السعى وراء الكمال هو العدو الأول للإنجاز، فعلى عكس المتوقع فإن المبالغة في المثالية و”الكمالية” أوالرغبة الدائمة في الوصول إلى المثالية المطلقة، وعدم قبول أي درجة من درجات الخطأ تُعد العدو الأول للنجاح!.
الكمال النسبي
وبالتأكيد عليك أن تدرك أن ماتحاول الوصول إليه في النهاية هو الكمال النسبي؛ فلايمكن لبشر الوصول إلى الكمال المطلق؛ إنه لله سبحانه وتعالى وحده.
التظاهر بالكمال و المثالية المطلقة
ولمحاولة التظاهر بالكمال العديد من الآثار السلبية ومنها: وأد الإبداع وإعاقته وإصابة الفرد بالجمود في التفكير.
والسبب في الربط بين التشبث بالكمال و الفشل في الغالب هو ذلك هو الخوف من الوقوع في الخطأ أولتجنب عدم الكمال.
ومن الآثار السلبية كذلك للتظاهر بالكمال، و التي أتناولها في أذواق أيضاً هو ضعف الإنتاجية؛ بسبب الاستغراق الزائد في الإهتمام بالتفاصيل وتدقيقها.
والوقوع فريسة للضغط النفسي والقلق والتوتر؛ بسبب السعي الدائم للوصول للكمال، وما يستلزمه ذلك من جهد مضني.
و الخوف من المغامرة أوالمخاطرة، أوخوض تجارب جديدة حتى لا يتعرض الفرد للفشل.
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تشجعين طفلك على القراءة ؟
العلاقات الإنسانية
كما أن المثالية المطلقة فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية تجعل الفرد يميل إلى فرض معاييرغير واقعية وغير منطقية على سلوك وتصرفات الآخرين.
وبالتالي تتأزم علاقاته الإجتماعية بشكل كبير، وأكاديميا فإن الطالب يعاني بسبب هذه المثالية معاناة شديدة.
وتقوده هذه المعاناة إلى التوتر والقلق وتعوق أداءه الأكاديمي وتضعف قدرته على التحصيل.
مواجهة مشكلة الكمال
وعلى الرغم من سلبيات وهم الكمال إلا أن الفرد يمكنه تطويعها لخدمة أهدافه، ويمكن تحقيق ذلك من خلال :
1ـ التركيز على الإستمرار في النمو والتقدم بدلاً من التركيزعلى نتيجة مثالية .
2ـ الكمالية تدفع الفرد إلى الإهتمام بالخطوات، والإهتمام بالدقة، ويمكن الاستفادة من هذا الجانب في بناء خطط محكمة واتخاذ قرارات صائبة.
3ـ الكمالية أيضا تدفع الفرد إلى توجيه النقد لذاته باستمرار، ويمكن استغلال ذلك كنوع من أنواع التقييم الذاتي وعلاج نقاط الضعف.
4ـ الحساسية المفرطة المصاحبة للكمالية يمكن استغلالها كوسيلة مهمة؛ لاكتشاف المشكلات تمهيداً لحلها.
إقرأ أيضاً للكاتب :حكاية كل ناجح !
أداة توجيه ذكية
ويمكنك أيضا أن تساعد نفسك باستراتيجيات عملية؛ للتغلب على سلبيات الكمالية وتحويلها من أداة لإثارة الضغوط إلى أداة توجيه ذكية ومن ذلك :
1ـ درب نفسك على تقبل الخطأ، وتقبل عدم المثالية المطلقة (الكمال لله وحده) من خلال الإغراق.
أي الإنخراط في مهام متعددة غير مكتملة أو تصل درجة دقتها وكمالها ل 80 % فقط.
2ـ ضع خطة للاستفادة من الأخطاء ومعوقات عدم الوصول للمثالية المطلقة، إربط الأخطاء بعمل آخر مفيد.
3ـ استخدم التحفيز الذاتي والحديث الذاتي الإيجابي، وتجنب نقد الذات، وتوقف عن استخدام لغة التعميم المطلق.
في المقابل أكثر من استخدام الاستثناءات والاستدراكات في حديثك.
4ـ إفصل بين الخطأ في المهمة، أوالأداء وبين ذاتك؛ فالفشل في مهمة لا يعني أنك فاشل .
5ـ ذكر نفسك بالأثر المرجأ والأثر الاجتماعي، أي أثر هذا الأمر بعد فترة، وهل ستستمر أهميته لدى الناس لفترة طويلة..
6ـ اعتمد المرونة كوسيلة لمواجهة المواقف، وتخلص من وهم السيطرة .