كتبت : ندى علي
تجتذب مدينة الأقصر الساحرة الزوار من مختلف دول العالم؛ بإعتبارها أرض الحضارة و التاريخ، الزاخرة بالمعابد والمقابرالمصرية القديمة، لكن لاتتوقف مكانة هذه المدينة على قيمتها الحضارية و التاريخية المميزة فقط، إنما تعد أيضاً بلد السحر والجمال؛ حيث تتمتع بالطبيعة الخلابة والطقس الدافئ شتاءً؛ وهي لذلك ملهمة للمبدعين على مر العصور.
وفي الفن التشكيلي لطالما استوحى منها الفنانون أعمالهم الإبداعية في الرسم والفوتوغرافيا والنحت والخزف وغير ذلك من الفنون، وتقديراً لهذا الدور الملهم، يتم تنظيم “ملتقى الأقصر الدولي”، والذي يتم خلاله استضافة مجموعة من الفنانين من مصر والدول العربية والأجنبية؛ للإقامة فى الأقصر لمدة 9 أيام، يزورون خلالها معابد المدينة، والمقابر الملكية والمتاحف؛ مايتيح لهم الإستلهام و الإبداع خلال فترة إقامتهم في المدينة”.
وكان الملتقى قد إنطلق لأول مرة عام 2013، وأقيمت النسخة الأخيرة والسابعة منه في الفترة من 10 إلى 19 مايو (آيار ) الماضي، لينطلق الفنانون بعد ذلك في إبداع أعمال فنية مستلهمة من الأقصر، ويتم تقديمها للجمهور في المعرض المقام بغاليري “بيكاسو إيست” في القاهرة الجديدة، بعنوان” من وحي الأقصر” ويستمر حتى 22 يناير (كانون الثاني) الجاري.
عندما تجتمع الاتجاهات الفنية المختلفة لفنانين من دول عدة فإنها تساهم في تحقيق مزج وتقارب بين شعوب العالم، كما إنها تؤكد قيمة الفن ودوره الأصيل في مشاركة المعرفة، ذلك ما تشعر به عند زيارة هذا المعرض الذي يضم نحو 35 فناناً من مصر والعالم.
إقرأ أيضاً: معرض “نفس عميق”… السعادة في لحظات قصيرة وتفاصيل صغيرة
ومن بين الفنانين الذين تلتقي بأعمالهم فيه هم جورج بهجوري، صلاح المليجي، سيد سعد الدين، فتحي عفيفي، إبراهيم غزالة، والراحل مصطفي الفقي من مصر؛ وفؤاد تومب من لبنان؛ وإسماعيل الرفاعي من سوريا؛ وإسماعيل عزام من العراق؛ وأحلام لمسفر من المغرب؛ ومحمد الغالوس من الأردن؛ وجوليا يوسكو من إيطاليا؛ وريتو سينغ من الهند؛ وإيزابيلا أوتشمان من بولندا؛ وأولغا ماتياش من روسيا، والعديد من الفنانين الآخرين.
أعمال جورج بهجوري في معرض “من وحي الأقصر”

تطالعك أعمال الفنان المصري جورج بهجوري (مواليد 1932) في المعرض، فتأخذك إلى جمال الطبيعة في النيل، و تفاصيل الحياة اليومية في شوارع وأزقة الأقصر، ويذكر أن بهجوري وُلد في بلدة بهجورة، وهي قرية صغيرة في نجع حمادي، مصر العليا، والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للجالية القبطية. ويعد إسم عائلته هو تكريم لبلدته ويعني “القادم من بهجورة”. في عام 1953، بدأ مسيرته كرسام كاريكاتير سياسي، حيث نشر في صحيفتي “صباح الخير” و”رز اليوسف”..
يُعتبر بهجوري إحدى أيقونات الشرق الأوسط، و تمتد مسيرته لأكثر من 70 عاما، وقد تم عرض أعماله محليا وعالميا في مصر والعراق وإنجلترا وفرنسا والمغرب وفنلندا وألمانيا وإيطاليا والسودان وتونس وبلغاريا وإسبانيا وسوريا والأردن.
أعمال الفنان المصري إبراهيم غزالة

