بقلم دكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس
قد يمر الرجل بأزمة عاطفية يشعر خلالها بالفقد و الخذلان من جانب محبوته، تماماً مثلما قد تواجه المرأة هذه المشاعر، لكن ربما ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة عند الرجل هو تلك الصور النمطية المرتبطة بالذكورة في مختلف المجتمعات خاصة المجتمع الشرقي؛ حيث يجد الرجل نفسه مطالبا دوما بالتمتع بالقوة والمرونة العاطفية وتخطي كل الأزمات سيما العاطفية بثبات.
شكلت هذه التوقعات والأقوال المطروحة أمرا أساسيا بالنسبة للرجال لفترة طويلة للغاية؛ فقد تم تعزيز ثقافة تميل إلى تثبيط الرجال عن التعبير عن ضعفهم وعواطفهم؛ إنطلاقا من أن “الرجال الحقيقيين” يجب أن يكونوا أقوياء وعنيدين.
لكن على الجانب الآخر فإن كل هذه الأفكار التي وجد الرجل نفسه محاصرا ومقيدا بها أثرت بشكل مباشر على صحته النفسية، وهنا يصبح كسر حاجز الصمت أمر ضروري، إذ أن لها عواقب وخيمة وتساهم في معدلات مثيرة للقلق من مشاكل الصحة العقلية غير المعالجة بين الرجال.
وفي ظل ذلك كله حان الوقت للاعتراف بالحاجة إلى تفكيك الحواجز وتعزيز بيئة يشعر فيها الرجال بالتمكين والتشجيع على أن يكونوا منفتحين بشأن صحتهم العقلية، ما يمهد الطريق لحياة أكثر سعادة وصحة للرجل.
ويمر الرجل في حياته بالعديد من العلاقات بالمرأة، منها ما يكون علاقات صادقة أوعلاقات زائفة، ومنها ما قد يمثل علاقات زمالة أو علاقات صداقة أوعلاقات عاطفية”.
وعلى الرغم من أن بعض العلاقات قد ييدأها الرجل لأغراض غير جادة مثل التسلية مع امرأة ما إلا أن بعض هذه العلاقات سرعان ما تتحول إلى علاقات عاطفية عميقة، وتمر بعدة مراحل مثل التعرف على الشريك، التواصل معه سواء بشكل مباشر أوعبر الهاتف، أو وسائل التواصل الاحتماعي لفترات زمنية تمتد عبر الوقت، ومن ثم الألفة بالشريك والتعود عليه، ومن ثم التعلق الشديد به، وإدمان تواجده باستمرار وعدم القدرة على الإبتعاد عنه ولو للحظات”.
أسباب تؤدي إلى فشل العلاقة العاطفية
وقد تحدث هذه العلاقات في أى مرحلة من حياة الرجل، ولعل أكثرها قوة هي الحب الأول، غير أنه قد تحدث بعض الظروف التي قد تسبب فشل تلك العلاقة، وهو ما يرجع إلي عوامل متعددة منها : ـ ـ رفض الأسرة – سواء الفتاة أوالشاب- استمرار تلك العلاقة.
ـ عدم التكافؤ المادي أو الثقافي أو الاجتماعي بين الحبيبين .
ـ وجود معوقات اقتصادية تمنع الرجل عن تكليل تلك العلاقة بالزواج، أوعدم شعور المرأة بالحب تجاه الرجل مما قد يؤدى إلى انتهاء تلك العلاقة، والتى قد يكون مرت عليها سنوات، الأمر الذي يترتب عليه العديد من التأثيرات السلبية على الرجل الذي تزداد حدتها كلما كانت سنوات معرفته وعلاقته بمحبوته اطول؛ وكلما كان أكثر تعلقا بها.
قد يهمك أيضا : هل تحاول أن تصبح “الرجل الغامض” ؟ (azwaaq.com)
تأثيرات سلبية للأزمة العاطفية على الرجل:
ويمر الرجل بوجع شديدة قد تصل إلى حد الأزمة النفسية عند فشل علاقته العاطفية، وتتعدد التاثيرات السلبية الناجمة عن ذلك ومنها فقدان اللرجل الثقة في نفسه وفي الأخرين وفي الجنس الناعم بشكل عام، فضلا عن فقدان الشاب قدرته على التركيز في عمله أو حتى فى دراسته وإهماله لهما، أو لجوء الشاب إلى أساليب غير فعالة لمواجهة الآثار السلبية لفشل علاقته العاطفية مثل الإدمان أو التطرف أو العدوان.
وقد تؤدى التأثيرات والضغوط النفسية الشديدة الناتجة عن فشل العلاقات العاطفية إلى إصابة الشاب ببعض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والجسمية مثل الضغط والسكر ، مع ذلك فقد يحدث العكس وقد يؤدى فشل العلاقة العاطفية إلى جعل شخصية الشاب أكثر نموا وصلابة وتحديا مقارنة بشخصيته قبل فشل العلاقة.
قد يهمك أيضا : هذه العيوب لاتتحملها المرأة في الرجل .. تجنبها (azwaaq.com)
نصائح لتجاوز الرجل أزمته العاطفية
ويمكن للرجل التغلب على الآثار السلبية لفشل علاقته العاطفية وتجاوزها من خلال اللجوء إلى عدة أساليب تشمل :
. التدين واللجوء إلى الله للإحساس بالرضا و بث التفاؤل والنظر الإيجابي لهذا الفشل باعتباره يحمل الخير له، و”عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”.
. الإفصاح عما يعانيه من الآلام للمقربين له.
.اللجوء إلي استشارة ذوى الخبرة في كيفية تجاوز تلك الأزمة.
ـ الإنخراط في نشاطات اجتماعية وثقافية عديدة لشغل تفكيره ومشاعره ووقته.
ـ تجنب الأمنكة والأشياء التي يمكن أن تذكره بمحبوته تماما.
قد يهمك أيضا : أحدث ربطات العنق للرجال شتاء 2023 (azwaaq.com)
.عدم التفكير في الانتقام من المرأة بل شغل نفسه بالعمل الجاد والنجاح وإثبات ذاته.
ـ ممارسة هواية محببة لك بشكل منتظم.
.التركيز على تعديل ما يعاني منه من سلبيات قد تكون قد أدت إلى فشل علاقته العاطفية.
ـ عدم الوقوع في خطأ نسي الحبيبة بأخرى جديدة؛ لأنها ستكون علاقة محكوم عليها بالفشل من قبل أن تبدأ الأمرالذي يعمق آلامه وأوجاعه بدلا من تخفيفها.
.الأمل في المستقبل بأنه يحمل الخير له.
. عدم الاندماج في التفكير السلبي في هذه العلاقة الفاشلة، وتقمص دور الضحية المظلوم
وفي كل الأحوال لا يوجد أي دليل علمى على أيهما أكثر تأثراً بفشل العلاقة العاطفية سواء الذكر أم الأنثي بل يتوقف ذلك بعيدا عن النوع على عوامل أخرى مثل عمق حب أحد الأطراف للأخر، وقوة أو هشاشة شخصية الإنسان، أسلوب تربيته و تعوده منذ الصغر على مواجهة مشكلاته .