كتبت : ندى علي
بين ثنايا منسوجاتها تكمن صفحات من تاريخ مصر وتراثها، فكل قطعة من أعمالها تسرد حكاية مختلفة … منى الشعراوي فتاة عشرينية مصرية، أطلقت علامة مصرية في مجال تصميم وإنتاج الشيلان والحقائب والأزياء التقليدية بنقوش وموتيفات تراثية تم تطريزها يدوياً على أيدي السكان المحليين في أنحاء مختلفة من مصر، لتحقق إنتشاراً واسعاً، وتباع منتجاتها في أرقى المتاجر داخل مصر، كما تصدر منتجاتها ال”هاند ميد” المستلهمة من البيئة و التراث إلى العديد من الدول.

تتميز أعمالها بالفطرية؛ لأنها تعتمد على أيد ماهرة توارثت هذه الفنون اليدوية واشتهرت بها لآلاف السنين، فأعمالها تقدمها سيدات من أسوان و سوهاج، وسيوة، العريش، ومطروح، وغير ذلك، حيث التلي وأساليب التطريزالمختلفة، والرموزوالموتيفات التي تشكل إحدى جوانب الإرث الثقافي و الإجتماعي لهن.

تقول منى الشعراوي ل”أذواق” :”تعتمد منتجات “عائشة” على الرسوم الإرتجالية التي لاتعتمد على أي اسكتشات مسبقة، وهو مايكسبها الخصوصية و روح صانعها، و من ترتديها على السواء؛ فهي قطعة فريدة، لاتوجد منها نسخة طبق الأصل”.
وتتابع الشعراوي قائلة:” الشيلان يتم نسجها على النول، فهي قطع من الرسم بالخيوط، ومن ثم تطريزها يدوياً، وأقوم بالتواصل مع السيدات للاتفاق على الخطوط العريضة للأعمال، وأثناء ذلك قد تخبرني إحداهن، إنها كانت تحضر حفل زفاف، أوسبوع أو تستعد لشهر رمضان، وحينئذ أقول لها إذن إرسمي الطقوس المرتبطة بالحدث، إرسمي ماشاهدتيه في المناسبة، إرسمي ماتشعرين به، وبالفعل تفعل ذلك”.

لم تدرس منى الشعراوي الفن، ولم تحصل على دورات تدريبية في مجال الحرف اليدوية، لكنها كانت منبهرة بتراث بالسيدات المصريات في مختلف المحافظات، وبدأت حكايتها حين كانت تسافر أثناء دراستها الجامعية لأمكنة مختلفة داخل مصر ، تقول:” كنت طالبة في العام الدراسي الثاني في تخصص الإرشاد السياحي، وهو يتطلب السفر كثيراً، وكلما كنت أسافر لمكان ما في مصر سيما الصعيد، سيناء، سيوة، كنت أقف منبهرة أمام المنتجات التي تبدعها السيدات هناك، وأتساءل هذه الروائع لماذا لا تصل إلى العالم كله، تحكي تاريخ مصر ؟، وتسرد قصة الفنون اليدوية المصرية ؟!”.
إقرأ أيضا : “ميراكي” … ملابس شبابية لإطلالات متنوعة
اختمرت الفكرة في رأس الشعراوي و قررت أن تخوض المجال من قبل التخرج، وبدأت في التردد على معارض التراث التي تقام في القاهرة، و قوت علاقاتها بالفنانات اللاتي جئن من أقصى الجنوب، والغرب، والشمال، وجلست معهن تتفق على منتجات معينة بخامات و أفكار تقدمها لهن، تحمل روح مصر، وتقوم هي بتسويقها في مصر وخارجها”.

وفوجئت الفتاة الشابة بترحيب كبير من جانب السيدات، تقول ” وجدت إهتماما و ترحيبا شديدين، إلى حد أنهن عرضن علي تقديم منتجات لي، بدون مقابل، حتى أحقق مبيعات جيدة، وأستطيع الدفع لهن، وذلك من شدة حبهن لعملهن، ورسالتهن”.
وبدأت منى الشعراوي في مشروعها الذي حمل إسم عائشة تيمنا باسم والدتها ” ظللت أبحث عن إسم شرقي أصيل، وفي الوقت نفسه لايكون مكرراً أو متداولاً كثيراً، إلى أن توصلت فجأة إلى أن يحمل مشروعي إسم أمي الحبيبة، ملهمتي، التي تشجعني وتساندني” .
الآن أصبحت العلامة التجارية ل”عائشة” في مكانة مميزة بين العلامات المتخصصة في الشيلان والحقائب اليدوية التراثية في مصر، تقول منى في حديثها ل”أذواق”:”أشعر بالفخر ؛لأنني نجحت أن أجعل الفن في قطعة منسوجة، متاحة للجميع؛ وأن تتزين بها النساء من دون أن تضطر إلى دفع مبلغ ضخم مثل ذلك الذي تدفعه لشراء شال من علامات تجارية أخرى تباع منتجاتها في غاليريهات في أحياء راقية مثل غاردن سيتي، و الزمالك، و يصل المبلغ إلى 50 ألف جنيه مصري”.
تحرص منى على إختيار خامات مصرية خالصة تتميز بالجودة” أريد أن يكون المنتج الذي أقدمه مصريا بنسبة 100% ولذلك لا أستخدم سوى القطن المصري إلى جانب أقمشة من الصعيد، وبالطبع يتم الإنتاج بأيد مصرية”.
إقرأ أيضا : رؤى شبابية : الحب أجمل شعور

في البداية لم تتمكن منى من تلبية طلبات المعجبات بمنتجاتها للشحن خارج مصر، “كانت التكلفة مرتفعة بالنسبة لطالبة جامعية، وكنت أرفض أن أحصل من أسرتي على النقود؛ فلم أكن أضمن إنني سأنجح، كنت أريد الإستقلالية والإعتماد على الذات”.
لكن بعد مرور 5 شهور فقط، أصبح بين يدي مبلغا كبيرا من بيع منتجاتي، وتمكنت من تصدير أعمالي للسعودية و الكويت والعديد من الدول الأخرى، وتوسعت في إنتاجي؛ فبعد أن كان يقتصر على الشيلان، أصبح يضم منتجات أخرى مثل الحقائب والهدايا التذكارية و عبايات فلاحية، وتللي مصري “.
شاهد المزيد من أعمال مني الشعراوي :
الكلمات المفتاحية
#شال”عائشة”،# شيلان يدوية،#حقائب يدوية،#شيلان تراثية،#منسوجات تراثية،#تراث _مصر،#تاريخ مصر،#أقمشة مصرية،#القطن المصري،#التراث المصري استلهام،#موتيفات تراثية،#حرف يدوية،#روح مصر،#المرأة المصرية،#البيئة المصرية،#شباب، هاند ميد،#فن_مصري# صناعة_يدوية، عبايات_فلاحية،أزياء _تقليدية،