منذ الوهلة الأولى تلمس تأثر الرؤية الفنية للتشكيلي المصري إبراهيم غزالة بتربيته في الريف المصري، فتجد من جمال الطبيعة الساحر، حيث يستمد إلهامه من الألوان الغنية للمناظر الطبيعية الريفية، والفواكه، والزهور. وتعكس هذه العلاقة الحميمة مع العالم الطبيعي من خلال استخدامه الفريد للألوان، حيث يمزج ببراعة بين الألوان الدافئة والباردة ليخلق عمقًا وتناغمًا وحيوية في أعماله. فنه يجسد فلسفة تحتفل بجمال الطبيعة وروح الحياة المصرية المتجددة.
وتتميز لوحاته بقدرته الفائقة على دمج التقاليد الفنية الأوروبية مع التراث الثقافي المصري. تتسم أعماله بالعناصر الخطية الواضحة، والتراكيب الفضائية الواسعة، والتركيز الكبير على الضوء، مما يرسخ فنّه في سياق مصري معاصر. وعلى الرغم من تأثره بالحركات الفنية ما بعد الانطباعية، فقد طور غزال أسلوبًا فنيًا مميزًا يعكس جوهر مصر. تتجاوز أعماله الحدود التقليدية، مما يعبّر عن ارتباط عميق وصادق بهوية وطنه الثقافية وتراثه.
إبراهيم غزالة ، ولد في عام 1960، هو فنان مصري متميز حصل على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان في عام 1984. وهو عضو في نقابة الفنانين التشكيليين، ولديه مسيرة أكاديمية مرموقة حيث عمل محاضرًا، وأستاذًا مساعدًا، وأستاذًا في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة في المنيا. بالإضافة إلى ذلك، تولى منصب مدير مهرجان الأقصر الدولي.
أعمال الفنانة المغربية أحلام لمسفر

وفي أعمالها بمعرض “من وحي الأقصر” تعبر الفنانة المغربية أحلام لمسفر عن رؤيتها للمدينة بأسلوب تجريدي، وألوان ناصعة، سيما اللون الأزرق الذي وظفته في رمزية تشكيلية للصفاء والسكون بالمدينة، وتستكشف الفنانة جذور العلاقة بين الشكل والفضاء واللون، متسائلة عن الديناميكيات بين السطحية والعمق. و تشمل أعمالها تفكيك النصوص وتحويلها إلى أشكال بصرية، مما يخلق معانِ جديدة من خلال التجريد. تسمح لها هذه التحولات من اللغة إلى الفن التشكيلي بالتقاط الجوهر الحيوي والديناميكي للواقع.
أحلام ليمصفير، وُلدت في الجديدة، المغرب، وهي فنانة بصرية متميزة معروفة بأعمالها في الرسم والنحت والتركيب. درست في مدرسة الفنون الزخرفية في باريس، وكذلك في مدرسة ESAG بينينغن، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة باريس.
بدأت رحلتها الفنية في الثمانينات، ومنذ ذلك الحين اكتسبت أعمالها شهرة واسعة في المغرب وخارجه. عرضت أعمالها في العديد من الأماكن المرموقة مثل متحف “فيرا” في فرنسا، ومتحف “محمد السادس للفن الحديث والمعاصر” في الرباط،. كما شاركت في أحداث فنية كبرى مثل “بينالي الفن الإسلامي” الدولي في إيران، و”بينالي القاهرة”، و”بينالي النحت والتركيب” في غراتس.
إقرأ أيضا : “إحتفالية القرد والحمار” … معرض جديد لصلاح المر بغاليري”بيكاسو”
لوحات العراقي إسماعيل عزام

