بقلم مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
أحمد الله كثيراً إنني أنتمي إلي جيل ما قبل الإنترنت؛ وهو ما سمح لي أن أعيش أول ربع قرن من عمري في صحبة الحياة الطبيعية، والتواصل الاجتماعي الحقيقي، والعديد من الأنشطة التقليدية الرائعة.
من تلك الأنشطة بالطبع كانت مشاهدة التلفاز والاستماع إلي المذياع لمدد محددة؛ حيث كنا ننتقل إلي أنشطة أخري بناءً علي التوقيت من الليل أو النهار، و كذا أيضاً موسم المدارس أو الإجازات؛ فنجد القراءة تحتل مساحة. كبيرة من اليوم، بالإضافة إلي التنزه مع الأصدقاء أو ممارسة بعض الألعاب الرياضية، أو حضور حفلات غنائية، أوعروض مسرحية، وبالطبع مشاهدة الكثيرة من العروض السينمائية.
لن أتحدث عن سعر تذكرة السينما آنذاك، ولكن ستتحدث عن مستوي تلك الأفلام – محلياً وعالمياً- حتي الأفلام التى كنا نطلق عليها “أفلام المقاولات” في ثمانينيات القرن الماضي، وكذا أيضاً المسلسلات والسهرات التليفزيونية والإذاعية، وهي أعمال تضاءلت يوماً بعد يوم، حتي وصلنا إلي الألفية الثالثة.
و في الألفية الثالثة.انتشرت شبكات التواصل الإجتماعي، وزادت الأعباء والإلتزامات الحياتية؛ فما عدت قادراً علي الذهاب إلي دور السينما أو قاعات المسرح؛ فلا أستطيع أن أتذكر آخر فيلم شاهدته كاملاً، سواء داخل قاعات العرض أو في المنزل، وسواء من خلال القنوات الفضائية، أو المنصات الخاصة، أو العامة المنتشرة علي شبكة الإنترنت .
وبسبب أو لآخر وجدت نفسي ممسكاً بريموت التلفاز، متنقلاً مابين القنوات والمنصات المختلفة التي قد أصبحت أكثر تخصصاً، فتجد قنوات متخصصة في أفلام الحركة أو أفلام الرعب، وأخري متخصصة في الأفلام الكوميدية، أو الأفلام الكلاسيكية، وهو تقسيم موجود في القنوات العربية، كما هو موجود بالقنوات الأجنبية و خاصة الأمريكية.
و لمدة تصل إلي أكثر من ثلاث ساعات، تنقلت بين أفلام الرعب والأفلام الكوميدية، ولاحظت أنني لم تتأثر كثيراً بالمشاهد المرعبة والمواقف المتأزمة، كما لم أضحك كثيراً علي المشاهد الكوميديا، وهنا تركت التلفاز جانباً، وسرحت في مجموعة من الأفكار الوجودية، باحثاً عن سبب عدم الاستجابة الكاملة، كما كنت من قبل هل هو السن والخبرة ومخزون الرعب و الهزل الموجودين في الحياة الواقعية؟، أم هو عدم احترافية صناع تلك الأعمال؟!، الحقيقة لا أدري السبب وراء ذلك؛ وهو ما دفعني إلي العودة إلي القراءة، تلك العادة، وهذا الإدمان المفيد، تاركاً الأسئلة بلا إجابة!.
إقرأ أيضا للكاتب : العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية
إقرأ أيضا للكاتب : الربع الكبير من القرن ال 21 : حدثني كيف ستقضي وقتك القادم !
الكلمات المفتاحية
#الرعب،#أفلام الرعب،#مشاهد مرعبة،#أفلام كوميدية،#مشاهد الكوميديا،#السينما،#أفلام،# التلفاز،# قنوات فضائية،# منصات، الأفلام الكلاسيكية،#المرح،#مسلسلات،#الإنترنت،# شبكات التواصل الإجتماعي،#القراءة،# الحياة،#زياد عبد التواب.