نعم .. أعجبني هذا المسلسل برغم الهجوم السوشيالي عليه، وبرغم التحرك البرلماني ضده، وبرغم “انتقادات بعض النقاد له ! مسلسل “وترحساس” ليس مجرد مسلسل عابر يروي حكاية درامية مشوقة، بل هوعمل فني عميق يعكس واقعنا الإنساني والاجتماعي بكل ما فيه من صراعات، وخيبات، وانتصارات، ينجح المسلسل في لمس القلوب عبر قصة تحمل في طياتها مزيجاً من الألم، الأمل، والتحدي.
وبينما يتتبع المشاهد رحلة البطلة “سلمى”، يجد نفسه في مواجهة مع تساؤلات حول معنى العدالة، وقيمة العلاقات، وكيفية مواجهة الحياة رغم قسوتها.
سلمى ( صبا مبارك)

البطلة سلمى ( وتقوم بدورها صبا مبارك) ، طبيبة جراحة ناجحة، تجد نفسها محاصرة بمؤامرات وأزمات تبدأ من أقرب الناس إليها… رحيل زوجها بسبب مؤامرة مدبرة من جانب أخته، وهي في الوقت تفسه إبنة خالتها كاميليا (إنجي المقدم) ، يترك فراغاً كبيراً في حياتها، لكنها تدفعها أيضاً لتصبح أكثر قوة وصلابة، حتى عندما تتزوج بشخص مدمن، تستمر في حياتها، و تهتم بإرث إبنتها، و تربيتها، بل تهتم بأختها الصغيرة ليلى.
تلك الشخصية ليست مجرد إنعكاس لإمرأة تعاني، بل رمز لكل من يحمل عبء الحياة ويحاول الصمود، رغم الضغوط، إنها قصة عن التوازن الدقيق بين إلتزام الإنسان بقيمه ومبادئه، وبين محاولاته للتغلب على العقبات التي تفرضها الظروف عليه.
إقرأ أيضاً: تحرك برلماني لوقف مسلسل وتر حساس : هل يتم وقفه ؟
حقيقة العدالة وزيف العلاقات

ما يميز المسلسل المصري “وتر حساس” أنه لا يقدم صورة مثالية عن العالم، بدلاً من ذلك يرينا كيف يمكن للعدالة أن تتأخر وكيف تتحول العلاقات التي بنيت على الحب والثقة إلى ساحة للخذلان والغدر؛ والعلاقة المتوترة بين “سلمى” وابنة خالتها “كاميليا” تمثل تجسيداً لهذه الحقيقة، كاميليا المحامية اللامعة، تحاول تدميرسلمى بكل الطرق الممكنة، مما يكشف أن الخيانة قد تأتي أحياناً من أقرب الناس إلينا، وهي حقيقة زمان وفي الوقت الراهن، فلماذا نستنكر أن نشاهد ذلك الأمر على شاشة التليفزيون؟!، ولماذا نريد أن نرى ملائكة في صورة ممثلين؟!.ألأم نتلقى من قبل طعنات من أقرب المقربين؟!.
في مواجهة هذه المؤامرات تتحول “سلمى” إلى نموذج للإنسان الذي يرفض الاستسلام. إنها تذكرنا بأن الحقيقة قد تكون مغيبة لفترة، لكنها لا تختفي إلى الأبد، وفي مشهد ذروة الأحداث يتم القبض على كاميليا ومعاقبتها قانونياً؛ وكذلك مازن وعبد الرحمن، مما يثبت أن العدالة قد تتأخر لكنها دائمًا تصل.
القوة في اتخاذ القرار

واحدة من اللحظات الحاسمة في المسلسل، هي عندما اختارت سلمى إنهاء علاقتها مع “رشيد” في الحلقة الأخيرة؛ لأنها ترفض أن تتخلى عن مصلحة إبنتها ومستقبلها والثروة التي وؤثتها عن الجد، هذا القرار ليس مجرد لحظة درامية، أو أنانية كما رآه البعض، لكنه الإحساس بالأمومة، و قوة علاقتها بأسرتها، بل هو درس عملي لكل من يشاهد: القوة الحقيقية ليست في النجاة فقط، بل في تحديد أهدافنا والدفاع عن تحقيقها حتى لو كان ذلك على حساب العاطفة.
المرأة كرمز للصمود
“وتر حساس” يقدم صورة ملهمة عن المرأة القوية، التي تتحمل المسؤولية تدافع عن حقها، وتحافظ على هويتها. سلمى ليست ضحية بل بطلة، بطلة تحارب من أجل ابنتها، ومن أجل مستقبلها. المسلسل يكسر الصورة النمطية عن المرأة ككائن ضعيف يحتاج إلى الحماية، ويضعها في قلب المعركة، قادرة على المواجهة والتحدي.
إقرأ أيضا : وتر حساس الحلقة 42 و 43: عبد الرحمن هل اعترف بالحقيقة الكاملة لسلمى ؟
الخلاصة

في النهاية “وتر حساس” ليس مجرد قصة مسلية، إنه عمل يدفع المشاهد للتفكير في حياته وعلاقاته، يذكّرنا أن الخيانة قد تأتي من الداخل، وأن العدالة قد تتأخر لكنها دائما ما تأتي، إذا ما سعينا إلى تحقيقها بقوة، يعلمنا أن الحياة ليست عادلة دائماً، لكن الصمود والمثابرة هما السلاح الأقوى في مواجهتها.
إقرأ أيضا : من وحي شخصية مازن في “وتر حساس”: كيف تعالج نفسك من التهور؟
إن “وتر حساس” دراما مصرية تحمل رسالة إنه كيف يمكن للإنسان أن يجد في قلب الأزمات سبباً للإستمرار، وأن نحول ألمنا إلى قوة، وأن نتمسك بما يجعلنا بشراً .. الأمل، الحب، والإصرار على تحقيق العدالة.
الكلمات المفتاحية
#مسلسل وتر حساس،#وتر حساس هجوم سوشيالي،#وتر حساس تحرك برلماني،#وتر حساس سلمى،#وتر حساس صبا مبارك،#وتر حساس كاميليا، # إنجي المقدم،#وتر حساس الحلقة الأخيرة# المسلسل المصري،# دراما مصرية، #شحاته زكريا