مجموعة متنوعة ثرية من الفعاليات التراثية تضمها الإحتفالية التي تقيمها مبادرة “سيرة القاهرة” بمناسبة مرور 4 سنوات على تأسيسها في السادسة مساء بعد غد الجمعة في”بيت السناري” بالسيدة زينب.
و يذكر أن المبادرة نجحت منذ إنطلاقها في جذب الجمهور بمختلف فئاته إلى نشاطاتها المختلفة، والهادفة إلى توثيق التراث و ربط الأجيال الجديدة بجذورها، أذواق التقت بمؤسس المبادرة الباحث عبد العظيم فهمي في حوار حول تفاصيل الاحتفالية الجديدة .

ـ ……………………………..؟
ـ مبادرة “سيرة القاهرة” هي مبادرة مستقلة تعمل في المجالات الثقافية والتراثية والحضارية، تهتم بتوثيق وحفظ ذاكرة مدينة القاهرة والتوعية بها من خلال تنظيم فعاليات متعددة مثل الندوات والأفلام الوثائقية، والجولات السياحية في الأماكن الأثرية، فضلاً عن امطبوعات في المجال نفسه.
نحن نحاول أن نبرز التراث الشعبي؛ لأنه حتى الآن لم يتبوأ المكانة التي تليق به، ولم نحسن استثماره، وإعادة توظيفه، نريد أن ننشر الوعي بين الناس بأن كل من لديه مقتنيات قديمة عليه أن يصونها؛ لأن هذه المقتنيات في واقع الأمر هي من سبل القوى الناعمة لمصر.
إقرأ أيضا : أيمن برويز يعيد إحياء التراث المصري بالزجاج المعشق
والإحتفالية هي تجربة مستقلة نضع من خلالها كل المقتنيات القديمة التي لها علاقة ببيوتنا زمان، والمستندات الأرشيفية والأوراق و الصور الفوتوغرافية والأعداد الاولى من المجلات و الطبعات الأولى من الكتب القديمة ومجموعات من العملات وخطابات البريد والمهن القديمة مثل السقا و العرقسوس و الأجوازتي و والاشياء الشعبية التي كانت موجودة في بيوتنا مثل “طاسة الخضة” و “الفاسوخة، التي كانت تستخدم المنع الحسد .

ـ …………………….؟
ـ تزخر الاحتفالية هذا العام بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الفعاليات، وستكون مقسمة إلى جزئين : الأول عبارة عن عرض فيلم وثائقي نعرض فيه إنجازات المبادرة خلال السنة السابقة، وهو تقليد متبع كل عام؛ بهدف تعريف الجمهور بنشاطاتنا خلال السنة الماضية.
والقسم الآخر سيضم سائر فعاليات الاحتفالية وأبرزها إقامة معرض يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات القديمة.
ـ ……………………………….؟
ـ سيقام المعرض تحت عنوان “أرشيف القاهرة “… تجربة أول متحف شعبي مستقل لمدينة القاهرة “، وسيضم نحو 300 قطعة تراثية، ل20 مشاركا، تشمل المقتنيات والأوراق القديمة، وستكون كل قطعة في المعرض مزودة بشرح ووصف يوضح تصنيف القطعة واستخدامتها، ومن ذلك أجهزة قديمة للراديو الذي كان جهازا أساسيا في كل البيوت، تلتف حوله الأسرة، لتستمع إلى المسلسلات والبرامج، والأغاني، وكلها كانت تملأ وجدان المصريين بالفن و الثقافة، وهناك دبوس ملكي كان يوزع على المدعوين في حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة، وكذلك دبوس ملكي وزع يوم زفافه على الملكة ناريمان.
وهناك أيضا لمبة جاز مصنوعة من النحاس والبورسلين، وكانت تمثل وسيلة الإضاءة الوحيدة ببيوت المحروسة، ورغم تعدد أشكالها وأحجامها إلا إنها كانت تتشابه في وظيفتها وأهميتها.
كما يوجد مصباح مصنوع من النحاس ومحفور عليه بالخط العربي، استخدمت هذه النوعية من المصابيح في خانقاوات الصوفية و التكايا، و في المنازل، ويضم المعرض وابور جاز ماركة بريموس صناعة السويد في الخمسينات، وكانت من أهم تجهيزات المطابخ .
إقرأ أيضا : قاموسك التراثي : الطاس المغربي
وداخل المعرض سيلتقي الزائر بالعديد من مقتنيات الأجداد والجدات والتي كانت جزء من حياتهم اليومية ومنها سبرتاية من النحاس، وارتبطت السبرتاية بعادة احتساء القهوة، وكانت حاضرة في مجالس الجدات، وما يتخللها من مسامرات، وحكايات و مشاعر إنسانية.
وهناك أيضا “طاسة الخضة” و”الهون” و “الدقاقة” و”علبة النشوق” التي كانت مملوءة بمادة معينة يعتقد انها كانت تحسن المزاج، وكل قطعة سيجد الزائرلها شرحا وافيا لها،ووستتم طباعة كنتالوج لمقتنيات المعرض يوزع على الحاضرين، وسيكون مرجعا للمقتنيات، وسيحمل اسم المعرض.

