بقلم : الدكتور أحمد توفيق
تناولت في المقال السابق كيف تتولد الأفكار باستمرار في رؤوسنا، حتى عندما نحاول ألا نفكر أوأثناء نومنا، وعلى الرغم من أننا كنا نفكر ونبحث في الأمر لأكثر من 5000 عام، إلا أننا ما زلنا لا نعرف كيف تنشأ الفكرة؟! وماهي بالضبط مهما تعمقت في النظر في دماغك فلن تجد الفكرة أبدا، ولا يمكنك لمس التفكير أوقياسه!.
لكن كيف يمكن لدماغنا أن يصنع صورة أو صوتا في رؤوسنا؟ في االوقع إنه حتى لو كانت قوة أفكارنا لها حدود فلا يجب أن نقلل من شأنها هذا يعني أن أفكارنا هي أقوى علاج.
لقد تم إجراء تجربة ممتعة نوعا ما في هذا المجال؛ إذ تم إحضار أشخاص يعانون من مرض السكري وتم أخبارهم أن يجلسوا أمام الكمبيوتر، ويمارسوا بعض الألعاب الالكترونية، وتم وضع ساعة بجانبهم وإخبارهم أن عليهم تغييراللعبة كل 15 دقيقة أو نحو ذلك؛ للتأكد من أنهم سينظرون إلى الساعة، وما حدث هو أن ثلث هؤلاء الأشخاص كانت الساعة لديهم تعمل أسرع بمرتين من الوقت الفعلي، أما الثلث الاخر كانت الساعة تعمل بنصف سرعة الوقت الفعلي، وبالنسبة إلى الثلث الأخير كان الوقت حقيقياً، والسؤال الذي كنا نسأل هل سيتبع مستوى السكري في الدم الوقت الحقيقية أم المتصور والجواب كان يتبع الوقت المتصور.
لكن كيف يمكننا التأكد من أن أفكارنا لا تنشط إلا التأثيرات الإيجابية للصيدلية الداخلية؟ هل يمكن أن تعمل أيضا دون خداع؟ هل يمكننا التحكم في هذه بأنفسنا؟!.
في دراسة أجرتها أحدى الجامعات أن مرضى جراحة القلب يتحسنون بشكل أفضل بعد عام من الجراحة إذا كانوا يتخيلون النجاح مسبقا ويخططون للأنشطة والسفر بعد ذلك.
في عام 2004 وجد باحثون أمريكيون في مؤسسة كليفلاند كلينيك أنه يمكن بناء العضلات من خلال قوة التفكير من التدريب المتصور وحده نمت عضلات الأصابع بنسبة 35% وعضلات الذراع بنسبة 13.5% يبقى سؤال واحد لماذا ننخدع بذلك فنحن نعلم بالضبط ما هو حقيقي وما هو وهمي.
تخيل نقطة ضعف الدماغ أنه لا يستطيع التمييز بين الواقع الفعلي والتخيلي في مرحلة ما يصبح ما نتخيله واقعنا حيث تنشط مناطق الدماغ نفسها كما لو كانت ذاكرة حقيقية، حتى لو كانت تصورية فقط.
يمكن لنقطة الضعف هذه أن تجعل المستحيل ممكنا حتى عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين اتفق العلماء وخبراء الرياضة على أن الإنسان لا يستطيع الجري لمسافة ميل واحد في أقل من أربع دقائق لكن طالب الطب روجر بانستر تدرب على الجري مرات لا تحصى في رأسه وركز على الهدف وكسر حاجز ال 4 دقائق وبشكل مثير للدهشة قام المئات من العدائين الآخرين حتى طلاب المدارس الثانوية وحذوا حذوه منذ ذلك الحين
لطالما كان التصور معيارا في الرياضات الاحترافية تعد القدرة على تصور الحركات المعقدة جسديا وعقليا أمرا ضروريا بشكل خاص لتنفيذها ويمكن تخيل المواقف الصعبة وتنفيذها والحركات المخزنة في الدماغ لتمكين الدقة المستحيلة لكن نادرا ما تستخدم هذه التقنيات في الحياة اليومية حيث تتدفق معظم أفكارنا دون وعي ويصعب السيطرة عليها وأفكارنا الواعية ليست إيجابية دائما ومن الصعب قياس ذلك ولا توجد وحدات للتفكير لكن الأبحاث أظهرت أن حوالي ثلثي إلى 3/4 أو حتى أكثر من أفكارنا تعد سلبية.
التفكير الإيجابي يحسن فعالية العديد من الأدوية أما التفكير السلبي يضعفها او يمكن ان يؤدي الى تأثيرات ضارة
نخش أن العديد من الآثار الجانبية الناتجة عن أفكار أو توقعات سلبية وليس لها علاقة بالدواء، بل لها علاقة أكبر بقراءة الآثار الجانبية الموضحة في النشرة المرفقة قد تبدو الصحة وكأنها لعبة لعقلنا الباطن لكن إذا كانت أفكارنا يمكن أن تجعلنا مرضى ألا يجب أن نحاول السيطرة عليها بحيث أن صيدلياتنا الداخلية تمزج الأدوية الصحية فقط
لكي نقلل السلبية على الناس ان تصبح أكثر وعيا وعندما تكون غير واع فأنت مسيطر عليك من قبل الأفكار السابقة والعقلية التي تم تطويرها في الماضي في منظور معين وغافل عن الطريقة التي تتحكم بها فيك
اليقظة هي عملية بسيطة للغاية تتمثل في ملاحظة الأشياء الجديدة بنشاط عندما تلاحظ أشياء جديدة بنشاط فإن الخلايا العصبية تنشط ووجد أنها تنشط بالمعنى الحرفي والمجازي معا كما أن المواقف الإيجابية تجاه الشيخوخة تطيل العمر بمتوسط سبعة إلى خمس سنوات ويمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض الألزهايمر إلى النصف حتى إذا كان المرء مهيئا له من الناحية النفسية، الخلاصة كلما كنا أكثر إيجابية وتقدمنا في السن سنبقى أكثر شباباً!.