لاشك أن الذكاء الإصطناعي يشغل العالم كله، وقد شهدت السنوات الأخيرة ثورة حقيقية مع ظهور منصة “شات جي بي تي” ChatGPT.
و برزت قدرته المذهلة على الإجابة على الأسئلة وكتابة المقالات وتقديم المعلومات العامة.
يستمد هذا التطبيق بياناته من آلاف المصادر عبر الإنترنت، ويحلل كلمات البحث لإنتاج إجابات مخصصة ودقيقة.
رغم ذلك، تبقى مشكلة تأخر تحديث البيانات قائمة، إلا أن المنصة وعدت بمعالجتها في النسخ القادمة.
ورغم المنافع الهائلة، لا يخلو الذكاء الإصطناعي من المخاطر، وأبرزها احتمال استخدامه لنشر المعلومات المضللة.
إقرأ أيضا للكاتب : “السلام على الغريب في أرض الأحلام”… معرض لروبرت مكابي
التواصل مع الذكاء الإصطناعي
فمنذ 2022، أصبح التواصل مع الذكاء الإصطناعي جزءا من الحياة اليومية، ليحل تدريجيا محل العلاقات الاجتماعية الحقيقية.
اليوم، يعتمد كثيرون على هذه الأدوات في مختلف مجالات حياتهم، حتى في المسائل الشخصية.
وما يزيد من انتشار هذه الظاهرة، هو ميزة التحدث الصوتي مع الذكاء الإصطناعي؛ حيث أصبح بإمكان الأميين أيضا استخدام هذه التقنية.
بل يستطيع هؤلاء إجراء مكالمات كاملة مع التطبيق للحصول على إجابات ومعلومات تفيدهم في حياتهم اليومية.
الباحثة آسيا الحمادي تقول: “في البداية، اقتصرت الاستفادة من أدوات الذكاء الإصطناعي على المهام الدراسية والبحثية، لكنها سرعان ما تسللت إلى حياتنا الاجتماعية.
وتتابع :”وتطور الأمر لتصبح هذه الأدوات بديلًا عن الأسرة والمجتمع، وتفاقم مشاعر الوحدة والعزلة”.
إقرأ أيضا للكاتب : صالات مزادات مصرية من زمن فات
من غرائب الذكاء الإصطناعي
ومن غرائب الاعتماد المفرط عليه، ما حدث في اليونان، حيث رفعت سيدة دعوى طلاق بناءً على تنبؤ من شات جي بي تي !.
فقد قامت السيدة بتحميل صورة فنجان قهوتها وفنجان زوجها للتطبيق، ليخبرها أن زوجها مهتم بفتاة يبدأ اسمها بحرف “E”.
و أن علاقة ستنشأ بينهما، وصدقت المرأة هذه الخرافة وطلبت الطلاق، رافضة محاولات زوجها لإقناعها بعدم منطقية ما حدث.
لكن القصة لم تنته عند هذا الحد!، فقد دفع الطلاق بهذا الشكل ولتلك الأسباب الغريبة الزوج لاحقا للمطالبة بحقه في حضانة أطفاله.
المستشار النفسي الآلي !
و هكذا إذا استمر الناس بالإعتماد الكامل على الشات أو حتى مجرد المحادثات النصية) لحل مشاكلهم الشخصية بدلاً من التواصل البشري المباشر ماذا سيحدث ؟!.
ومن المؤكد سوف يصبح الشات هو الطبيب والمستشار والصديق، والموجه، والناصح، ونتحول جميعاً إلى روبوتات..من أتباع المستشار النفسي الآلي”.