ــ ………………………. ؟
ـ من مفاجآت الاحتفالية إنضمام الفنان والخطاط محمد شافعي إلى معرض “أرشيف القاهرة”، ويُشاركنا بعض مقتنياته من أدوات الخط العربي فى ركن خاص بعنوان “العرق يمدّ” بمعرض أرشيف القاهرة.، ومن المعروف أن محمد شافعي ينتمي إلي عائلة فنية توارثت فنون الخط والزخرفة والتذهيب والنحت خلال القرنين الماضيين فى خمس أجيال متعاقبة بدءاً من الشيخ خالد الصوفي زادة.
كما سينضم كريم الشاذلي الباحث في تاريخ البريد سيشارك بمجموعة من المقتنيات التي تخص البوسطة المصرية و تاريخها و علاقتها بحياة أهل المدينة في ركن خاص بعنوان “بعلم الوصول” ضمن معرض أرشيف القاهرة.، كما سيشارك وائل السعيد الباحث في التراث الشعبي بالعديد من المقتنيات التي تخص طقوس و عادات الزواج عند أهل المدينة فى ركن خاص بعنوان “عُقبال عندكم” بمعرض أرشيف القاهرة.

ـ ……………………….؟
ـ الفكر التشاركي يسود المعرض والمتحف معا؛ لأن المبادرة قامت في الأساس على هذا الفكر، مبادرة مجتمعية في المقام الأول، وبالتالي كل الأفكار نحاول عند إطلاقها وتنفيذها أن نشرك الناس معنا، والجمهور الذي سيحضر الاحتفالية، سيجد أنه يتم توزيع أوراق مكتوب فيها شاركنا بفكرتك لتطويرعمل المتحف الشعبي بالقاهرة.
ـ ………………………… ؟
ـ المعرض سيكون بمثابة إعلان عن تأسيس أول متحف شعبي مستقل لتوثيق تراث مدينة القاهرة؛ إنها مدينة عتيقة عظيمة، تستحق أن نأرخ لها، والفكرة الرئيسية أن مصادر التاريخ أصبحت منوعة ومختلفة، ولم تعد تقتصرعلى المراجع والكتب، إنما أصبحت هناك المقتنيات القديمة كواحدة من أهم هذه المصادر، ومن ثم أريد أن يعرف المصريين كيف كان أجدادهم يعيشون منذ عشرات السنين.
أضف إلى ذلك إنه سيمثل نوعاً من التغذية البصرية التي سنواجه بها حالة قائمة في العالم كله، وتعتمد على الاستغراق في عالم السوشيال ميديا، إنه بمثابة استخدام الإرث القديم في مواجهة العالم المتسارع ، إنطلاقا من أن تراثنا جديد قديم وليس قديم قديم، بمعنى أنه من الممكن إعادة استغلال تراثنا، واستثماره ثقافيا وسياحيا، حين نخرجه من سندرة البيت إلى فترينة العرض.

