بقلم : الدكتورعاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة
للكلمة تأثير كبيرعلى حياة المتحدث والمستمع على حد سواء؛ فهي بالنسبة للمستمع قد تكون محفزة له على بذل الجهد والنشاط، وقد تواسيه وتخفف عنه ضغوط الحياة، كما إنها تساعده على تقبل ذاته وإصلاح أخطائه وقد توجهه وترشده إلى صواب يقوم به أوخطأ يتجنبه.
والكلمة من الممكن أن تخلص المرء من حيرته وتمده بالمشورة السديدة لاتخاذ قرار ما وترجيحه على آخر. وبالنسبة للمتحدث فإن الكلمة الطيبة تمنحه شعورا بالسعادة؛ لأنها تنطوي على العطاء والذي أثبتت الدراسات أنه يعزز الشعور بالسعادة والارتياح.
كما أن تبادل الكلام الطيب من شأنه أن يساعد على تحقيق الألفة والمودة والتفاعل الاجتماعي الإيجابي بين الأفراد، وينعكس ذلك بالطبع على المناخ العام في المجتمع .
والأسرة التي تتبنى التشجيع والتحفيز والتركيز على الايجابيات والكلام الطيب في تربية أبنائها؛ فإنها تمنحهم قدرا كبيرا من الثقة بالنفس وتقدير الذات، ومن المؤكد أنها تنعكس بآثارهها الإيجابية على كل نواحي حياتهم. وعلى الجانب الآخر فإن التحقير والتهكم والسخرية والتركيز على ذكر السلبيات وغيرها من أنماط الكلام السييء فإنها تترك في نفس المستمع آثاراً سلبية مدمرة، قد تمتد إلى المعاناة من القلق والاكتئاب، وقد تدفع المستمع إلى ارتكاب بعض الجرائم في حق نفسه أو في حق الآخرين .
وبالنسبة للأبناء فإن الأسرة التي تتعمد الإساءة لأبنائها، والتقليل من شأنهم وتوجيه الإهانات لهم والسخرية منهم فإنها تدمر شخصيتهم، وتجعلهم يفقدون ثقتهم بأنفسهم، وينخفض تقديرهم لذاتهم ويكون تقييمهم لأنفسهم سلبيا. والكلمة قد تتسبب في معاناة الأبناء من الخجل والإنطواء وعدم القدرة على التفاعل الإيجابي، ونقص المهارات الاجتماعية والعدوان؛ ولذلك كله كانت الكلمة الطيبة صدقة؛ فهي صدقة على النفس أولاً؛ لأنها تشعرك بالسعادة وعلى الغير؛ لأنها تشعرهم بالسعادة وتخفف عنهم وتحفزهم على النجاح، كما إنها تكسبهم الثقة بالنفس، ما يساعدهم على الإنطلاق في الحياة، وتحقيق الطموحات، ومنفعة الغير والمجتمع.