بقلم الدكتورأيمن زهيري
عاده ما يشتكي الأطفال من تسارع ضربات القلب مما يسبب انزعاجا للأمهات، فمتى يجب ألا نهمل هذه الشكوى؟ وما الفرق بين الخفقان والرجفة؟ وهل إنخفاض معدل ضربات القلب أهم من زيادتها؟هذا ما سوف نوضحه مبسطاً في هذا المقال.
ضربات القلب
إن بالقلب لمضغة، وإن شئت فلتقل بؤرةعصبية أذينيه تصدر إشارات كهربية بانتظام، وبلا توقف مدى الحياة، وهي ذاتية العمل كل الوقت، لا تتأثر إلا في بعض الأحيان بعوامل هرمونية أوكيمائيه أخرى.
تسري هذه الإشارات الكهربية في مسار طبيعي معتاد عبر ألياف عصبية، تنتهي بعقدة عصبية وسطية لإعادة توزيعها في الجزء السفلي من عضلة القلب بعد جزء من الثانية.
وبمجرد وصول هذه الإشارات تبدأ عضلة القلب في الإنقباض الذي يدفع الدم في اتجاه واحد عبرالصمامات التي تفتح وتغلق الإنقباض والإنبساط .
وما ضربات القلب إلا صوت إغلاق هذه الصمامات، وهما عبارة عن ضربتين مكررتين أحدهما صوت إغلاق الصمامات الأذينية البطينية، والأخرى صوت إغلاق الصمامات الهلالية الشريانية، وبينهما فاصل زمني ثابت لا يتغير ولا ثالث لهما إلا في حالات فشل عضلة القلب.
ففي هذه الحالة يبدو صوت القلب مشابها لصوت مشي الحصان بهذه الضربة الثالثة، ولا يصاحبهما لغط أو أي صوت آخرإلا في حالات ضيق أواتساع الصمامات أوالثقوب بجدارالقلب أوضيق أوإنسداد الشرايين، وفي حالات نادرة يكون هذا اللغط وظيفياً، كحالات فقرالدم الشديد، ويمكن لأي طبيب متمرس التفرقة بينهما.
قد يهمك أيضا : كيف تفرقين بين القلق العادي والمرضي لدى طفلك ؟ (azwaaq.com)
إذن طالما كانت البؤرة العصبية أذينية واحدة ومسارالإشارات طبيعياً، والعقده تقوم بوظيفتها دونما إبطاء فأي زيادة كما في أثناء الخوف وممارسة الرياضة أوكتأثير لبعض الأدوية أوإنخفاض معدلها كما في أثناء النوم والراحة سيكون في الحدود الطبيعية ولا يستدعى قلقا.
متى تكون الحالة خطرة ؟
ولكن مكمن الخطورة هنا هو زيادتها أوإنخفاضها عن الحدود الطبيعية لأقل من خمسين أو أكثر من مائة وثمانين في الدقيق ة الواحدة؛ حيث أن المعدل الطبيعي كما نعلم من سبعين إلي مائة في الأطفال في كل دقيقة.
أو قد تكمن الخطورة أيضاً في عدم انتظامها واختفاء أي منهما، أو تباعدهما أو تقاربهما أوعشوائيتهما كنتيجة لوجود مسارات غيرطبيعية ترتد بها الإشارات إلي الأذين مرة أخرى دون وصولها إلي البطين، وتظل في هذه الحلقة المفرغة دونما تأثير يذكرعلى تدفق الدم أوكنتيجة لوجود بؤرعصبية متعددة تصدرإشارات عشوائية.
أونتيجة لتباطؤ توصيلها من خلال العقدة الوسطى لخلل في عضلة القلب، وكل هذه الحالات تؤدي إلى الرجفةةة سواء كان مصدرها الأذين أوالبطين، والتي قد تكون مميتة في أحيان كثيرة إذا ما تم إسعافها سريعا بالأدوية، أوبجهاز الصدمات الكهربية الخارجية.
خفقان القلب والتاريخ المرضي للطفل
إذن لابد من أخذ التاريخ المرضى جيدا خاصة فيما يتعلق بتعاطي الأدوية، ونقص النموالرحمي، وأمراض الأم المناعية، كالذئبه الحمراء والأمراض الوراثية والعيوب الخلقيةة، كالصمم الملازم لبعض الحالات وأي أعراض أخري، كالالتهابات الفيروسية التي قد تصيب عضلة القلب.
وكذلك زيادة إفرازالغدة الدرقية.
فحوصات ضرورية لطفلك
لابد من عمل رسم القلب؛ كإجراء أولى؛ فهو الذي يفرق لنا بين كل هذه الحالات، وتحليل نسب البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم بالدم ، والتي لها تأثير كبيرعلى إنقباض العضلات، وكذلك قياس نسبة اليوريا، فضلا عن الأشعة بالموجات فوق الصوتية (الايكو)؛ لاستبعاد أي خلل وراثي، أومكتسب أووظيفي بالقلب.
قد يهمك أيضا : ألم الصدر عند الطفل .. الأعراض والعلاج (azwaaq.com)
تحت الملاحظة
ومن الأفضل وضع المريض تحت الملاحظة الدقيقة بواسطة أجهزة المراقبة للعلامات الحيوية، ورسم القلب المستمرفي مركز متخصص لمدة أربع وعشرين ساعة على الأقل خاصة إذا ما صاحب ذلك أية أعراض أخرى كألم الصدر، أوصعوبة التنفس أوالدوخه أوالعرق الغزير، أو كان هناك تاريخا مرضيا لتكررالحالة أو السقوط والإغماء أوالتشنجات خاصة أثناء أوبعد ممارسة الرياضة أوالإنفعالات العصبية الشديدة.
الدكتور أيمن زهيري كاتب المقال (أذواق)