ـ …………………………… ؟
ـ لا .. ليس الهدف من المعرض خلق حالة من النوستالجيا أو الحنين والبكاء على الماضي الجميل الذي نفتقده، لكن هو محاولة جادة لترسخ مفهوم الإنتماء لدى الأجيال الجديدة، نريد أن نقول لهم إن هناك أشياء ربما لم يعد لها وجود في حياتنا، لكنها ذات يوم كان لها بالغ الأثر على حياة أجدادنا، بل هي جزء من حياتهم اليومية، ولذلك هي تعبر عن ثقافتنا وممارستنا اليومية والحياتية، وجودها جزء منا، ولذلك أصبحت كل الدول تهتم بإقامة متاحف خاصة لهذه الأشياء القديمة، ولايشترط أن يمرعليها 100 سنة، فمن الممكن أن تكون 50 سنة فقط.
إقرأ أيضا : الفنان العراقي علي أمين الطائي يطلق مجموعته الجديدة من الإكسسوارات التراثية
ـ ………………………… ؟
ـ نحاول أن نلقي الضوء على أهمية التراث الشعبي، وأنه أصبح علماً أكاديمياً موجود في جامعات العالم والقاهرة التي تُعد واحدة من أقدم مدن العالم تمتلك تمتلك تراثا شعبياً عظيما، لابد أن نوثقه، إن الدول تتصارع الآن من أجل إدراج مفرداتها الشعبية والفلكلورية على قائمة اليونسكو للتراث، وهناك اتهامات متبادلة بيتن بعض الدول حول ملكية بعض هذه المفردات، وعلينا أن ننتبه قبل أن تتم سرقة تراثنا العظيم، ونحاول على صونه ومنعه من الإندثار.

ـ ………………………… ؟
ـ من أهم فقرات الاحتفالية كذلك القصص التي سيسردها الحكائيون عن القاهرة وسيرتها، و عرض “الأراجوز يحكي” وهو بمشاركة فرقة الأراجوز المصري بالمركز القومي لثقافة الطفل.، إنه شخصية تتسلل من عمق التاريخ لترسم البسمة على الوجوه، كما ستتحدث الكاتبة منى عبد الوهاب حول كتابها الأول بعنوان “حاجات قديمة للبيع، حكايات المهن المصرية المندثرة” الصادر عن عن مؤسسة مزيج الثقافية.، إضافة إلى لعبة “البوسطة” التي ستعيد الحضور إلى دفء خطابات البوسطة زمان.
ـ ………………………………….. ؟
ـفي النهاية أريد أن أقول للجمهور نحن في إنتظاركم؛ الدعوة عامة، والدخول مجاناً، بحضوركم معرض “أرشيف القاهرة” ستشاهدون مجموعة متنقّية بحب وشغف من المقتنيات التي تغطّي جوانب مختلفة من سيرة البشر و الحجر، أشياء تبدو بسيطة في قيمتها المادية، لكن فيها رائحة تاريخنا، سنتعرف من خلالها علي أسرار و مهن و حرف بعض أجدادنا، عن عاداتهم في الفرح والحزن، و عن طبيعة حياتهم اليومية، وعن رسائلهم و نقودهم. بإختصار سنلمس روح القاهرة وأهلها. في تجربة فريدة تهديها مبادرة “سيرة القاهرة” لكل المتيّمين بالقاهرة.
لقد جمعنا هذه المقتنيات لكم خصيصا. القليل من تجار الروبابيكيا و الكثير من بيوت أهل القاهرة. فكرتنا بداية تأسيس لمتحف شعبي، يعرض أشياءنا القديمة، ويكون ملاّكه و زوّاره من مُحبي حكايات الجدّات.

اكلمات المفتاحية
مبادرة سيرة القاهرة #احتفالية “أرشيف القاهرة #معرض أرشيف القاهرة # القاهرة #تراث القاهرة # توثيق #التراث الشعبي # متحف سيرة القاهرة #التراث #بيت السناري #مقتنيات قديمة