بقلم مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
مع الاقتراب من المجتمع الثقافي في مصر، ومن خلال منصات أومواقع التواصل الإجتماعي أرى الكثير من الأدباء والشعراء والمبدعين والذين يعلنون عن إصداراتهم الجديدة كلما اقترب ميعاد الحدث الأكبر في مصر والمنطقة العربية للإحتفاء بتلك الإبداعات، ألا وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب.
حيث تكثر المنشورات حاملة لأغلفة الكتب الجديدة مع نبذة مختصرة عن كل كتاب كما تنتشر التحقيقات الصحفية واللقاءات التليفزيونية والإذاعية حول الحدث نفسه كقيمة كبيرة وحول الإصدارات الجديدة أيضا.
والحقيقة أن الناظر للمشهد قد يتعقد أن أعداد الإصدارات الجديدة كبيراً بدرجة مبالغاً فيها، وقد يفكر أو يصرح بذلك قائلاً “ما كل هذه الكتب!” أو “ما كل هذه الروايات!”، ويسير الأمر ذاته على كافة المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والترفيهية والأدبية والعلمية …الخ.
أغلفة الكتب
إضافة إلى هذا نجد طفرة كبيرة في تصميم أغلفة تلك الإصدارات حيث يبدع مصممو الغرافيك في استخدام الغلاف؛ للتعريف وللتدليل على المحتوى، وأيضاً استخدامه كأداة لجذب القارئ، وهذا التصميم قد يصل بنسبة لفت الإنتباه للكتاب إلى حوالى 80% من مجتمع القراء.
كما قد يؤثر على قرار الشراء بنسبة قد تصل إلى 60% حتى بعد قراءة المقدمة، أو التعريف الموجود في ظهر الكتاب، أضف إلى هذا إمكانية استخدام الذكاء الإصطناعي لتصميم أغلفة الكتب، وهو ما يسمح بالمزيد من التنوع و السهولة في عرض البدائل المختلفة، وهو أمر رغم بساط\ته و روعته إلا أنه قد يهدد مهنة تصميم أغلفة الكتب أو مهنة التصميم الغرافيكي بصورة عامة، و لن ينجو من هذه الموجة إلا المبدع الحقيقي الذى ينتج تصاميم مبتكرة، أو يستطيع تطويع أدوات الذكاء الإصطناعي لمعاونته في فعل هذا أيضاً.
إحصائيات إنتاج الكتب
نعود إلى الإحساس بأعداد الكتب الجديدة المهولة في كل معرض، ولكن في الحقيقة فإن الإحصائيات ـ رغم عدم دقتها ورغم ندرتها- فإنها تشير إلى أن الإنتاج من الكتب مازال ضئيلاً مقارنة بباقي مناطق العالم والتي تحتل فيها الولايات المتحدة الامريكية موقع الصدارة بعدد بين نصف مليون إلى مليون كتاب سنويا ويحصلون على رقم إيداع، وكذلك عدد قراء الكتب، وإذا تم إضافة الكتب الشخصية – التي لا تحصل على رقم إيداع – والتي تقدر بحوالي 2 مليون كتابا سنويا فإن الرقم يرتفع إلى ثلاثة ملايين كتاب.
أما في مصر فإن إحدى الإحصائيات تشير إلى أن عدد الكتب الجديدة في الفترة من 2015 وحتى 2019 تجاوزت ال 115 ألف كتاباً، أي حوالي 23 ألف كتابا سنوياً، وهى نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها ما تزال تضع مصر على ر أس الدول العربية في هذا المجال.
لم أتطرق هنا إلى الأساليب الحديثة للنشر، كالكتاب الإلكتروني والرقمي أوالكتاب المسموع، ولم أتطرق إلى إحصائيات الشراء، أوالقراءة، أو مجالات النشر؛ فربما هذا الأمر يحتاج إلى استبيانات ودراسات متخصصة ومستفيضة.
ولكن ما أود أن أشير إليه هو أن “كل هذه الكتب” ما تزال نقطة في بحر الثقافة والمعرفة الذي ينبغى جميعاً أن نبحر فيه، و أن يكون منبعه الأساسي هو الثقافة والهوية المصرية والعربية، كما كانت في العصور الماضية؛ لتعود منطقتنا منارة العلم والثقافة والإبداع مرة أخرى.
إقرأ أيضاً للكاتب : مع بداية السنة الجديدة : دع القلق وإبدأ الحياة
إقرأ أيضا للكاتب : أنا عايش هناك : هل تشعر بالحنين مثلي ؟!
إقرأ أيضا للكاتب: ب””الهداوة ” !
الكلمات المفتاحية
#كل هذا الكتب،#الكتب،#إحصائيات الكتب،#قراء الكتب، # الكتب الشخصية،#الكتب الجديدة،# عدد الكتب،# الكتاب الإلكتروني،#الكتاب الرقمي، #الكتاب المسموع،# أغلفة الكتب، #قراء الكتب،#الروايات،#المبدعين، # معرض القاهرة الدولي للكتاب،#الكتاب،# الثقافة،#الإبداع،#الهوية المصرية،#مواقع التواصل الإجتماعي،#زياد عبد التواب، #القراءة