حجمها، و إبلاغهم بها، فمن المعروف أن هذه التفاصيل مهمة بالنسبة لملابس راقصي الباليه من أجل الحركة و الأداء على خشبة المسرح”.
وكان من أكثر الأشياء التي استوقفت الكثيرين أن تكون ألوان الملابس زاهية للغاية وهو شيء غير مألوف بالنسبة لفن الباليه، وهو مايبرره الفنان قائلاً:” من المعروف أن الألوان الإفريقية زاعقة وصارخة كقوة الشمس و الطبيعة بالقارة السمراء، وقد حدد لي المصمم خطوط عريضة للألوان، وقمت باستكمال رؤيته عبر اختيار قطع القماش وتنسيقها، بحيث تعبر عن الهوية الإفريقية” ويتابع :”لم تأت “بالتة الألوان القماشية” مصادفةً إنما استندت إلى عدة معايير، منها تحقيق التوازن اللوني وعمل نقطة مركزية لجذب العين و راحة العين عند حركة الراقصين”.
.jpg)
الفنان محمود الحريري يستعد لأزياء الموسم الصيفي للفرقة بالتعاون مع المصمم أحمد عمر ( الموقع الرسمي للفرقة)
ويذكر أن الفنان محمود الحريري تعاون مع العديد من الهيئات التنموية المصرية والعالمية المعنية بالحفاظ على التراث ومنها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ( USAID) ومؤسسة مظلة للتنمية المجتمعية، وأغا خان مصر برعاية بنك التعمير والاسكان، كما عمل مع كبار المصممين المصريين والأجانب في مجالات الأزياء والديكور ومنهم ماهيناز المسيري و الدكتورة ريهام عرام و رشا الجمال و لوي بارتلي ووازني.
ما هو فن الخيامية ؟
.jpg)
فن الخيامية يزين ملابس فرقة الباليه النرويجية في إحدى عروضها في أوسلو ( الحساب الرسمي للفرقة على إنستغرام)
يُذكر أن الخيامية” هي أحد فنون التطريز على أقمشة القطن السميكة، باستخدام الألوان الزاهية والخطوط البارزة على الجداريات والمعلقات، وتوصف إنها فن الزخرفة على القماش بالقماش، وكان المصرى القديم هو أول من عرف الخيامية فى عصر بناء الأهرامات، وكانت تُصنع للفرعون خيمة للرحلات ، فقد ذكر ماسبيرو فى كتابه ” المومياوات الملكية ” أن هناك سرداقاً من الجلد اكتشف من الأسرة الحادية والعشرين، وهو يعد من القطع الفنية النادرة بطريقة الإضافة ( الخيامية ) التى عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى”.
قد يهمك أيضا : قماش الفركة النقادي .. شهرة عالمية (azwaaq.com)
كما جاءت بعض ملابس الفراعنة مزخرفة بشرائط مضافة عن طريق التطريز مثل رداء توت عنخ أمون الموجود بالمتحف المصرى القديم، إضافة إلى مجموعة من الأشرطة والأحزمة المنقوشة زخرفت بطريقة الخيامية، فضلا عن إنه تم العثور على خداديات، ووسائد من القماش بها زخارف مضافة بالقماش أيضاً على الكراسى فى مقبرة رمسيس الثالث”.
إلى هذا يعدّ فن “الخيامية” من أكثر الفنون ارتباطاً بشهر رمضان الفضيل في مصر؛ حيث يُستعمل في تزيين البيوت والمكاتب والمطاعم كعلامة على حلول الشهر الفضيل.
.jpg)
الفنان المصري محمود الحريري أثناء عمله بمتجره ( أذواق)