ترك رحيل الفنانة ناهد رشدي حزنا عميقا في نفوس المصريين، وتصدر اسمها محرك البحث جوجل، ومنذ الصباح الباكر يبحثون عن قصة حياتها وأدوارها الفنية، سيما دور”سنية” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي ” إذ يعدونه دورها الأيقوني الذي تسللت من خلاله إلى قلوبهم.
وكانت ابنتها قد أعلنت في الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت) عن رحيل الفنانة بعد صراع مع المرض، وذلك عن عمريناهز 68 عاماً، إذ كتبت عبر حسابها على موقع “فيسبوك” قائلة:”لله ما أخذ ولله ما أعطى انتقلت والدتي حبيبتي ناهد رشدي إلى رحمة الله”.
.jpg)
الفنانة ناهد رشدي في دور سنية ( الصورة من مسلسل لن أعيش في جلباب أبي)
وأعلن الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين، عن موعد ومكان جنازة الفنانة الراحلة، حيث قال أن صلاة الجنازة ستقام بعد صلاة عصر اليوم (السبت) من مسجد “الكواكبي” بالعجوزة.
تخرجت ناهد رشدي في تخرجت في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام1982، وأمتعت الجمهور العربي من خلال إرث فني كبير من حيث القيمة والعدد، سواء من خلال الدراما التليفزيونية أو المسرح أوالأفلام السينمائية، وخاصة في فترة التسعينيات.
تعلق الجمهور بدورها في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، ورأت الكثير من الأسر فيها نموذجا للفتاة المصرية الطيبة، الخجولة، خفيفة الظل، التي تحلم بفارس الأحلام، لتتزوجه، وتكون أسرة، وتوجه لها كل الحب و العطف والرعاية، لكنها حين تتزوج بحب عمرها جارها نبيل ابن الوزير تصطدم بمصاعب الحياة و مفاجآت القدر؛ إذ تفاجيء بأنه شخص طماع، تزوجها من أجل ثروة والدها، وإنه لايكن لها أي حب أوتقدير، بل تسخر أسرته منها ومن أسرتها بسبب الفوارق الاجتماعية،
قد يهمك أيضا : بعد إصابة محمد التاجي بأزمة صحية: إحذرالضغوط العصبية قد تتلف القلب؟ (azwaaq.com)
ويقول الناقد الفني محمد كمال ل”أذواق” كانت “سنية” في المسلسل الشهير أقصى ما تحلم به هو الزواج وإسعاد حبيبها وهو نموذج يتطلع إليه الرجل الشرقي، حيث يرى أن ذلك يضمن له الاستقرار والسعادة، وبناء أسرة مترابطة، لكنها وجدت زوجها لحظها التعس لا يقبل بذلك، ولايرضى به، مما أثارت تعاطف الجمهور معها، وحزنها عليها” ويضيف:” أدت ناهد رشدي دورها ببراعة، بالرغم من إنها لم تكن توافق على أدائه في البداية!”.
.jpg)
ترددت ناهد رشدي في قبول دور سنية بسبب صغر سنها عن دور الأم الذي تؤديه عبلة كامل (الصورة من المسلسل)
ويوضح:” كانت ناهد أكبر سنا من الفنانة عبلة كامل التي تؤدي دور أمها في المسلسل وزوجة عبد الغفور البرعي، فكانت مترددة في أداء الدور، وفق تصريحات تليفزيونية لها، لكن تبدلت الأمور بعد بدء التصوير؛ حيث تقمصت الشخصية، و اختارت تسريحة شعر توحي بصغر سنها، و إنها فتاة صغيرة من قلب مصر، ولم يلتفت المشاهدون إلى إنها أكبر من عبلة كامل، وربما تكون الأجواء الفنية الأسرية السليمة قد ساعدت بدورها على ذلك، إلى جانب موهبة ناهد رشدي، وأدائها التمثيلي الذي يتميز بالبساطة وعدم التكلف و التصنع”.
قد يهمك أيضا : رحيل الفنان أحمد فرحات يثير تفاعلا واسعا على السوشيال ميديا” (azwaaq.com)
وكل هذه العوامل هي سر حب الجمهور العربي بالفنانة ناهد رشدي، بحسب كمال الذي أضاف قائلا:”كما أن هناك سبب آخر مهم لتعلق المشاهدين من مختلف الفئات بها وهو حرصها الشديد على اختيار أدوارها بصرف النظر عن النجومية التي لم تكن تشغلها، فلم تقدم دورا يخدش الحياء، أو تخجل منه الأسرة، وهي نفسها كانت تقول في أحاديثها الصحفية والإعلامية إنها منذ البداية حرصت على انتقاء أدوارها بما يتناسب مع قناعاتها الأخلاقية، ولا يتسبب في إحراج أسرتها وأبنائها، وفي الواقع هي أيضا لم تتسبب في إحراج أي أسرة عربية “.
.jpg)
ناهد رشدي … أحبها المصريون وحزنوا لرحيلها (من مسلسل “لن اعيش في جلباب أبي”
ومن الأعمال التي لاينساها لها الجمهور والتي يتجاوزعددها ال 150عملاً دورها في مسلسل “هوانم جاردن سيتي”، والذي أدت فيه دور إحدى هوانم العائلة حيث الأصالة والتمسك بالعادات والتقاليد المصرية، وكانت من الفرع البسيط الذي يعيش في منطقة شبرا وليس في جاردن سيتي، كما أبكت الجمهور عندما قدمت شخصية والدة أم الشهيد أحمد المنسي في مسلسل”الاختيار”.
كما شاركت ناهد رشدي في مسلسل “أرابيسك”، ومسلسل”الزيني بركات”، و”ساكن قصادي” و”واحة الغروب” و”الطوفان” و”لمن يهمه الآخر” و”النساء قادمون” و”حلم العمر” ومن أعمالها المسرحية “أوديب وشفيقة” و”عريس بالكريمة” و”بيت المصراوي” و”الزوبعة” و”لأستاذ” و”الفلوس حبيبتي” و”مع خالص تحياتي” و”لحواجز”.