في زمن السوشيال ميديا.. نعم أصبحت هذه النتيجة واقعاً ملموساً!؛ إن الأشخاص الأكثر سطحية يكسبون!، تأمل الواقع حولك، وحينئذ تكتشف الحقيقة.
فقد أصبح الهاتف الذكي في جميع الأيدي تقريباً؛ فالأطفال والكبار، لكل منهم هوية رقمية خاصة، على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة.
هويات مجهولة على السوشيال ميديا
بل إن كثيراً ممن لا يجيدون القراءة والكتابة، أصبحوا يمتلكون الهاتف الذكي، ولديهم حساب وهمي على بعض منصات السوشيال ميديا.
ولا أبالغ إذا قلت أن بعضهم له أكثر من حساب على أكثر من منصة، سواء بهويته الحقيقية، أوبهوية أخرى وهمية.
وغالباً يخترع هذه الهوية من وحي خياله، وقد تكون في منصب، أومركز إجتماعي لايمت له بصلة، مما يُعد خداعاً للآخرين.
إقرأ أيضاً للكاتب : كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة ؟
من يصنع الرأي العام الرقمي ؟
ومن ناحية أخرى فإن الرأي العام الرقمي يشارك في صنعه الأطفال، الذين لا يملكون فكراً، ولكنهم يملكون حساباً رقمياً.
وكذلك يشارك في صنع الرأي العام من لم يقرأ كتاباً أويكتب ورقة، وهنا تكمن المشكلة؛ حيث أصبح لكل ناعق صوت مسموع.
ولن يُعدم صاحب رأي شاذ، من يؤيد رأيه، ولن يُعدم صاحب فكرة ضالة، من يؤيد فكرته، وهكذا تدور الأمور في عالم السوشيال ميديا.
ونظراً لأن الذين لا يملكون قسطاً كافياً من الثقافة، ضعيفي الحجة، ولا يستطيعون إقناع المعارضين بفكرتهم.
فإنهم يلجأون إلى الترهيب.
وذلك لأنه من خلال إطلاق الاتهامات، وأحياناً الهجوم على شخص معارض؛ بهدف نشر أفكارهم، وبدون أي مقاومة،.
أخطاء التفكير على مواقع التواصل
كما أنهم لايتقبلون أي فكر يعارض هذه الأفكار، يفكرون بسطحية شديدة، ويرتكبون العديد من أخطاء التفكير في عالم السوشيال ميديا.
حيث التعميم المفرط، والتفكير العاطفي، والتركيز على جانب واحد من الموضوع، ويهملون باقي الجوانب، فضلاً عن ارتكاب أخطاء في التفكير.
إذ أنهم يستخدمون المغالطات المنطقية؛ لتبريرهذه الأخطاء، وعلى الجانب الآخر فإن المثقف يطرح فكرته، بشكل عقلاني على السوشيال ميديا .
وذلك يضعف أي أفكار تركز في ترويجها على استغلال العاطفة، وإخضاع المتلقي بشكل غير مباشر لنوع من الإبتزاز العاطفي لقبول أفكاره.
إقرأ أيضاً للكاتب : القدوة في التربية : الحال أفضل من المقال !
“اللايكات والشير”على مواقع التواصل الإجتماعي
أيضاً لا ينجر المثقف إلى أساليب الحشد التي يتبعها السطحيون؛ فهم يعتمدون في ترويج أفكارهم على اللايكات والشير.
وفي المقابل يعتمد المثقف في تقديم رؤيته في مواقع التواصل الإجتماعي على طرح فكرة مكتملة الأركان، والجوانب، والحجج.
ويكون ذلك من دون توجيه الدعوة لمتابعيه، بالنشر في المجموعات، والصفحات، أو عمل لايك وشير على حسابه بمواقع التواصل الإجتماعي.
إنه يعتمد فقط على ما قدمه من أدلة، لكن غالباً يتم الإهتمام بالرسائل المدعومة بالمشاعر، أكثر من تلك المدعومة بالتفكير النقدي.
رسائل مغلفة على السوشيال ميديا
هنا نجد أن السوشيال ميديا أصبحت الأداة الرئيسية التي يستخدمها مروجو الشائعات والأفكار الشاذة، وذلك بعد أن يقوموا بإعداد الرسالة وتغليفها بغلاف ديني أوعاطفي.
ومن ثم يتم إطلاقها، وفور أن يتم إطلاقها، تتلقفها أيدي السطحيين، وبدون أي توجيه لهذه الفئة، فإنهم يقومون بمهمة نشر السطحية والأفكار المغلوطة على أكمل وجه.
إقرأ أيضاً للكاتب :ياعزيزي ينبغي أن تتغير !
تحدي السوشيال ميديا
ببساطة … إن وجود السوشيال ميديا في حياتنا يعتبر تحدياً كبيراً، وإمتحان صعب، ليس فقط أمام القيم والسلوكيات وحدها.
وإنما أيضاً يعتبر تحدياً أمام المنطق، والتفكير العقلاني؛ فهل ننجح في مواجهة هذا التحدي؟، وهل ننجح في ذلك الإمتحان؟!.