ويعبر كذلك الفنان العراقي إسماعيل عزام عما لمسه من جمال وسكينة في المدينة المصرية العريقة عبرأعماله في المعرض، حيث يركز على البيوت العامرة بناسها وخير الأقصر، وسحرها، وجمال الطبيعة.
إسماعيل عزام، مواليد العراق 1962، حاصل على بكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. بدأ مسيرته الأكاديمية في عام 1988 كأستاذ في معهد المعلمين بالموصل، ثم انتقل إلى عمان عام 1993 كمدير لغاليري “رأس العين” في 1996، انتقل إلى الدوحة، حيث عمل رساما في متحف ماتحات للفن الحديث العربي، وشارك في تطوير متاحف قطر. بين 2006 و2009، .شغل منصب أمين متحف “الأورينتاليست”، ومنذ 2009 وهو مدير مشروع متحف “الديوان الأميري”، ويُعرف عن عزام رسم البورتريه، خاصة الشخصيات البارزة، وقد عرض أعماله في معارض محلية ودولية.
أعمال الفنان السيد قنديل

ويقدم الفنان السيد قنديل أعمالا تعبيرية وسيريالية. تعكس خبرته الممتدة على مدى عشر سنوات في فنون الغرافيك، مُتقنا تقنيات متنوعة مثل الحفر والطباعة، وقد سافر إلى إيطاليا لتعميق معرفته في فن الاليثوغراف.
أعماله تثير الحوار بين العمل الفني والمتلقي، معبرة عن لحظات من الانتظار والتحول. تتنوع أعماله بين الحفر اليدوي بالأبيض والأسود والألوان، حيث تعكس الدقة والحيوية في كل لمسة. تظهر أعماله الجديدة تواصلًا بين الإنسان والطبيعة، مع تصوير رموز مثل الجندي المصري وحمامة السلام، معبرة عن الفداء والتحدي.
الدكتور سيد قنديل، رئيس جامعة حلوان ، خريج كلية الفنون الجميلة قسم الغرافيك شعبة التصميمات المطبوعة من جامعة حلوان عام 1990، حصل على ماجستير في الفنون الجميلة حول “إدوارد مونش كفنان تعبيرى غرافيكى” عام 1995، ودكتوراه في الفنون الجميلة حول “الجذور الأفريقية والغرمانية القديمة وأثرها على التعبيرية الألمانية” عام 1998. هو عضو في نقابة الفنانين التشكيليين.
وقد شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان من 2011 حتى 2014، ويعمل كوكيل لنقابة الفنانين التشكيليين منذ عام 2011 حتى الآن. شارك في العديد من المعارض الخاصة، كما شارك في عدد من المعارض الجماعية المحلية والدولية.
أعمال الفنان المصري الراحل مصطفى الفقي

كما يمكن للزائر لمعرض “من وحي الأقصر الإستمتاع بأعمال الفنان المصري الراحل مصطفى الفقي التي تجسد البيئة المصرية، وأنماط الحياة اليومية في الأقصر، عبر لوحاته التي تدخل البيت الريفي، وتقدم لنا مشاهد حية نابضة بالإرث الإجتماعي المصري الأصيل .
الكلمات المفتاحية
#معرض”من وحي الأقصر”،# معرض فني،#معرض قاهري،#جاليري بيكاسو إيست،# لوحات فنية، #أعمال فنية،#الأقصر،#مدينة الأقصر،# الحضارة و التاريخ،#معابد الأقصر،#النيل في الأقصر،# المقابرالمصرية القديمة،#الفن التشكيلي،#الفنان المصري،#التشكيلي،#جورج بهجوري،#السيد قنديل،# الفنان المصري إبراهيم غزالة،# الفنان العراقي إسماعيل عزام،# الدكتور سيد قنديل، رئيس جامعة حلوان،#كلية الفنون الجميلة،# الفنانة المغربية أحلام لمسفر،# الفنان المصري مصطفى الفقي،#معارض جماعية،#الرسم،#النحت،#البيئة.