تحدثنا من قبل عن الفصام أو الشيزوفرانيا بين واقع المستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي وبين ما يحاول أن يوحى به لجمهور الأصدقاء.
فقد تجد أحدهم يملئ صفحته بالآيات القرآنية والأدعية وهو فاسق، أو يملئ الصفحة بالنكات والسخرية وهو في قمة الإكتئاب.
أو يحاول هذا الشخص أن يبدو كخبير استراتيجي عالم ببواطن الأمور- أي أمور- وهو لا يعلم نظرية عمل وابور الجاز…الخ.
إقرأ أيضاً للكاتب : عفواً… في المعرفة “مالكش حجة”!
منتهى التناقض
شيزوفرانيا أخرى نراها لنفس الشخص عبر التطبيقات المختلفة.
فعلى سبيل المثال يحاول أن يبدو رجلا عميقا مفكراً مشغولاً ومهموماً بقضايا الإنسان أينما كان، وذلك على تطبيق الفيسبوك Facebook .
فيما يحاول أن يبدو كرجل أعمال أو خبير أكاديمي عندما يستخدم تطبيق لينكد إن Linked In .
ثم يتحول إلى مصور فوتوغرافي أو فنان تشكيلي عندما ينتقل إلى الإنستغرام Instagram .
ثم يتحول إلى ناشط سياسي أو فيلسوف غبرة عندما نطالع تغريداته على منصة إكس (تويتر سابقا).
أو يتلون داخل تطبيق الواتساب WhatsApp تبعاً لمن يحاوره أو المجموعة المنضم إليها.
أسباب الشيزوفرانيا الإلكترونية !
وهنا نتساءل “لماذا هذا؟”، هل هي أحد أنواع الكبت الإنسانى لمن يحمل شخصية المتدين والمنحرف، والخبير والجاهل، والحزين والساخر، والوقور والمبتذل في داخله.
ويخرج كل شخصية في المتنفس المناسب لذلك، أم أن طبيعة كل تطبيق تفرض على مستخدميها نمطاً معيناً؟ أوهي تشجعهم وتدفعهم إلى انتهاج نهج ما وترك نهج آخر؟.
لا أدري ولا أريد أن أشغل ذهني بمحاولة التفسير؛ فتلك المحاولة من المفترض أن يكون غرضها هو وضع آليات للحل.
إقرأ أيضاً : العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية
سياسات الإستخدام و الشيزوفرانيا !
انتظر، هل نسيت شيئاً آخر؟، نعم…إنظر إلى السلوكيات عبر التيكتوك Tiktok ستجد الأمر أكثرر وضوحا و المسافة اكثر اتساعاً!.
وهو ما يحيلنا إلى سياسات الاستخدام التي تضعها كل منصة على حدة، و تلزم المستخدمين بها، وهو ما يؤثر حتما في السلوكيات أيضاً.
عامل آخر هام، وهو أسلوب عمل الخوارزميات، و كيف تتلاعب بالمستخدمين، وهو عامل غاية في الأ.
بالإضافة إلى هذا نجد سبباً آخر مرتبط بطبيعة كل منصة، أو السبب الذى أنشأت من أجله .
وهو عامل يتجاهله عدد لا بأس به من الناس؛ فتجد مستخدماً يقوم بنشر أغنية عاطفية على تطبيق لينكد ان و يتحدث في علوم الإدارة عبر الفيسبوك مثلاً!.
وبدون الإسهاب في هذا الموضوع الغريب، و التافه في نفس الوقت أجد أن الحل ببساطة أن تتخلص من شيزوفرانيا المنصات الإلكترونية، وأن تكون أنت نفسك، أو كما يقولون بالإنجليزية Be Yourself .