بقلم مهندس زياد عبد التواب الرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
منذ أكثر من عام عُقد مؤتمر للكلاب، تحت مسمى The Canine Conference ، في العاصمة الألمانية برلين، الغريب والمفزع – وليس الطريف ـ أن المؤتمر جمع أكثر من 1000 شخص من المهتمين بقضايا الكلاب، ولكن للأسف لم يحضروا هذا المؤتمر بصفتهم أوبأسمائهم العادية، ولكن حضروا المؤتمربصفتهم كلاب!، نعم كلاب ينبحون ويمشون على أربع، ولا يتكلمون على الإطلاق، وهنا يبرز السؤال البديهي : لماذا يفعلون ذلك؟، هل هي الرفاهية أم الخلل النفسي والعقلي؟!.
والمثير أن إجاباتهم على هذا السؤال تراوحت ما بين أن هذا الفعل هو للتعبيرعن حب الكلاب، والترويج لقضايا حقوق الحيوان، والتواصل مع مجتمع محبي الكلاب، بل إن البعض منهم قال أنه فعل ذلك؛ لأنه يريد أن يشعرب”روح الكلب”، بما تحمله من صفات سامية كالصداقة والوفاء، بينما ذكر البعض الآخر أن التحول إلى كلب هو نوع من التحرر من الإلتزامات والقيود البشرية!.
إقرأ أيضا للكاتب : سيدي الذوق !
مشاهدة أحداث هذ المؤتمر متاحة على شبكة الإنترنت لمن يريد الإطلاع عليه، والمؤسف أن هذه “التقليعة” انتشرت في عدة دول أخرى، منها إنجلترا واليابان، والتي قام أحد الأفراد بشراء زي كلب كلفه أربعة عشر ألف دولار كاملة، وبالتأكيد لست ضد الدفاع عن حقوق الحيوان، ولا جمعيات حقوق الحيوان، لكن ضد أن ينقلب شكل الإنسان إلى كلب أو أن يتشبه به للتأكيد على حقوقه.
ولا يقتصر الأمر على التشبه أومحاولة الإنقلاب والتحول من إنسان إلى كلب فقط، بل نجد البعض الآخر يتقمص دور وخصائص القط، فيجلس على أربع، ويبدأ في لعق جسده، والمواء بقوة.
شاهدت منذ عدة أيام مقطعاً مصوراً لرجل كان يسير بسيارته بسرعة عالية، على أحد الطرق السريعة بالولايات المتحدة الامريكية، وعندما استوقفه رجل الشرطة امتنع عن الحديث معه، وبدأ في النباح، وبدأ صديقه الجالس بجواره في المواء الحاد؛ وإتضح أن رجل الشرطة التعيس أوقف إثنين من هؤلاء البشر الذين يرفضون أن يستمروا في صورتهم البشرية، فتقمص أحدهما دور الكلب، والآخر دور القطة.
إقرأ أيضا للكاتب : حدثني عن رأيك في “كائن المنتصف” !
هذه الخيبة الثقيلة ليست منحصرة في قاعات مؤتمرات مغلقة أو في مقاطع فيديو، أو بودكاست مصورة فحسب، بل تطورت إلى قيام بعض المدافعين عن حقوق الحيوان بارتداء زي الكلب، والسماح لإنسان طبيعي أن يقوم بالتنزه بهم في الحدائق والطرقات، ويقوم بشراء بعض من طعام الكلاب المجفف حال شعورهم بالجوع !.
ومابين من يفعل ذلك في إطار مناسبة ما للفت الإنتباه إلى حقوق الحيوان، وبين من يفعل ذلك من منطلق رفض كونه إنساناً، ويرغب في التحول إلى كلب، لاأجد ما أقول على أي مستوى من المستويات، النفسية أوالدينية أوالأخلاقية، وغيرها من المستويات؛ فأنا من جيل استهجن كثيراً إرتداء الذئب لملابس الحمل، فمابالنا بما يحدث اليوم في هذا الزمن…زمن العجائب بحق !، ولكن ماذا لو صادفك أحدهم في مكان ما؟!.
الكلمات المفتاحية
#مؤتمر الكلاب، #The Canine Conference،# الكلاب، #الكلب،#حقوق الحيوان،# المدافعون عن حقوق الحيوان،# جمعيات حقوق الحيوان #حب الكلاب،#الترويج لقضايا حقوق الحيوان،#نباح الكلب،#مواء القطة،#التحول إلى كلب، #الإنسان يتشبه بالكلب #زياد عبد التواب