صدر مؤخرا للزميل الكاتب الصحفي محمود مطر نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون والكاتب بموقع (أذواق ) كتابه الجديد ..(نجيب محفوظ .. حكايات الراوي الأعظم) وقد صدر الكتاب عن مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع، وفيه استطاع الكاتب أن يدخل إلى الجانب الإنساني والحياة الخاصة لصاحب نوبل ليقدم لقارئه تفاصيل كثيرة وأسرارا عديدة عن نجيب محفوظ الإنسان، قال الكاتب في مقدمة الكتاب أنه في بداية حياته الصحفية الاحترافية عام ٩٢ التقى بعميد الرواية العربية، وسأله عن رأيه فيما شاع وقتها من أن الرواية أصبحت الجنس الأدبي الأكثر شيوعا وانتشارا على حساب الشعر، خاصةً بعد فوز محفوظ بنوبل واجابه الأديب الكبيربتدفق وتفاعل مع سؤاله بشكل كبير ودعاه لحضور ندوته الأسبوعية بكازينو “قصر النيل، ولم يحضر أيا من ندواته ولم يقابله مرة أخرى .
وبعد رحيل محفوظ شعر بالندم الشديد، وفكر في تأليف كتاب يقرب للقارئ، وله شخصياً الجانب الإنساني لمحفوظ من خلال ابنته (أم كلثوم ) الشهيرة ب(هدى) ومن خلال أصدقائه وتلاميذه ومريديه ممن اقتربوا منه واستمعوا إليه وتعاملوا معه وجها لوجه، مثل محمد سلماوي ويوسف القعيد وإبراهيم عبد المجيد وفتحي العشري وفتحي هاشم ونعيم صبري وسعيد سالم ومحمد جبريل ومحمد حسن عبد الله وهدى العجيمي ومحمد الكفراوي وإبراهيم عبد العزيز والدكتور محمد حسن عبد الله وغيرهم ، وبين هؤلاء من تعود علاقته بنجيب محفوظ إلى حقبة الخمسينات مثل محمد جبريل ومحمد حسن عبد الله.
يحفل الكتاب بأسرار وتفاصيل كثيرة عن نجيب محفوظ مثل ما ذكرته ابنته هدى من أن نجيب محفوظ كان قريباً من أهله وإخوته على عكس ما يعتقد البعض، وقد كانت هدى وشقيقتها الراحلة فاطمة الشهيرة بفاتن ووالدتهما يرافقن الأب والزوج نجيب محفوظ في زياراته لأهله، وتذكر هدى مثلا أنه في إحدى المناسبات العائلية إشارت والدتها لها ولشقيقتها على إحدى الحاضرات وقالت لهما “أبوكم كان هايتجوزالست دي”، وشرحت لهما أن والدته كانت تريد تزويجه في شبابه من تلك التي أشارت إليها.. لكنه في تلك الفترة كان عازفا عن الزواج، وكانت العروس التي رشحتها والدته تنتمي لأسرة ثرية، في حين كان محفوظ يرى أنه لن يكون قادرا على تحقيق حياة مرفهة.
لها أما الكاتب محمد سلماوي فشرح في الكتاب القصة الكاملة لتعرفه إلى أديب نوبل، وكيف تطورت الصداقة بينهما إلى حد أن محفوظ رشح سلماوي لكي يلقي كلمته في حفل تسلم جائزة نوبل، وكذلك سماحه لسلماوي بزيارته في أي وقت في مرضه الأخير.

الكاتب الصحافي الشهير محمود مطر مؤلف الكتاب
.إلى هذا كشف يوسف القعيد عن الاسم الذي كان يطلقه محفوظ عليه، وعلى جمال الغيطاني حيث كان ينادي القعيد ب جو والغيطاني ب جيمي، كما كشف أن محفوظ كان يقول آراء سياسية ضد بعض السياسات في عصور عبد الناصر والسادات ومبارك من ، وقال محمد جبريل أن محفوظ في عيد ميلاده السادس والخمسين الموافق ١١ ديسمبر عام ١٩٦٧ كتب في أجندته الخاصة أمام جبريل “عيد ميلاد زي الزفت”، وذلك حزنا مما حدث في نكسة يونيو في ذلك العام.
وتناول محمد حسن عبدالله تفاصيل إنسانية من علاقة الصداقة التي جمعت بين محفوظ وتوفيق الحكيم. أما سعيد سالم فكشف عن عدد من الخطابات المتبادلة بينه وبين محفوظ، والتي تكشف أن صاحب نوبل كان عظيم المروءة؛ حيث حاول باستماتة أن ينشر الأهرام رواية مسلسلة لسالم بدلاً من احدى رواياته هو شخصيا.. وتفاصيل وأسرار أخرى كثيرة يحفل بها الكتاب الذي تضمن شهادات لثلاث وعشرين شخصية ممن اقتربوا من نجيب محفوظ وربطتهم به علاقة طيبة ومحبة إنسانية خالصة.