غاليري “سفرخان” يفتتح موسمه الجديد بمعرض “وفرة”
الفنان أشرف الزمزمي يستلهم أحدث مجموعاته من “الفن الخارجي”
-
- ندى علي
- 30-10-2023 21:49 PM
- غاليري “سفر خان” يفتتح الموسم الجديد بمعرض “وفرة” للفنان أشرف الزمزمي
يفتتح غاليري “سفرخان” موسمه الجديد بمعرض “وفرة” للفنان أشرف الزمزمي، ومن خلاله يطلع التشكيلي المصري جمهوره على الفن الساذج أو الفن الغريب (الفن الخارجيArt Brut)، مدعوما بذكرياته وإحياء الجزء الطفولى لديه، مستعينا ببالتة ألوان متفائلة تشبه رسوم الأطفال، و تنفجر بألوان صادحة طازجة، ونغمات جريئة، ومحاولات تجريبية رصينة.
لكن ما هو “الفن الخام” Art Brut ؟ إنه مفهوم ينبع من الرسام الفرنسي جان دوبوفيه، و يشير إلى إبداع أشخاص على هامش المجتمع لديهم روح التمرد ويميلون إلى أن يكونوا منيعين تجاه المعايير والقيم الجماعية.، ويتجاهلون تماما الإشادة العامة أو آراء الآخرين.، ولا يسعون إلى الاعتراف من قبل الآخرين، ولا إلى الإشادة العامة وهم يخلقون عوالم مخصصة حصريا لأنفسهم باستخدام وسائل ومواد غير مسبوقة بشكل عام، فهم ليسوا ملزمين بأي حال من الأحوال بأي تقاليد فنية، ويفضلون الاستفادة من الوسائل التصويرية الفريدة للغاية.
مر فن الزمزمي بعدة مراحل من التطور المتميز، مما يدل على التنوع الذي قد يتباهى به القليل من الناس. تمثل لوحاته تطورا إضافيًا لعلامته المتميزة الواضحة وغير الاعتذارية للفن الساذج أو الفن الغريب (الفن الخارجي Art Brut)، مدعومًا بذكرياته وإحياء الجزء الطفولى لديه. غالبًا ما يكون فن زمزمي فيه تعدى للمشاهد نظرًا لطاقته ومضمونه الخلاب، مدعومًا ببالتيت ألوان متفائلة دائمًا تشبه الأطفال تنفجر بألوان أساسية ونغمات جريئة، وطبيعة تركيبية تمتد عبر الحدود التجريدية التصويرية بحماسة تجريبية نابعة من الأعماق. تشكل هذه المجموعة الأخيرة بحثًا أعمق حيث تأخذنا إلى مكان يسيطر فيه التخلي الطائش المتهور عن الطفولى. إنه عالم كامل يتميز بالعقلانية مع وفرة شبابية لا تموت ولا تزال نشطة للغاية في سنه.
تتميز مجموعة أعماله في المعرض المقام حتى 28 نوفمبر ( تشرين الثاني) الجاري بلوحات ذات ألوان متنوعة تظل وفية لميول الفنان الحسية، ومن الدلالات الواضحة على عمل زمزمي تركيبات الألوان المختلطة والمتطابقة بخبرة، والتي لا تكون مدهشة بصريًا فحسب، بل تشعل تأملنا أيضا.
و جزء كبير من هذه المجموعة الحديثة يتحول من مشاهدتصويرية بحتة إلى رؤية أكثر تجريدًا حيث يكون الأبطال الرئيسيون غامضين، ولكنها مغرية فى الأشكال والأشياء والألوان، و يرسل زمزمي بشكل مقتصد أشكالًا بدائية من الحيوانات والبشر تكاد تلوي وتتوافق مع هذه المساحات الغامضة، بدلاً من الهيمنة عليها كما فعل سابقًا.
يوضح زمزمي مرة أخرى القدرة النادرة على أخذ أكثر الرموز والأشياء الدنيوية، وتحويلها بجدية إلى شيء جديد تمامًا على الرغم من أنه لا يزال مترابطًا ومليئًا بالمعنى. في صوره التصويرية، تم ترسيخ لغز زمزمي بشكل أكبر، مع القدرة على إنجاز أكثر اللوحات صدقًا وإثارة للحالة البشرية الجسدية والعقلية من خلال بساطة التكوين البدائية والعادية.
هذا هو ما يميز في جوهره العلامة المميزة لفن زمزمي بشكل منفصل، وقدرته على نقل المعنى والإحساس من خلال مجرد خط، وضربة فرشاة، وقطعة من الطلاء، ورؤية للون – مغلفًا في فنه هذا الجوهر المراوغ للطفولة الذى لا مثيل له. ربما يكون أفضل ما يمكن التعبير عنه في كلمات دافنشي، الذي أكد أن “البساطة هي أقصى درجات التطور”. اكتشف المؤسسة شيرويت شافعي موهبة زمزمي الخام وعرض بدايته كفنان قبل أكثر من 20 عامًا. منذ ذلك الحين، كانت من بين أقرب المؤيدين والموجهين وأكثرهم تأثيرًا. تخرج زمزمي في أكاديمية الفنون الجميلة في المنيا، ودرس الفن في منحة دراسية في إيطاليا، قبل أن ينال شهرة في وطنه مصر وخارجها. عاد زمزمي مؤخرًا إلى ممارسته بعد توقف طويل، ويعتبر من أكثر المواهب المعاصرة شهرة في مصر اليوم.