علم النفس يؤكد ذلك!؛ فالأذكياء ربما يقعون في فريسة لذكائهم؛ فيرتكبون أخطاء ويقعون في مشكلات؛ لذلك “مايقع إلا الشاطر”.
عند البحث في أسباب هذه المشكلات التي يقع فيها الأذكياء، نجد أن لهذه الأسباب صلة قوية بمستوى ذكائهم. وهو ما يؤكد صحة هذه المقولة “مايقع إلا الشاطر” في كثير من الأحيان؛ فالأذكياء يشعرون بالسيطرة والثقة الزائدة في النفس.
إقرأ أيضا للكاتب : دروس مهمة يجب أن نعلمها للأبناء
لماذا “مايقع إلا الشاطر” مقولة صحيحة ؟!
وذلك نظراً لأنهم يقيمون أنفسهم في ضوء البيئة التي يعيشون فيها، والأفراد الذين يتعاملون معهم.
وهذه المشاعر قد تقودهم في كثير من الأحيان إلى تجاهل أدلة مهمة، أو الإقتصاد في بذل الجهد لبحث مشكلة خطيرة.
أخطاء الأذكياء
أو التسرع في اتخاذ قرار معين، وقد يؤدي ذلك بالطبع إلى حدوث مشكلة كبيرة.
كما أن الأذكياء قد يستبعدون وقوعهم في الخطأ، وقد يثقون في إجراءاتهم بشكل مبالغ فيه.
وقد لا يقدرون إمكانيات الآخرين، وقدراتهم بالشكل الكافي وهو ما يجعل الإجراءات التي يقومون باتخاذها أحيانا تتسم بالضعف.
وذلك يؤثر بدوره على فعالية هذه الإجراءات، ومدى الاستفادة منها، وقد يؤدي إلى تفويت الفرص عليهم و خسارة أموالهم في بعض الأحيان.
وغير ذلك من المشكلات، التي تزداد حدة عندما يتعاون مجموعة من الأذكياء في أمر ما مشروع مثلاً، أو اتخاذ قرار.
“مايقع إلا الشاطر” لأسباب أخرى
وهنا يرتكب الأذكياء أخطاء أخرى، تتمثل في الثقة الزائدة في تفكير الجماعة اعتمادا على أنها موصوفة بأنها مجموعة من الأذكياء.
وذلك من دون اعتبار للعوامل النفسية التي تؤثر على طرح الأفكار مجموعات؛ فالبعض قد لا يبرز أفكاره المتطورة.
ويفضل البعض الاحتفاظ بها لنفسه لتحقيق مجد شخصي، والبعض يقود الجماعة لتحقيق مصالحه الشخصية وغيرها من العوامل النفسية التي يتجاهلها الأذكياء أحياناً.
ويثقون في رأي المجموعة الذكية أكثر من ثقتهم في حدسهم وإحساسهم الداخلي. كما أن الأذكياء قد يقعون فريسة للإنحياز التأكيدي.
والمقصود به البحث فقط عن الأفكار والآراء التي تؤيد رأيهم، ويتجاهلون ما عداها من معلومات.
وذلك بسبب ثقتهم الزائدة أيضا في أنفسهم، وشعورهم بالتميز، ورغبتهم في التأكيد على استمرارية هذا التميز.
إقرأ أيضا للكاتب : شجعوا أبناءكم على السرد
عدم الإعتراف بالأخطاء
والأذكياء في أحيان كثيرة لا يميلون إلى الاعتراف بأخطائهم، وبالتالي قل فرصهم في الاستفادة من هذه الأخطاء، واستخلاص الدروس منها.
وهو ما يجعلهم قد يقعون في نفس الخطأ مرة أخرى، أو فى أخطاء شبيهة.
كما أن عدم اعترافهم بأخطائهم يمثل عقبة شديدة أمام بناء خبرات جديدة، وتبني استراتيجيات جديدة، واستكشاف حلول إبداعية.
إقرأ أيضا للكاتب : كيف تتعامل مع المتطفلين؟
“مايقع إلا الشاطر” بين التهوين والتهويل!
وقد يقع الأذكياء في فخ التهوين أو التهويل، وهو ما يجعلهم لا يستعدون يالشكل المطلوب لحل المشكلة.
فقد يقلل الطالب من أهمية الإمتحان، وصعوبة المادة، ويخصص لها وقتاً قليلاً قبل الامتحان، لا يتناسب مع صعوبتها.
ويكون ذلك سببا في ضعف تحصيله، وحصوله على درجات ضعيفة في المادة، على الرغم من مستوى ذكائه المرتفع.
كما أن الأذكياء يعتمدون على تفوقهم في الجانب العقلي، ويغفلون الجوانب النفسية والإنفعالية.
بالرغم من أن هذه الجوانب أهمية كبرى في نجاح الفرد في حياته المهنية والأكاديمية والشخصية.
ومن هنا قد تتحقق بالفعل مقولة “مايقع إلا الشاطر”! .