كتبت : جيرمين كامل
لاتبحث عن الحب المثالي ـ ولا الحبيب المثالي ـ !، ليس لأنه نادر فقط؛ لكن لأن الحب الكامل الذي قد تقضي عمرا سعيا ورائه لن يؤدي بك إلى السعادة التي تتمناها؛ فالحب الحقيقي هو الحب الناقص … هذه هي نصيحة عالم النفس الأمريكي مارك ترافيرز المتخصص في العلاقات الإنسانية والسعادة.
ويشرح عالم النفس في مقاله الذي نشرفي “فوربس” لماذا يجب أن تسعى جاهداً لتحقيق “الحب غير الكامل”، ويقول :” في العلاقات، ليس الكمال هو الذي يربطنا، بل الاختيار بين احتضان بعضنا البعض، وحب بعضنا البعض”.
ويشير إلى “يعتقد الكثير من الناس أن أعظم قصص الحب، يجب أن تكون خالية من العيوب أو سوء الفهم أو حزن القلب، وتُظهر لنا الأفلام والكتب ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي لحظات منسقة بشكل مثالي، وغالبًا ما تخلق وهمًا حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الحب، لكن الحب الحقيقي لا يزدهر في الكمال”، ويضيف ترافيرز”الحب الحقيقي يعيش ويتنفس في اللحظات الجميلة الفوضوية، وغير المتوقعة والإنسانية العميقة، التي نشاركها مع بعضنا البعض”.
4أسباب تجعلك تبتعد عن الحب المثالي
وبحسب العالم الإمريكي أربعة أسباب تجعل “الحب غير الكامل” ليس حتمياً فحسب، بل إنه أيضا يمثل شفاء للنفس :
1ـ النقص يعني إظهار حقيقة المرء دون زيف
ماهو الحب المثالي؟ سؤال يطرح نفسه هنا، والإجابة التقليدية قد تكون إنه الحب الخالي من العيوب و الأخطاء، وهو أيضا الحب الذي يبذل فيه الطرفان أقصى جهدهما من أجل إسعاد الشريك، حسنا لكن مفهوم “الحب المثالي” هو أسطورة منتشرة، تشكلت من خلال القصص الخيالية والكوميديا الرومانسية التي تمجد العلاقات الخالية من العيوب؛ حيث تختفي المشاكل بقبلة أو لفتة رقيقة، لكن في الواقع وعلى عكس هذه الأعمال فإن الحب الحقيقي غير كامل، وإنساني وأكثر إشباعا.
ويوضح :”عندما نحاول تقديم نسخة مثالية من أنفسنا للآخرين، فإننا نخلق واجهة تعيق الاتصال الحقيقي، على النقيض من ذلك، يزيل الحب الأصيل هذه الحواجز، ويخلق علاقات سوية؛ حيث يعرف الشركاء بعضهم البعض، ويقبلون بعضهم البعضكما هم في الحقيقة”.
وتدعم الأبحاث المنشورة في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي هذه الرؤية وفق المقال، حيث تظهر أنه حين تعرف الشريك “على حقيقته” فإن ذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية للعلاقات، مثل الثقة والرضا.
كما يعني ذلك أن المرء سيتقبل غرائب الشريك ونقاط ضعفه وعيوبه. إنه يحول العلاقة إلى مساحة آمنة حيث يشعر كل فرد بأنه مرئي ومقدر لما هو عليه.
إقرأ أيضا : دراسة :المرأة أكثر إصابة بالإضطراب النفسي
- 2ـ النقص هو أعظم معلم للحب
في حين يصور المجتمع غالباً الحب على أنه سهل ومتناغم عندما “يتم بشكل صحيح” أو عندما يكون مثالياً خالي من أي عيوب وشوائب، فإن الواقع هو أن لحظات النقص هي التي تقوي العلاقات، تقدم التجارب دروسا قيمة في الصبر والتواصل والتفاهم، مما يساعد الأزواج على التقارب.
وكل تحدٍ يواجهونه معاً هو فرصة لتعميق الروابط، و يمكن للخلافات أن تكشف عن احتياجات أو رغبات غير معلنة أو مخاوف خفية، بينما تذكرنا الأخطاء بإنسانيتنا المشتركة، وتعلمنا التواضع والمساءلة والتسامح. إن العلاقة التي تتقبل النقص تثمن النمو والتعلم، أكثر من اللوم ووهم الكمال.
.3. الحب الناقص يلهم الإبداع
عندما لا يتوافق الحب مع المثل الأعلى المعد مسبقاً، فإنه يفتح الباب للإبداع؛ ف العلاقات ليست مقاس واحد يناسب الجميع، والمواعدة المثالية والإيماءات الرومانسية الرائعة، والتواصل الخالي من العيوب، يمكن أن يكون خانقًا.
إن احتضان النقص يسمح لك بالتحرر من هذه القيود، وصياغة قصة حب تعكس شخصياتك وقيمك وظروفك الفريدة، كما أنه يمنحك حرية التجربة والتكيف وإعادة تعريف شكل الحب. بدلاً من الالتزام بالمفاهيم التقليدية، يمكنك تصميم علاقة تناسبكما بشكل أفضل، كن منفتحاً على فكرة أن ليلة الموعد ربما لا تكون عشاءً على ضوء الشموع ولكنها رحلات عفوية.
ربما لا يتم التحدث عن “أحبك” بالضرورة كل يوم، ولكن يتم إظهارها في أعمال خدمة متسقة أو إيماءات صغيرة، ويؤكد “من خلال التخلي عن المثل العليا الجامدة، تسمح للحب أن يتخذ شكلًا فريدًا لك، مليئًا بالعفوية والابتكار والأصالة.
4ـ الحب غير الكامل يغذي القبول
إن إخفاء عيوبك في العلاقة يخلق حاجزاً أمام الحميمية، كما أن الحفاظ على واجهة الكمال أمر مرهق، ويمنع شريكك من معرفتك حقًا، ومع ذلك، عندما تتخلى عن الخوف من الحكم ، وتسمح لعيوبك بالظهور، فإنك تخلق اتصالاً قائمًا على الثقة والأصالة.
في الحب غير الكامل، لا ينصب التركيز على “إصلاح” بعضنا البعض، ولكن على احتضان إنسانية كل مننا. وجدت دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في مجلة “علم نفس الأسرة” أن قبول شريكك والشعور بالقبول من قبله أمران حاسمان لإرضاء العلاقة” وفق عالم النفس الأمريكي.
إقرأ أيضا :الغيرة .. هل يمكن أن تنهي الحب؟
الخلاصة
إن الحب مشاعر لا تعتمد على الكمال، ومن الضروري أيضاً أن نتذكر أن الحب غير الكامل يحتفل بالعيوب البشرية، وليس السلوك الضار أو المسيء، الحب الصحي يعطي الأولوية دائماً للسلامة والاحترام والمساءلة والرعاية، وهذا الحب غير الكامل، في جوهره، يدعوك إلى أن تكون حقيقياً.
الكلمات المفتاحية
#الحب،#الحب المثالي،#الحب الحقيقي،#الحب الكامل،# الحب غير الكامل،#الحب الصحي،#الحب الناقص،#الحبيب الكامل،#الحبيب المثالي،#الحب بلا عيوب،#الشريك المثالي،#مشاعر،#الإنسانية،#السعادة،#العلاقات الإنسانية،#ماهو الحب المثالي،#عيوب الحب المثالي، #فوربس.