تحتل عملية الإقناع أهمية خاصة في الحياة المعاصرة؛ إذ أن اقناع الأخرين هو الهدف من أى عملية تواصل بين الأفراد في المجتمع؛ فالمرشح الإنتخابي يسعى إلى إقناع أهالي دائرته بأحقيته في الفوز في الانتخابات، والزوج يسعى إلى إقناع زوجته وأبنائه ببعض الأمورفي الحياة اليومية مثل الملبس أو المأكل، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة.
كما أن اقناع العملاء هو الهدف الذى تسعى إليه كافة المؤسسات التجارية والحملات الاعلامية، والإقناع هو الهدف الذي يسعى المعلم إلى تحقيقه مع طلابه، والإعلامى مع جمهوره، ويعنى الإقناع قدرة الشخص على جعل الأخرين يتقبلون أفكاره وآرائه ووجهات نظره بدون شك.
ويتميزالإقناع بتقبل الآخرين بشكل داخلى لما يقوله المرسل، وهو بذلك يختلف عن الإذعان، والذي يعني قبول الآخرين لآراء أو أفكار المرسل نتيجة للضغوط التى يمارسها عليهم في ضوء ما يمتلكه من سلطة، ومع ذلك فقد لا يكونون لديهم تقبل داخلى لآرائه، وبالتالي تكون استجابتهم له تمثل انصياعا وليست اقتناعاً.
قد يهمك أيضا : لكل أولئك الذين أحبونا … (azwaaq.com)
ولكي يمتلك الشخص القدرة على الإقناع لا بد أن تتوافرفيه بعض الخصائص، و تشمل:
ـ الجاذبية ؛ وهى لاتعنى فقط جاذبية الوجه، بل قد تكون نابعة من مصادر أخرى، مثل عطف الفرد عىلى الآخرين، ولين خلقه وسلوكه، ومن المهم كذلك حسن وطيب ونظافة المظهر(ولا يعنى ذلك ارتداء ملابس باهظة بل مهندمة).
ـ التمتع بالأخلاق الطيبة وخاصة الصدق والأمانة؛ مما يجعل الآخرين يثقون في آرائه وحججه.
ـ اتساق مواقف المرسل نحو نفس الموضوعات وعدم تغيرها، وفقا لأهوائه إلا لو ظهرت أدلة جديدة.
ـ بشاشة الوجه عند النقاش مع الآخرين والتحاور معهم.
ـ استخدام مستوى من اللغة والحديث يتلاءم مع المستوى العمرى والعقلي للآخرين.
ـ اختيار التوقيت المناسب للحديث مع الآخرين؛ فلا يصح أن تطلب الزوجة من زوجها طلبا عقب رجوعه من العمل مباشرة وهو مرهق، أو تتناقش مع طفلها عقب عودته من المدرسةمتعبا مثقلاً بالواجبات المدرسية، ونفس الأمر بالنسبة للرجل مع زوجته أو أطفاله.
ـ عند استخدام الفكاهة ينبغي أن يتم ذلك بشكل معتدل ومناسب ووظيفي، أثناء التحدث مع الآخرين، بعيداً عن الفكاهة التهكمية أو العدوانية.
ـ الطلاقة اللغوية عند الحديث مع الآخرين بدون تلعثم، وكذلك بدون معلومات خاطئة أو وقائع غيرصحيحة.
ـ استخدام لغة الوجدان عند الحديث، وعدم الاكتفاء بإستخدام الأدلة العقلية والمنطقية فحسب.
.احترام وجهة نظر الشخص الأخر عند التعامل معه بلا تهكم أو سخرية.
ـ البحث عن نقاط الاتفاق أثناء الحديث مع الآخرين والإنطلاق منها الى حل الاختلافات.
ـ التمكن من الموضوع الذي تتحدث فيه والإلمام بكافة جوانبه.
ـ تمتع الفرد بمستوى ذكاء ومستوى تعليمي مرتفع يجعل الأخرين يقدرونه.
. المكانة الاجتماعية للفرد؛ كلما كانت أكثر تميزا زادت قدرته على اقناع الآخرين.
.عرض الشخص لمزايا وعيوب أى مقترح له بشكل موضوعي، وعدم إخفاء نقاط الضعف تلك.
ـ عدم نقل إنطباع للآخرين انه يسعى إلى اقناعهم بموضوع ما، إذ أن ذلك يجعلهم أكثرمقاومة له.
ـ الذكاء الاجتماعي في التعامل مع أنماط الشخصية المختلفة؛ فالتعامل مع الشخص العنيد يختلف عن التعامل مع الشخص اللين أوالخجول.