تفتح القراءة آفاقا واسعة أمام صغيرك، تنمي الحكايات والقصص خياله، وتحسن لغته، وتنمي المعلومات والمعارف ثقافته، وتمثل الخطوة الأولى نحو مستقبل مشرق، لكن كيف تنجحين في الخروج به من عالم الألعاب الإلكترونية والإنترنت وتساعدينه على حب القراءة ؟.
“أذواق” التقت الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، ووجهت إليه هذا السؤال، وقال:” ربما يتم تداول هذا السؤال كثيرا داخل الأسر، وخاصة تلك التي تدرك أهمية القراءة في تكوين العقل وبناء شخصية أبنائهم، وكذلك الأمر مهم بالنسبة هؤلاء الآباء الذين كانوا يعشقون القراءة في عمر أطفالهم”.
ويتابع:” قد ينجحون في التوصل إلى بعض الأسباب، ولكن لأن القراءة نشاط تتداخل فيه العوامل النفسية مع العوامل العقلية والمعرفية بشكل كبير؛ فإن جانبا كبيرا من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الرغبة في القراءة لدى الصغار قد لا يدركها الوالدان”.
أسباب امتناع طفلك عن القراءة
وفي هذا السياق يلقي الدكتورعاصم حجازي الضوء على بعض الأسباب الرئيسية والمهمة التي قد تجعل طفلك ينفر من القراءة، أوعلى الأقل لا يستمتع بها، ولا تكون من ضمن أولوياته، وعلى رأس اهتماماته، ومن هذه الأسباب :
ـ تكون عادات جديدة لدى الطفل تستهلك وقته ومجهوده الذهني مثل إدمان الإنترنت، سواء أكان ذلك مقصورا على الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أم ممارسة الألعاب الاليكترونية التي أصبحت منتشرة بشكل كبير ومتطورة بشكل أكبر في هذه الأيام، ومع الوقت ومع وصول الطفل إلى مرحلة “إدمان الانترنت” يصبح الحصول على المتعة والشعور باللذة والإنجاز مقصورا على الأنشطة الرقمية دون غيرها؛ نتيجة لعوامل بيولوجية تتعلق بالمخ.
ـ غياب القدوة وتهميش عادة القراءة من قبل الأسرة وفقدان الشغف والاهتمام لدى الوالدين بالقراءة وعدم تقديرهذا النشاط المعرفي بشكل مناسب؛ فذلك من شأنه أن يجعل الطفل وخاصة في سنوات عمره الأولى يهمل القراءة، ويتجه إلى الأنشطة التي تستحوذ على قدر أكبر من اهتمام الوالدين.
– إجبار الطفل على موضوعات معينة من دون مراعاة لاهتماماته وميوله وعدم إتاحة الفرصة الكاملة له لاختيار المادة المقروءة، التي تتوافق مع ميوله واهتماماته، وكذلك إجباره على القراءة بلغة معينة تختلف عن اللغة التي يستمتع بالقراءة بها.
. – عدم اختيار الوقت الصحيح والطريقة الصحيحة لتشجيع الأبناء على القراءة؛ فاختيار الوقت المناسب لحث الطفل على البدء في القراءة، يخضع لعدة معاييرمنها ، أن يكون الذهن في حالة من النشاط واليقظة وألا يكون الطفل مشغولاً في هذا الوقت باللعب، أو يشعر بالنعاس أو يتابع فيلما كرتونيا مفضلا على التليفزيون.
كما تلعب الطريقة التي يطلب بها الوالدان من الطفل أن يقرأ دورا في هذا المجال؛ فيجب أن تكون هذه الطريقة قائمة على التحفيز والتشجيع والطلب، وليس الأمر والتعزيز الإيجابي وتنويع المكافآت.
ـ اختيار مادة مقروءة غير مناسبة؛ فاختيار كتاب به معلومات صعبة؛ قد تفوق قدرات الطفل وغير مناسبة لسنه؛ تجعله يشعر بالصدمة والنفور؛ فيعزف تماما عن خوض تجربة القراءة، وتتكون لديه صورة ذهنية سيئة عنها .
وهنا ينصح الخبراء فيما يتعلق باختيار المادة المقروءة أن تكون مناسبة لعمر الطفل، ومتوافقة مع اهتماماته وميوله، وأن يكون له دور في اختيارما يقرؤه، وألا تفرض عليه من قبل الوالدين.
– الإكثار من سؤال الطفل عما تعلمه من الكتاب الذي قرأه، ومناقشته فيه مناقشة الممتحن، وتوبيخه إذا أخفق في الإجابة، والسخرية والاستهزاء والتعليقات السلبية التي قد يلقيها الوالدان أوأحدهما إذا لم يستطع الطفل أن يجيب، أو أجاب بطريقة خاطئة، أو فهم المعنى بطريقة غير مناسبة.
فذلك كله يتسبب في شعور الطفل بمشاعر سلبية تعوقه عن الاستمرار في نشاط القراءة؛ حيث إنه في هذه الحالة يحدث ارتباط شرطي بين القراءة والشعور بالذنب وعدم التوفيق والعجز؛ نتيجة لتعرضه للسخرية والتعليقات السلبية؛ ولذلك كنتيجة عامة يجب أن يكون دور الأسرة مقتصرا على التحفيز والتشجيع والتعزيز والعرض، وليس الإجبار.
طرق تساعده على حب القراءة
وفي المقابل ينصح حجازي الأسرة أن تساعد الطفل على تكوين عادة القراءة من خلال تنظيم الرحلات للمكتبات والمعارض العلمية، ومعارض الكتب، وإنشاء مكتبة للطفل في المنزل، وتوفير مكان جيد للقراءة ويجب أن تكون الطريقة التي يشجع بها الوالدان أبناءهما على القراءة تتسم باللطف والود، والأهم من ذلك كله أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهما في ممارسة هذه العادة .
الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة