الأبناء لاخبرة لديهم في الحياة؛ وبالتالي فوقوع الخطأ منهم ليس فقط أمراً وارداً، وإنما هو أيضا ضروري لاكتساب الخبرة والتعلم وبناء الشخصية، وفي كثير من الأحيان يكون الوقوع في الخطأ بداية الإبداع، وهكذا يجب أن تكون نظرة الأسرة لأخطاء الأبناء.
وعليه فإن طريقة تعامل الأسرة مع أخطاء الأبناء تحدد إلى حد كبير معالم شخصيتهم، بل وشكل الخبرة التي يكتسبونها ونمط الحياة وطريقة التعامل مع المشكلات، وغيرذلك الكثير من جوانب الشخصية وطرق التواصل
لذلك كان من الضروري أن نكون على إلمام كاف بطرق التعامل مع أخطاء الأبناء حتى يكون العلاج بناء ويساعدهم على النمو الإيجابي واكتساب الخبرات الإيجابية.
وأولى خطوات العلاج أن نتعرف على سبب أوأسباب الخطأ؛ فالكشف عن أسباب الخطأ مهم لتحديد العلاج الأنسب والذي قد يكون بحذف سلوك أواستبدال طريقة تعامل بطريقة أخرى أوإدخال سلوك جديد في العلاقة بين الإبن والأسرة.
فقد يكون الخطأ بسبب شعور الإبن بالإهمال أوبسبب التدليل الزائد أو بسبب نقص المعلومات أو بسبب الغيرة أو غير ذلك من الأسباب، والتي يكون علاجها سهلاً بعد اكتشافها، وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة إلا أنها ليست سهلة؛ فهي تحتاج إلى مهارة كبيرة وخبرة من قبل الوالدين وإلمام كاف بأساليب التربية الإيجابية وأنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة وطرق تعديلها.
ومن خطوات العلاج أيضاً أن يكون الوالدان قدوة للأبناء في السلوك الإيجابي، والتصرف بطريقة صحيحة والقدوة من أهم العوامل الحاسمة في القضاء على السلوك الجانح أوغير المرغوب فيه.
قد يهمك أيضا : أبناؤنا… كيف نجعلهم يتسمون باللطف ؟ (azwaaq.com)
ولابد أيضا من إقناع الأبناء بالضرر الذي يلحق بهم، أو بالآخرين جراء السلوك السلبي الذي يقومون به؛ فالإقناع بلطف وهدوء ومن خلال الحوار هو أحد أهم العوامل التي تسهم بشكل كبير في عدم تكرار السلوك .
والأبناء وخاصة في مراحل عمرهم الأولى يجيدون العناد، وخاصة في حالة ما إذا كانوا غيرمتقبلين للأمر وغير مدركين لجدواه، ويجب على الوالدين أن يكونا قريبين من الأبناء؛ فالحوارات والأحاديث التي تجمع الأسرة في لقاءات ودية لطيفة متكررة يعرفون فيها أخبار بعضهم البعض، ويتناقشون بدون تحفظ في كل أمور حياتهم ومستقبل الأسرة وخططها وأهدافها ورغبات كل فرد فيها وأهدافه؛ وذلك من شأنه أن تجمع قلوب الأسرة وتؤلف بينها وتزيد من احتمالية تكرارالسلوك الإيجابي؛ لمسايرة الأسرة والحصول على دعمها ورضاها.
ويجب أن يبتعد الوالدان عن القسوة والعنف أثناء توجيه الإبن وإرشاده، والحذر كل الحذر من تذكيره بشكل متكرر بأخطائه، بل لابد من نسيانها تماما والتركيزعلى ما هو إيجابي في سلوك الإبن، وتعزيزه والحرص دائما على تقديم الاهتمام والحب غيرالمشروط.
قد يهمك ايضا : نعم … إنسحب ! (azwaaq.com)
عزيزي الأب إظهر دائما احترامك لأبنائك وتفهمك لخبرتهم المحدودة، وقبولك لوقوع الأخطاء منهم بشرط أن تكون درساً نتعلم منه وبشرط عدم تكرارها مستقبلاً، واحرص على أن تطلب منهم في كل مرة يقعون فيها في الخطأ أن يكتبوا أهم الدروس التي تعلموها.
وإجعل دائما تركيزك على السلوك الخاطئ، وليس على الأبناء حينما يقعون في خطأ، فاجعل حديثك منصبا حول السلوك ذاته وأنه غيرمقبول وأنه يتسبب في أضرار للفرد والمجتمع، ولا توجه لومك للابن مباشرة، وعلى الآباء أيضا أن يستروا سقطات أبنائهم؛ فالنصيحة تكون على انفراد والعتاب يكون للابن بمعزل عن زملائه وإخوته حتى لايترك أثرا سيئا في نفسه وفي نفس إخوته، وفي طريقتهم في التعامل معه بعد ذلك.
قد لا يجدي النصح والإرشاد؛ فيضطرالأباء لاتخاذ إجراءات عقابية، وهنا لابد وأن تكون هذه الإجراءات متدرجة في شدتها، وتكون بمنع الابن مثلا من ممارسة نشاط محبب أو حرمانه من اللعب لفترة قصيرة، وتطول كلما تكرر الأمر.
وتجدر الإشارة إلى أن العقاب لابد وأن يعقب الخطأ مباشرة، ولا يجوز تأخيره حتى يتم الربط بشكل قوي بين السلوك السيئ والعقاب، وحينما يبارد بالإقلاع عن السلوك السيئ يجب تعزيزه مباشرة وتقديم الدعم والتحفيز المناسب.
قد يهمك أيضا : أصعب مراحل النجاح (azwaaq.com)
ويجب أن يكون أسلوب التعامل مع أخطاء الأبناء واحدا من قبل الأم والأب، وأحذر من تستر الأم على أخطاء الأبناء وهذا الاتساق ضروري لكي يستقر في ذهن الابن أن هذا خطأ وغير مقبول، وحتى لا يحدث تشويش أوتشويه لبنيته المعرفية؛ فينشأ على معرفة الخطأ والصواب معرفة يقينية لا لبس فيها وتحقيقا لذلك يجب التخلي تماما عن فكرة “أن أحد الأبوين يشد والآخر يرخي”حيث تتسبب هذه الطريقة في التعامل في عدم استقرار البنية المعرفية للابن؛ فيصبح غير متيقن من أن هذا السلوك غير مقبول أوأنه سلوك سيئ.
ويجب أن تتيح الأسرة لأبنائها فرصا لممارسة هواياتهم وأنشطتهم المفضلة وقدرا من الحرية في التجريب، وحل المشكلات بشرط ألا يكون في ذلك ضررمادي أو معنوي يقع عليهم.