بقلم الباحث والروائي د.محمد فتحي عبد العال
الذكاء الاجتماعي سمة مهمة للغاية، هل تملكها؟ هل تدرك أبعادها ؟ ربما يكون الأمر بسيطا للغاية، لكنه يتطلب منك أن تنتبه إلى بعض الأمور في علاقتك مع الآخر.
على سبيل المثال تأمل جيدا مقولة “احرص في علاقاتك مع الآخرين ألا تقترب جدا ولا تبتعد جدا”..
صحيح أن الاقتراب جدا يجعلك ترى صورة واضحة بتفاصيلها ..
ولكنها تبقى غير مكتملة وناقصة.. وصحيح أن الابتعاد جدا يجعلك ترى صورة كاملة ..
ولكنها تفتقد للتفاصيل..
وفي كلا الحالتين لن تجني مغنما سوى فقدان الأحبة والأصدقاء ..
تعلم أننا لسنا أوصياء على الآخرين..
أو موكلون بكشف ستر أنفسهم ودواخلهم..
إذن ابتعد كي تقترب قليلا..
فلا تؤذي الآخرين بكشف خصوصياتهم وما لا يريدون البوح به..
واقترب كي تبتعد قليلا..
فتجعل مع كل لقاء شوق وفي كل حديث لذة و شغف ولهفة..
ابق على مسافة معتدلة..
فهذه هي المسافة الآمنة والذكية التي تحافظ دائما على علاقات الود والتقدير والحب المتبادل مع الآخرين.
قديهمك أيضا : سراب (azwaaq.com)
أيضا “لا تبد لطفا زائدا” ياصديقي
ولا تجعل نفسك كتابا مفتوحا للآخرين.. ولا تحمل نفسك ما يفوق طاقتها.. فالإسراف في البذل والتضحية والعطاء عناء زائد ..
لا يجني خيرا دائما في نفوس المحيطين.
بل يجعلك على العكس دوما في موضع الدفاع عن الذات والتذمر والشكوى من كثرة الأعباء ..
كما أن الاسراف في الحديث عن عوامل ضعفك وأمورك الخاصة يجعل مفاتيح شخصيتك في أيدي غيرك
مما يجعلها سيفا مسلطا على رقبتك في المستقبل ومع أي خلاف طارىء .
فتعلم أن تكون كتوما..
وأن يكون كلامك بحساب ..
وخير الكلام ما قل ودل ..
تعلم أن تقول (لا) في وقتها وفي موضعها متى كنت محقا في قرارك..
وخذ وقتا في التفكير قبل أن تعطي موافقة على شىء..
فكلمة (نعم) على طول الخط يقابلها استهانة بك واعتبار أن موافقتك مجرد تحصيل حاصل لدى بعض المحيطين بك.
-25-
الحياد كلمة لا تليق بك …
أنت أكبر من ألا تأخذ موقفا بالحياة ..
أنت بين خيارين إما صواب وإما خطأ..
لا شىء بينهما..
وسكوتك عن الاختيار يعني أنك جسرا لعبور الخطأ .