البجاحة”، أوالجرأة غير المبررة، أو” الوقاحة” جميعها مصطلحات تشير إلى ظاهرة نفسية واجتماعية شديدة التعقيد.
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تتعامل مع المتطفلين؟
معنى البجاحة
يمكن تلخيص معنى البجاحة في هذه الجملة “تكبر، وتفاخر، وتباهى في صلف و إدعاء”.
إن العالم الحق لا يتبجح بعِلمه، وتتضمن هذه الظاهرة بالطبع نزعة عدوانية، بالإضافة إلى سمات شخصية سلبية، وقدراً من النرجسية وحب الظهوروالتملك.
أسباب البجاحة
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكيات، أو مثل هذا السلوك غير السوي، وسأتناولها اليوم في أذواق
وفي مقدمتها أساليب التنشئة الإجتماعية.
حيث إن هؤلاء المتبعين لهذا السلوك عادة ما يتم تربيتهم على الحرمان، والقسوة، والإهمال، وتغذية السلوك العدواني لديهم في مراحل مبكرة من عمرهم .
ومن أسباب البجاحة أو الوقاحة أيضاً هي النرجسية ومعاداة المجتمع والميل إلى إستغلال الآخرين وفقدان التعاطف معهم وضعف الذكاء الأخلاقي.
أضف إلى ذلك الشعور بالنقص، والدونية، وعدم القدرة على التأثير؛ لتدني المهارات ونقص المعارف.
وكذلك إنعدام الثقة بالنفس والخوف من تفوق الآخرين، واللجوء إلى البجاحة كسلوك تعويضي لإثبات الذات
سلوكيات البجاحة
ولكن ما هي السلوكيات التي تصدر عن الشخص الذي يتصف بالبجاحة؟ بالتأكيد هناك مجموعة من السلوكيات التي تتسبب في نفور الغير وغضبه.
ومنها فرض الرأي والهجوم على المخالفين، والتلاعب بالألفاظ، والميل إلى استخدام المغالطات المنطقية لإظهار المخالفين في موقف ضعف.
أيضاً من سلوكيات البجاحة التهرب من الإجابة على الأسئلة المنطقية، وإستخدام الهجوم الشخصي للتضليل. وكذلك السخرية والتهكم من المخالفين؛ بهدف إضعاف ثقتهم بأنفسهم.
واستخدام العنف اللفظي، والهجوم بشكل متكرر؛ لإخافة أي طرف آخر وترهيبه من الإعتراض، أو الإختلاف في الرأي.
إستغلال لطف وأدب الطرف الآخر، والتمادي في الهجوم اللفظي والتنمر النفسي.
ويعمد الشخص الذي يتسم بتلك السلوكيات إلى تعظيم نفسه، وخلق هالة من التقديس حول ذاته؛ وبالتالي فهو لا يقبل أي نقد أو اختلاف؛ لأنه يهدد هذه الهالة بشكل مباشر .
و يسرق الشخص الذي يتسم بالبجاحة مجهود الآخرين وأفكارهم، ولا يتردد في نسبتها إلى نفسه؛ لإخفاء نقصه وإضفاء مزيد من الهالة والتقديس حول ذاته.
ومن صفات الشخص الذي يتسم بهذه الصفة التفاخر بالإنجازات التافهة والبسيطة وغير ذات القيمة.
إقرأ أيضاً للكاتب : حكاية كل ناجح !
الخلاصة
والخلاصة أن الشخص الذي يتسم بالبجاحة شخص ضعيف هش غير واثق من نفسه.
يفتقر للمهارات والمعلومات ومقومات النجاح، وهو شخص ذو شخصية مضطربة، ويمارس الإحتيال بأشكال وصور متعددة.
ويفتقرالشخص الذي من صفاته البجاحة إلى معايير السلوك الأخلاقي، وبالتأكيد يعتبرعنصرا فاسدا في المجتمع.
و يستدعي تحجيمه ومواجهة سلوكه بقدر كبير من الحكمة؛ لمنع آثاره السلبية من الظهور.
كيف تتعامل مع مثل هذه الشخصية؟
كيف إذا نتعامل مع مثل هذه الشخصية “البجحة” أو “الوقحة”؟ إن الخطوة الأولى في التعامل مع الشخص الذي يتسم بالبجاحة هي التجاهل.
ذلك أن تجاهله وعدم إظهار الإهتمام به يجعله يقلل من هذا السلوك للحفاظ على هيبته المزعومة.
وعدم إظهار أي رد فعل إزاء إدعاءاته سواء بالغضب أو الشعور بالغرابة أو الدهشة.
أوتفكيك إدعاءاته بالمنطق، وسرد الحقائق، مدعمة بالأدلة، وعدم الإلتفات لرده مطلقا.
وإذا لم تكن الضرورة داعية للتعامل معه، فينبغي تجنب مواجهته، والتعامل معه نهائيا، فضلاً عن تحجيمه إذا اضطررت للتعامل معه، ووضع حدود صارمة للتعامل معه.