بقلم :دكتور مصطفى عبده
استشارى الطب النفسي وعلاج الإدمان
ـ أشياء كثيرة تستمد قيمتها الحقيقية وخصوصيتها في إدراكك بها، وربطها داخلك بالحب والوفاء والذكريات لكن هناك ناس يرونها أشياء عادية!، عندما يحبك شخص ما لاترجع الأمر إلى أن ذلك قد حدث لأنك إنسان عظيم أو فريد!، بل ينبغي أن ينصب تفكيرك على أنه أخذ من روحه وسمح لك أن تكون في عينيه وعينيك هذا الشخص العظيم الذي تعتقده! فكما قالت الجميلة رضوى عاشور لكل أولئك الذين أحبونا و لم نحبهم كما ينبغي، سلاما طيبا ووردة!
ولذلك على المرء أن يكون لسان حاله هو إن كل شخص أعطى لعمرى لحظة حقيقية من الحب أقول له شكرا، أو أشعرتجاهه بالامتنان، وإن رحل الوصل ستبقى أبد الذكرى.
ـ في أوقات كتير جداً يكون التعب النفسى/ المادى فرصة لتقوية العلاقة مع الذين نحبهم، نعم فوجودهم وتحملهم لك في وقت الأزمة ومايظهرونه من مشاعر قلق وخوف تجاهك من جهة، ومن جهة أخرى تمسكك بالاستمرارية والتمتع بالقوة والصبرمن أجلهم، إنما يؤدي إلى تعميق العلاقات ويحولها إلى مكانة أعلى كثيراً من مجرد النفع أوالمصالح المشتركة.
إن “العلاقات الآمنة غيرالقابلة للتقييم اليومى، و”الترك اليومى” و”التثبيت اليومى”أو”التخلي اليومي” هي حقاً ” الطمأنينة الأبدية بينكما “حسب وصف الشاعرأمل دنقل.
وهنا إسمحوا لي أن اقتبس كلمة قالها لى شخص جميل منذ سنتين عن زوجته الله يرحمها، قال لي :”يادكتور أنا أريد أن أعيش فقط لكي أستطيع عندما أذهب إليها فى الآخره أفرحها بالدعاء، إن ما أقوم به من أجلها يذكرني لكم كانت هي بجواري في كل الأزمات ولحظات التعب والمرض”.
ـ بكل الصدق والأسف أقول أن هذا العالم لايبحث أبداً عن راحة الإنسان، ولكن على الإنسان اقتناص مساحات لحظية ومكانية قصيرة حتى لو مجرد تخيلية للراحة والونس، إن البحث عن راحة الإنسان فريضة يرفضها العالم ويوهمك بعدم استحقاقيتك للرحمة، لكن نصيحتي لك كطبيب تمسك بها أنت لنفسك ومن أجل سلامة نفسك.
ـ في أوقات كتيرة ينبغي أن نتصرف بالمنطق أكترمن التجاوب مع المشاعر، فمن الممكن أن نقبل المشاعر بشرط ألا نتعامل معها على إنها حقائق مطلقة، أنصحك أن تنفذ شيئا اسمه opposite action بمعنى أن تقول إن مشاعري تقربإني غيرمؤهل لأمرما، لكن عقلي يقول بالأدلة إنني قادر بدليل شهاداتي وتجاربى من مواقف مشابهة سابقة؛ وفى اللحظة التي تتحرك فيها من نقطة “أنا خائف” إلى “أنا خائف لكن لن يمنعني الخوف من الحركة والتقدم” هي اللحظة التي سوف تتعلم فيها كيف تفرق بين مزاجك وسلوكك وتعرف كيف تتفاعل بشكل سليم وغيرمُعطل لك.